وزير الصحة البريطاني: هجمات إسرائيل على غزة غير مبررة ولا تطاق
نجح باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو بتطوير تقنية غير مسبوقة لتشخيص السرطان، مستوحاة من التكوينات المجهرية لأجنحة فراشة "مورفو"، التي تشتهر بلونها الأزرق اللامع الناتج عن تفاعل الضوء مع بنيتها النانوية، وليس بسبب الأصباغ.
وتمكن الفريق من استغلال هذه البنية الفريدة لفحص عينات الأورام دون الحاجة إلى أصباغ كيميائية أو معدات تصوير معقدة، ما قد يُحدث تحولاً جذرياً في طرق تشخيص الأمراض الليفية، بما في ذلك السرطان.
يرتكز هذا النهج الجديد على تحليل التليف، وهو تراكم الأنسجة الليفية الذي يُعد مؤشراً حاسماً لتطور العديد من الأمراض، من السرطان إلى اضطرابات القلب والأمراض العصبية التنكسية.
وتعتمد الطرق التقليدية على صبغ الأنسجة لرؤية بنيتها، لكن هذه العملية قد تكون ذاتية، حيث يختلف تفسيرها بين اختصاصيي الأمراض. كما أن تقنيات التصوير المتقدمة، رغم دقتها، تُعد مكلفة وغير متاحة على نطاق واسع.
كيف تستفيد التقنية من جناح الفراشة؟
أوضح الباحثون أن أجنحة فراشة "مورفو" تتمتع بهياكل نانوية تعكس الضوء المستقطب بطريقة فريدة.
وفي المقابل، تمتلك ألياف الكولاجين – المكون الأساسي للأنسجة الليفية – قدرة مماثلة، لكن إشاراتها ضعيفة.
وهنا يأتي دور جناح الفراشة، حيث يعمل كـ "مُضخم طبيعي"، ما يجعل من السهل تحليل كثافة وترتيب ألياف الكولاجين دون الحاجة إلى أدوات مكلفة.
وباستخدام مجهر ضوئي قياسي، تمكّن الفريق من دراسة هذه التغيرات بدقة، ثم طوّروا نموذجاً رياضياً يعتمد على حساب جونز، وهي تقنية تحليل للضوء المستقطب، لقياس كثافة الكولاجين وربطها بدرجة التليف.
عند اختبار التقنية على عينات خزعة من سرطان الثدي، أظهرت نتائج مماثلة للطرق التقليدية المعتمدة على الصبغات وتقنيات التصوير المتطورة، ما يؤكد فعاليتها ودقتها.
وتؤكد ليزا بوليكاكوس، الأستاذة المشرفة على الدراسة، أن هذا الاكتشاف قد يشكّل ثورة في التشخيص الطبي، قائلة: "قدّمت لنا الطبيعة حلاً عبقرياً عبر أجنحة فراشة "مورفو"، ما يتيح تشخيصاً أسرع وأكثر دقة باستخدام أدوات بسيطة متوفرة في معظم العيادات."
ويأمل الباحثون في توسيع نطاق التطبيق ليشمل أنواعاً أخرى من السرطان وأمراض التليف، ما قد يسهم في تحسين الرعاية الصحية، خاصة في المناطق ذات الموارد المحدودة.