شولتس: الإدارة الأمريكية ترتكب خطأ فادحا باعتمادها على الرسوم الجمركية
قال تقرير إخباري، إن الولايات المتحدة تشهد ارتفاعًا كبيرًا بعدد الأطفال الصغار الذين يموتون جراء جرعات زائدة من مخدر الفنتانيل.
وجاء التقرير الذي نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية في أعقاب تحقيقات كشفت أن جرعة مخدرة من مزيج الميثامفيتامين والفنتانيل، مسؤولة عن مقتل طفلة صغيرة في كاليفورنيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن "هذا الحادث بات رمزًا للمرحلة الحالية التي تشهد انتشار الفنتانيل في الولايات المتحدة، الذي يهدد حياة الأطفال، بما في ذلك كنتاكي وأوكلاهوما، بعد حالات وقوع أطفال ضحايا للمواد الأفيونية قبل أن يصلوا إلى عمر يمكنهم فيه التعامل مع الأشياء أو الطعام بشكل مستقل".
وفي قصة مأساوية أخرى، وقع طفل يدعى نيكولاس دومينيسي، لم يتجاوز عامه الأول، ضحية تناول جرعة كبيرة خلال تواجده في الحضانة، ما أدى إلى مقتله، فيما في ميلووكي، واجهت أم تبلغ من العمر 29 عامًا اتهامات في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني بسبب وفاة ابنتها البالغة من العمر 10 أشهر - وهي الوفاة السابعة لطفل أقل من 5 سنوات بسبب الفنتانيل في المدينة- حيث كشفت اختبارات الدم التي أجريت على أطفالها الثلاثة الآخرين عن وجود الفنتانيل.
وأكدت "لوموند"، أن هذه الموجة من وفيات الأطفال تعكس تأثير وباء الكراك (كوكايين) على الأطفال حديثي الولادة في أواخر الثمانينيات، موضحة أنه على عكس "أطفال الكراك" الذين عانوا من المخدرات في الرحم، فإن "أطفال الفنتانيل" يموتون مباشرة من جرعة زائدة؛ ما يجعل مقدمي الرعاية الصحية غير متأكدين من تعرضهم لجزيئات المواد الأفيونية في بيئتهم.
وفي عام 2021، تعرض عشرة أطفال دون سن الخامسة لجرعات زائدة في ولاية ميسوري، وبحلول عام 2022، تضاعف هذا العدد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم حملات إنفاذ القانون لمواجهة آثار المواد الأفيونية، والجهود الدبلوماسية للحد من واردات السلائف الكيميائية غير القانونية من الصين، فإن إحصاءات نهاية العام لا تُظهر أيّ تحسن في ولاية كاليفورنيا، وهي الولاية التي سجلت أعلى عدد سنوي من الوفيات بسبب الجرعات الزائدة (7000 في عام 2022)، وارتفعت مضبوطات الفنتانيل بنسبة 594%، مع وصول ميزانية الأزمة إلى مليار دولار.
ويتوقع الخبراء على الصعيد الوطني، وصول عدد الوفيات مع نهاية 2023 إلى نحو 120 ألفًا، وهي زيادة كبيرة من 110 آلاف وفاة في عام 2022.
وتعرب العديد من الولايات عن قلقها بشأن ارتفاع استخدام المواد الأفيونية بين الشباب، حيث توفي أكثر من 1808 أفراد تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عامًا بسبب جرعات زائدة بين يوليو/تموز 2019 وديسمبر/كانون الأول 2021؛ ما يعني زيادة بنسبة 182% عن الفترة السابقة، حسبما أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ولفتت الصحيفة إلى أنه استجابة لهذه الأزمة، سنَّت ولاية تكساس "قانون تاكر" في أكتوبر/تشرين الأول، حيث نفذت حملة وقائية في المدارس بعد وفاة تاكر تشارلز رو العرضية عن عمر يناهز 19 عامًا في عام 2021.
وبالمثل، أقرت كاليفورنيا "قانون ميلاني" في نوفمبر/تشرين الثاني.
وشهد العام الماضي، إقرار نحو 100 قانون يعالج أزمة المواد الأفيونية في جميع أنحاء البلاد، وخصص العديد منها الأموال لتوزيع المخدرات في الجامعات ومنح السلطة القانونية للتعامل مع الجرعات الزائدة كجرائم قتل.
وفي سان فرانسيسكو، أعلنت وزارة الصحة عن خطط لاختبار مياه الصرف الصحي بحثًا عن أدوية مختلفة، بما في ذلك الفنتانيل والميثامفيتامين والكوكايين والزيلازين، وهو مهدئ للحيوانات، بعد بروتوكول بدأ خلال جائحة كورونا.
المصدر : صحيفة "لوموند" الفرنسية