الخارجية الألمانية تنفي نقل المئات من سكان غزة جوا من إسرائيل إلى ألمانيا
في السنوات الأخيرة، أشارت تقاريرعديدة إلى زيادة انزعاج النساء المرتبط بانقطاع الطمث، خصوصا في شكل الهبات الساخنة والتعرق الليلي. وفي حين تطورت المواقف الثقافية تجاه هذه المرحلة من حياة المرأة، تشير الأدلة العلمية إلى أن التحول البيولوجي قد يكون له دور أيضًا في هذه الزيادة؛ ما يؤثر على شدة هذه الأعراض وتكرارها.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، تمثل دراسة شاملة أجريت في السويد حجر الزاوية في فهم هذه الظاهرة.
وبفحص مجموعات من النساء عبر أجيال، لاحظ الباحثون زيادة كبيرة في انتشار الهبات الساخنة اليومية بين النساء اللواتي ولدن في سنوات لاحقة مقارنة بالأجيال السابقة. وعلى الرغم من التعديلات التي تم إجراؤها أثناء الدراسة لعوامل مختلفة مثل التدخين، ومؤشر كتلة الجسم، واستخدام الأدوية، إلا أن التفاوت استمر؛ ما يشير إلى تصاعد حقيقي في أعراض انقطاع الطمث.
وتؤكد الدكتورة سوزان ريد، المتخصصة في صحة المرأة، هذه النتائج، مشددة على الطبيعة المتعددة الأوجه لانقطاع الطمث، إذ تتشابك التأثيرات البيئية والوراثية والاجتماعية لتشكل تجارب المرأة؛ ما يمثل نسيجًا معقدًا يصعب حله.
وفي حين أن تغيير المعايير الثقافية قد يشجع على زيادة الإبلاغ عن الأعراض المصاحبة لهذه المرحلة، إلا أنه لا يمكن استبعاد الزيادة الملحوظة. ووفرت دراسة صحة المرأة عبر البلاد (SWAN) المزيد من الأفكار، كما كشفت عن التفاوتات في مدة الأعراض والحصول على العلاج بين المجموعات العرقية المختلفة، وأظهرت عوامل مثل مستويات التوتر والتحصيل العلمي كمحددات مؤثرة لشدة الأعراض.
وتظهر التغيرات اللاجينية، أي التغيرات في الحمض النووي التي تحدث على مدى العمر، كوسيلة واعدة لاستكشاف أسباب هذه التغييرات، إذ إنها قد تتأثر بالعوامل البيئية، وبالتالي يمكن أن تساهم في حدوث اختلافات في تجارب انقطاع الطمث عبر الأجيال. وعلى الرغم من أن الآليات الدقيقة لحل هذه المشكلة لا تزال بعيدة المنال، إلا أن الأبحاث تؤكد أهمية النظر في العوامل الوراثية والبيئية في فهم أعراض انقطاع الطمث.
وتدعو الدكتورة ريد إلى الإدارة الاستباقية لأعراض انقطاع الطمث، مع التركيز على أهمية طلب المساعدة الطبية عندما تصبح الأعراض مرهقة. وبعيدًا عن تخفيف الانزعاج، فإن معالجة الأعراض على الفور يمكن أن تخفف أيضًا من المخاطر الصحية المرتبطة بها، مثل زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ومن خلال الاعتراف بالطبيعة المتعددة العوامل لانقطاع الطمث وإعطاء الأولوية لإدارة الأعراض، يمكن للنساء اجتياز هذا التحول الطبيعي بمزيد من الراحة والرفاهية.