رئيس وزراء كندا: سأنظر في الطرق التي يمكن أن أعمل بها مع ترامب
اكتشف العلماء "مفتاحًا" يعكس خلايا السرطان، فيما يُعد اختراقًا كبيرًا في مجال البحث الطبي، فقد تمكن باحثون في كوريا الجنوبية من إعادة الخلايا السرطانية إلى مرحلة صحية أكثر.
وسمح ذلك للباحثين بالوصول إلى اللحظة الحاسمة قبل أن تتحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا مريضة بشكل لا رجعة فيه، ما أوقف تطور المرض، وفق ما أوردته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وقالت الدكتورة تيفاني تروسو-ساندوفال، أخصائية الأورام المتقاعدة: "توفر هذه الاكتشافات نهجًا جديدًا في علاج السرطان عن طريق إعادة تشكيل الخلايا السرطانية بدلاً من القضاء عليها".
وأضافت: "لفهم هذه الحالة المختلطة بشكل أفضل، يمكنكم التفكير في الماء الذي يغلي عند درجة حرارة 212 فهرنهايت (100 درجة مئوية)".
وتابعت: "هناك لحظة قصيرة عندما يكون الماء ليس سائلًا بالكامل ولا بخارًا بالكامل، مشابهة لكيفية تطور السرطان الذي يشمل نافذة قصيرة تكون فيها الخلايا صحية وسرطانية في الوقت نفسه".
وتركز العلاجات التقليدية للسرطان على إزالة الخلايا السرطانية من خلال الجراحة، أو تدميرها باستخدام الإشعاع أو العلاج الكيميائي، لكن البحث الجديد يبدو أنه كشف عن نهج ثالث قد يسمح لمرضى السرطان باستعادة خلاياهم الصحية.
وقالت الدكتورة تيفاني إن "هذا الاكتشاف قد يؤدي إلى تطوير علاجات أقل سمية من الإشعاع والعلاج الكيميائي".
وتقوم العلاجات التقليدية بتدمير جميع الخلايا في الجسم - وليس الخلايا السرطانية فقط. وهذا يتسبب بآثار جانبية مثبطة وقد يؤدي في النهاية إلى تطور أمراض أخرى لدى المرضى، بما في ذلك سرطانات جديدة.
وأضافت أن "الاكتشافات الجديدة قد تشير إلى طريقة لمنع تكوّن الأورام في المرضى المعرضين للخطر، مثل الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض أو الذين يتعرضون بشكل منتظم للمواد المسرطنة مثل دخان السجائر".
وتوفر الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة "العلوم المتقدمة"، "فهمًا أعمق لبيولوجيا السرطان مما قد يؤدي إلى تطوير علاجات طبية أكثر تخصيصًا"، حسبما قالت الباحثة.
من جهته، قال كوانغ-هيون تشو، أستاذ البيولوجيا في معهد كوريا المتقدم للعلوم والتكنولوجيا ومؤلف مشارك في البحث الجديد: "كشفت هذه الدراسة بالتفصيل، على مستوى الشبكة الجينية، التغيرات التي تحدث داخل الخلايا وراء عملية تطور السرطان، وهو ما كان يُعد لغزًا حتى الآن".
وأضاف: "هذه هي الدراسة الأولى التي تكشف عن الدليل المهم الذي يمكنه عكس مصير تطور الأورام والذي يختبئ في هذه اللحظة الدقيقة من التغير".
وتابع قائلاً إن "تطور السرطان ليس تحولًا فوريًا، بل يحدث تدريجيًا مع تراكم التغيرات في الحمض النووي للخلايا الصحية بمرور الوقت، مما يغير كيفية عمل الخلايا".
ووفق الباحث، فإنه "عندما تحدث تغييرات ضارة كافية، تتحول الخلايا الصحية إلى خلايا سرطانية تعمل بشكل غير طبيعي".
وحدد الباحثون نافذة رئيسة خلال هذا الانتقال التدريجي، إذ تدخل الخلايا في "حالة انتقال حاسمة" قصيرة العمر تحتوي فيها على خصائص صحية وسرطانية في آن واحد.
وباستخدام نظام تحديد جزيئي، تمكّن الفريق من استهداف الآليات التي تتحكم في هذا الانتقال وتحديد المسارات الجزيئية التي دفعت الخلايا للعودة إلى حالتها الطبيعية.
واختبر تشو وزملاؤه آلية العلاج الجديدة من خلال تجارب الخلايا الجزيئية في الأورام الصغيرة المزروعة في المختبر، أو "الأورجانويد"، المصنوعة من خلايا سرطان القولون.
وتمكن الفريق من تحديد إنزيم كان يعيق تكسير بعض البروتينات المرتبطة بالسرطان، ما سمح لها بتغذية نمو الورم. ومن خلال حظر هذا الإنزيم، توقفت "الأورجانويد" عن النمو وعادت إلى حالة صحية من الوظائف الطبيعية.
وبينما لا يعدّ مفهوم تمايز الخلايا - أو عملية تغيير الخلايا لحالاتها - أمراً جديدًا، فالآلية التي اكتشفها تشو وفريقه وتطبيقها في علاج السرطان هي الجديدة، حسبما قالت الدكتورة تيفاني تروسو-ساندوفال.
