عاجل

هيئة البث: الجيش الإسرائيلي سيدرب قوات البحرية على القتال البري بسبب نقص المقاتلين

logo
أخبار

"نيويورك تايمز": وعد بايدن بشأن الاتفاق النووري مع إيران ينحرف عن مساره

"نيويورك تايمز": وعد بايدن بشأن الاتفاق النووري مع إيران ينحرف عن مساره
01 أغسطس 2021، 10:28 ص

رأت صحيفة "نيويورك تايمز" أن وعد الرئيس الأمريكي جو بايدن بإحياء الاتفاق النووي الإيراني يواجه خطر الانحراف عن مساره، حيث من المتوقع أن يخسر الطرفان الكثير في حالة فشل المفاوضات الحساسة التي تقوم على الحدّ من الأنشطة النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات المفروضة على طهران.

وقالت الصحيفة في تقرير لها: "قبل أيام على تنصيب الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي، أصبح المسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي بايدن أكثر تشاؤما تجاه فرصهم في الوصول إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب في عام 2018".

ونوهت إلى أن "المسؤولين يخشون أن تسرع الحكومة الإيرانية الجديدة خطاها في البحث والإنتاج النووي، والاستعداد لتقديم طلبات جديدة من الولايات المتحدة".

وأضافت أن "هذه المخاوف تأتي على العكس ما كان عليه الوضع قبل شهر، عندما كان المسؤولون الأمريكيون، بناء على تطمينات من الحكومة الإيرانية السابقة، يعتقدون أنهم على أعتاب الوصول إلى اتفاق نووي جديد، قبل تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي بشكل رسمي يوم الخميس المقبل".

وأشارت إلى "حالة التفاؤل التي كانت تخيّم على واشنطن في يونيو الماضي إزاء ملف المباحثات، حيث كانوا واثقين جدًا من أن جولة أخرى من المحادثات كانت وشيكة لدرجة أن مفاوضًا أمريكيًا بارزًا ترك ملابسه في مخزن في فندق في فيينا، حيث جرت المحادثات من خلال وسطاء أوروبيين خلال الأشهر الأربعة الماضية.

وتابعت الصحيفة: "لم تحدث تلك الجلسة المرتقبة مطلقاً، أصبح المفتشون الدوليون بعيدين تماماً عن المواقع النووية الإيرانية، ففي موقع التخصيب الإيراني الرئيسي في نطنز، تدور أجهزة الطرد المركزي بسرعة تفوق سرعة الصوت، وتبدأ في تخصيب كميات صغيرة من الوقود النووي في درجة تقترب من إنتاج القنبلة".





غموض موقف رئيسي

وتقول الصحيفة "في أماكن أخرى، يتم تحويل بعض اليورانيوم إلى شكل معدني، لأغراض طبية كما يصر الإيرانيون، رغم أن هذه التقنية يمكن أيضاً استخدامها في تصنيع الرؤوس الحربية".

"ومن غير الواضح ما إذا كان رئيسي سوف يبقي على فريق التفاوض الإيراني الحالي، أم أنه سيلجأ إلى وضع موالين له، يمكن أن يلجؤوا إلى مساومات أكثر حدة، من خلال التفاوض على رفع العقوبات على إيران مقابل فرض قيود مؤقتة على الأنشطة النووية الإيرانية".

ونقلت الصحيفة عن روبرت مالي، المفاوض الأمريكي في الملف النووي الإيراني، قوله: "هناك خطر حقيقي بأنهم يمكن أن يعودوا بمطالب غير واقعية على الإطلاق إزاء ما يمكن أن يحققوه خلال المباحثات".

وأردفت "نيويورك تايمز": "بالنسبة للرئيس بايدن، فإن إحياء الاتفاق النووي الإيراني على قمة أولوياته، حيث يأمل مرة أخرى، في احتواء البرنامج النووي الذي تم استئناف العمل به بعد انسحاب ترامب من الاتفاق الموقع 2015 قبل 3 سنوات".

ورأت أن "الأمر مهم للغاية أيضاً بالنسبة لبايدن، فيما يتعلق بجهوده لإصلاح العلاقات مع الحلفاء الأوروبيين، الذين تفاوضوا في الاتفاق الأصلي، مع الولايات المتحدة وروسيا والصين".

