ليبيا.. قطع المياه عن طرابلس خشية تفجير "النهر الصناعي"

أعلنت الجهة المسؤولة عن تنفيذ وإدارة النهر الصناعي في ليبيا، اليوم السبت، عن نظام جديد للنهر يؤدي بموجبه إلى قطع الإمداد المائي عن العاصمة طرابلس، خشية من تنفيذ تهديدات بتفجيره.

وقال الناطق باسم جهاز النهر الصناعي، صلاح الساعدي، في تصريحات صحفية، إنه "سيترتب على اضطرار الجهاز إغلاق منظومة النهر قطع الإمداد المائي عن أكثر من مليوني نسمة في طرابلس"، مشيرا إلى أن "الجهاز سيحتاج بعد إعادة فتحه إلى 6 أيام لتوصيل المياه مجددا إلى المواطنين".

وأوضح الساعدي أنه "تم الاضطرار إلى هذا الإجراء لحماية المنظومة وتفاديا لما هو أخطر، لا سيما بعد انتهاء المهلة التي حددها ذوو رئيس جهاز الاستخبارات في النظام السابق عبدالله السنوسي وأفراد من قبيلته (المقارحة) لتفجير خط الأنابيب اليوم".

وذكر الساعدي أن "إيقاف المنظومة وإعادة فتحها بين كل حين وحين سيترتب عليه مشاكل فنية وأضرار تلحق بالمنظومة، لكن إيقاف المنظومة يبقى أفضل من إتلافها".

وأضاف: "كنا نطمح لزيادة إنتاجنا مع نهاية العام بكمية تبلغ مليوني لتر مكعب، ونأمل ألّا تحول هذه التصرفات دون إنجاز مهمتنا".

وتعرض النهر الصناعي، الذي أقامه النظام الليبي السابق، لنقل المياه من بحيرات مياه جوفية في أعماق الصحراء إلى مدن شمال ليبيا، إلى عملية تفجير نهاية شهر تموز/ يوليو الماضي، طالت محطة النقل الرئيسية 353 التابعة للجهاز، الواقعة على المسار الشرقي منظومة الحساونة - سهل الجفارة بالقرب من بلدية الشويرف وسط ليبيا، ما ألحق ضررا كبيرا بها.

وأدى العمل التخريبي، الذي استخدم فيه المخربون ألغاما أرضية، إلى توقف الإمداد المائي عن مدن بني وليد ومصراتة والخمس وزليتن، وغيرها.

واعتبرت إدارة النهر، في حينه، أن "ما جرى عبارة عن تفجير إرهابي، أسفر عن أضرار جسيمة لخط الأنابيب بالمسار وللمكونات الميكانيكية بالخط".

وأعلن اللواء 444 قتال التابع لرئاسة أركان حكومة الوحدة الوطنية، في وقت سابق، إلقاء القبض على مخربين في منطقة بني وليد كانوا يعتزمون تفجير خط النهر الصناعي، بهدف قطع المياه عن العاصمة طرابلس وإحداث بلبلة وفوضى فيها، وقال إنهم "مدعومون من دول خارجية".

وكان تجمع لأقارب عبدالله السنوسي وقبيلة المقارحة، أقيم في سبها، أمهل حكومة الوحدة الوطنية والمجلس الرئاسي 72 ساعة لإطلاق سراح عبدالله السنوسي رئيس جهاز الاستخبارات في عهد الزعيم الراحل معمر القذافي المعتقل في سجن معيتيقة.

وبحسب أقارب السنوسي، فإنه يواجه في السجن ظروفا مأساوية، حيث يمنع عنه الدواء وهو المصاب بالسرطان، مهددين بأنهم سيوقفون ضخ مياه النهر الصناعي، ويغلقون الحقول النفطية.