تعاني الطفلة جنى (ثلاث سنوات ونصف) من استسقاء في الدماغ، أثر في حركتها وإدراكها ونطقها، إلا أنها خضعت لجلسات علاجية بالأكسجين النقي، ولم يصدق ذوو الطفلة بعد أسبوعين من العلاج عندما نادت والدها للمرة الأولى بكلمة "بابا".
وفي تصريح لـ"إرم نيوز"، قالت المديرة التنفيذية في "بوابة المستقبل"، المهندسة صبا معلا غانم، حيث عُولجت الطفلة جنى، إن "الأكسجين النقي عالج الكثير من الحالات، وعدد كبير من المرضى استفادوا من الجلسات".
وأضافت معلا، أنه "من الحالات التي عُولِجَت بالجلسات، شابة بعمر 16 عامًا، كانت تعاني نقص أكسجة، تسبب لها بشلل دماغي تشنجي وضعف في عضلات الأطراف، لكنها استجابت لجلسات العلاج، وتحسنت حركتها وأصبحت تمد يديها للسلام".
وتحدثت معلا عن الحالات الكثيرة التي تراجع العيادة وتحصل على نتائج إيجابية، ومنها حالات نقص الأكسجة في أثناء الولادة، وفقد السمع المفاجئ، والقدم السكرية.
وأوضحت أن "الأكسجين النقي يفيد الأصحاء أيضًا؛ لأنه ينظف الجسم من السموم والغازات الضارة، إضافة إلى أهميته للبشرة كونه يحفز إنتاج الكولاجين، وبذلك محاربة الشيخوخة".
وبيّنت معلا، أن العلاج بالأكسجين النقي يستخدم منذ مدة طويلة في سوريا، حيث كان مشفى "تشرين" يستخدمه لإنقاذ الغواصين من الضفادع البشرية.
وتقول معلا، إنه "منذ سنوات، أسس المدرب الدولي علاء عطفة حسين مركزا علاجيا بالأكسجين، وهو أول خبير في الشرق الأوسط بتصنيع وصيانة هذه الأجهزة بأيدٍ سورية".
ويقول الدكتور بسام خليل إلياس لـ"إرم نيوز"، إن "العلاج بالأكسجين آمن، فهو يعزز عمليات الشفاء الطبيعية بالجسم، ويقوم على الجمع بين زيادة الضغط الجوي حول المريض، وزيادة نسبة الأكسجين المعطاة له".
وأضاف إلياس، أنه "خلال جلسة العلاج، يوضع المريض ضمن كبسولة مصممة لتحمل الضغط الزائد، ثم يعطى الأكسجين النقي 100% للمريض، بحيث تذوب كميات كبيرة منه في البلازما، فيصل بشكل وافر إلى السائل الدماغي الشوكي والجهاز اللمفاوي والمفاصل والأنسجة التي تعاني من التلف".
وبيّن إلياس، أن بعض الأمراض تُشفى بالعلاج بالأكسجين، منها نقص السمع المفاجئ، والتسمم بأول أكسيد الكربون، والسيانيد، والنخرة الجافة الحديثة، وغيرها. كما يساعد في تخفيف الألم الليفي العضلي، وحالات أخرى مثل ذات العظم والنقي، والجروح التي لا تلتئم.
ويقول إلياس، إنه "هناك العديد من الأمراض التي لم يُتفق على علاجها بالأكسجين، وهي قيد الدراسة عالميًا، لكن وجود العلاج إلى جانب العلاجات الأخرى يعطي نتائج إيجابية للمريض".
ويؤكد الدكتور، أن "بعض الأمراض تُشفى تمامًا بالعلاج بالأكسجين المضغوط وحده، وفي بعض الأمراض، يعد علاجًا داعمًا ومساعدًا للعلاجات المعطاة للمريض".
الأكسجة لدعم النضارة والتجميل
وقالت اختصاصية الأنف والأذن والحنجرة الدكتورة أليسا عجوب لـ"إرم نيوز"، إن "العلاج بالأكسجة يقلل التجاعيد والخطوط الدقيقة عن طريق تحسين إنتاج الكولاجين، ويساعد في شفاء الجروح والندوب وحب الشباب وتعافي الجلد بعد العمليات التجميلية، مثل عمليات شد الوجه أو شفط الدهون".
وتضيف عجوب، أنه "تستخدم طريقة HBOT على نطاق واسع في الولايات المتحدة، والكثير من المراكز والمستشفيات الطبية العالمية، لعلاج الجروح غير الشافية، وحالات التسمم بأول أكسيد الكربون، والقدم السكرية".
وبيّنت الاختصاصية، أن استخدام هذا العلاج وحده ليس كافيًا، فلا بد أن يكون جزءًا من خطة علاجية، وقد يحتاج المريض لجلسات تتراوح بين 3 جلسات و40 جلسة.
ورغم الاتفاق على فائدة جلسات الأكسجة للإنسان المعافى والمريض، فإن الخلاف يبقى على نسبة نجاحه في علاج الأمراض، وهل هو مكمل لخطة علاجية شاملة، أم يمكن أن ينجح منفردًا في شفاء بعض الأمراض؟