ولا يخفي مساعدو بايدن مخاوفهم من أن الإيرانيين يتعلمون الكثير من العمل الجاري الآن، لدرجة أنه في المستقبل القريب، وربما في وقت مبكر من هذا الخريف، قد تكون من المستحيل العودة إلى الاتفاق القديم.

وقال روبرت مالي في هذا الصدد: "وقتها سوف يتعين علينا تقدير كيفية المضي قدماً، ونأمل ألا نصل إلى تلك المرحلة".





وتشير الصحيفة إلى أنه "على الصعيد الإيراني، فمنذ سنوات، يؤيد إبراهيم رئيسي فكرة اقتصاد المقاومة، الذي يقوم على حجّة أن إيران لا تحتاج للتجارة مع العالم الخارجي، وليست في عجلة من أمرها للانفتاح. لكن خلال حملته الانتخابية، بدا أنه يؤيد العودة للاتفاق النووي، ربما كان تحت ضغط لإظهار ذلك".

"أما الآن فإن العبء الاقتصادي يتفاقم نتيجة الموجة الخامسة من فيروس كورونا وأزمة نقص المياه، التي تسبب فيها بشكل جزئي سوء الإدارة من جانب الحكومة الإيرانية، ما أدى إلى اندلاع مظاهرات احتجاجية غاضبة".

وحسب "نيويورك تايمز"، "لن تكون كلمة الرئيس الجديد هي الأخيرة بشأن العودة للاتفاق النووي، ولا يزال هذا الحكم يخص المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي حشد الدعم لانتخاب رئيسي".

وأكد خامنئي مجدداً الأربعاء الماضي مطالبه بأن تقدم الولايات المتحدة ضمانات بأنها لن تنسحب مرة أخرى من الاتفاق النووي الإيراني كما فعل ترامب.

وأوضحت الصحيفة أنه "في حال العودة للعمل بالاتفاق النووي الإيراني، فإنه يمكن شحن معظم هذا اليورانيوم المخصب حديثاً إلى خارج إيران، وهو ما حدث عندما تم وضع الاتفاق الأول".

"وقال المسؤولون إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو المعرفة العلمية التي تكتسبها إيران بشكل مطرد، من خلال بناء أجهزة طرد مركزي أكثر تقدماً وتجربة في تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهو ما يجعلها على عتبة النسبة المطلوبة لتصنيع السلاح النووي".





أزمات أمام بايدن

ورأت الصحيفة أن "إدارة بايدن تعلم جيداً أن أي اتفاق سوف تتوصل إليه سيؤدي إلى مشكلة سياسية بالنسبة لها في واشنطن، ففي 2015 انتقد جميع الجمهوريين وعدد كبير من الديمقراطيين ذوي النفوذ، الاتفاق النووي الأصلي، ووصفوه بأنه غير صارم بما فيه الكفاية. بالتالي، فإنها لا توجد طريقة تجعل المسؤولين الأمريكيين يتخلون عن التهديد بفرض العقوبات على إيران مجددا، في حالة عدم امتثالها ببنود الاتفاق"، كما قالت مصادر أمريكية مطلعة.

ونقلت الصحيفة عن علي فايز مدير مشروع إيران في "مجموعة الأزمات الدولية"، قوله، إن "المشكلة تتمثل في أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تحرم نفسها من أحد أشد الأسلحة التي تملكها، وتتتضمن بطبيعة الحال القدرة على إعادة فرض العقوبات على إيران في حالة انتهاك شروط الاتفاق النووي".

ولفتت إلى أنه "في الوقت الذي تستمر فيه المحادثات، تواجه الإدارة الأمريكية واقعاً آخر لأول مرة منذ سنوات، ليس لدى المفتشين الدوليين سوى فكرة قليلة للغاية عما يحدث في مفاعل نطنز تحت الأرض، حيث تم منع فرق التفتيش من دخول العديد من المنشآت النووية الإيرانية، وقياس مستويات التخصيب، وحساب كل غرام من المواد المنتجة، وانتهت في يونيو الماضي اتفاقية إبقاء الكاميرات وأجهزة الاستشعار قيد التشغيل".

وختمت "نيويورك تايمز" تقريرها قائلة: "منذ شهر، قال وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين إن إنهاء العمل بهذا الاتفاق يعتبر مصدر قلق خطير، ويحتاج إلى حل فوري لكن الإيرانيين تجاهلوا هذا التحذير".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC