لطالما ساد اعتقاد مفاده أن البروتين النباتي لا يضاهي نظيره الحيواني من حيث "الكمال"، وهو ما أثار جدلاً غذائياً استمر لعقود.
ولكن وفقاً للدكتورة كريستن أيكن ومختصين في التغذية، فإن هذه النظرية تستند إلى مفاهيم خاطئة نشأت في السبعينيات.
وتشير الدراسات الحديثة، مثل تلك التي ناقشها الدكتور مايكل جريجر على موقعه NutritionFacts.org، إلى أن جميع مصادر البروتين النباتية "كاملة"، أي تحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية التسعة التي يحتاجها جسم الإنسان.
وأوضح جريجر أن "النباتات توفر جميع المغذيات التي تحتاجها الحيوانات، فلماذا نفترض أن اللحوم أكثر كمالاً من النباتات التي تمد الحيوانات بتلك المغذيات؟"
ما أثار الجدل هو مفهوم "دمج البروتينات" الذي شاع في كتب التغذية مثل Diet for a Small Planet لفرانسيس لابي في السبعينيات.
كانت هذه النظرية تدّعي أن البروتينات النباتية تفتقر إلى بعض الأحماض الأمينية الأساسية، ما يتطلب دمجها للحصول على بروتين كامل. لكن لابي تراجعت عن هذه النظرية لاحقاً في إصدار محدث من كتابها عام 1981، معترفة بأنها كانت فكرة خاطئة.
الدكتور جون ماكدوغال، في عام 2002، قدّم انتقاداً قوياً لهذه النظرية، موضحاً أن "النظام الغذائي النباتي القائم على مصادر غير معالجة من النشويات والخضروات كافٍ تماماً لتلبية احتياجات الإنسان من البروتين."
لكن هل كل البروتينات "المتكاملة" متساوية؟
أوضح جريجر أن هناك اختلافات بين البروتين النباتي والحيواني، مشيراً إلى أن "البروتين النباتي، مثل العدس، لا يرفع مستويات IGF-1 بنفس قدر البروتين الحيواني، ما يفسر ارتباط اللحوم بخطر الإصابة بالسرطان، بينما تقلل البقوليات من هذا الخطر."
أما بشأن الكمية اليومية التي نحتاجها من البروتين، فأكد جريجر أن متطلباتنا أقل بكثير مما نعتقد: "طالما نتناول سعرات حرارية كافية من الأطعمة النباتية الكاملة، فلا داعي للقلق".
ويشير مختصون إلى أن البروتين النباتي ليس مجرد بديل، بل منافس قوي للبروتين الحيواني، مع فوائد صحية تمتد لعمر أطول.