logo
العالم

ذروة التقدم التكنولوجي.. كيف تحولت طائرات F-35 إلى "تسلا جديدة"؟

ذروة التقدم التكنولوجي.. كيف تحولت طائرات F-35 إلى "تسلا جديدة"؟
طائرات F-35المصدر: U.S. Air Force
23 مارس 2025، 9:36 م

قالت صحيفة "التلغراف" البريطانية إن طائرات F-35 المقاتلة تمثل ذروة التقدم التكنولوجي في العالم العسكري، إذ تتمتع بقدرة فائقة على التحليق بسرعة 1200 ميل في الساعة، وتظل شبه مخفية عن رادارات العدو بفضل تقنيات الشبح المتطورة. 

بالإضافة إلى ذلك، تتمتع بقدرات مراقبة استثنائية ونظام صواريخ فتاك، مما يجعلها سلاحًا لا مثيل له في سماء المعركة.

ومنذ دخولها الخدمة، تُعدّ طائرات F-35 العمود الفقري لقوات الجو الغربية الحديثة، حيث يتم تصنيع نحو 150 طائرة جديدة كل عام في مصنع فورت وورث بولاية تكساس الأمريكية، لتوزيعها على مختلف دول العالم.

لكن في الآونة الأخيرة، ظهرت شكوك كبيرة بشأن مصير برنامج الطائرة الذي يدر مليارات الدولارات على الولايات المتحدة، وسط تساؤلات متزايدة حول ما إذا كان يمكن لحلفاء أمريكا الاعتماد عليها في المستقبل.

انخفاض الثقة في السياسة الأمنية الأمريكية

أدت التحولات في السياسة الخارجية الأمريكية، وخاصة بعد تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه، إلى تدهور سريع في الثقة بالحماية الأمنية التي تقدمها الولايات المتحدة.

وبينما ظهرت المؤشرات على اقتراب واشنطن من روسيا، بدأت الخلافات بين الإدارة الأمريكية وبعض حلفائها الغربيين تتصاعد، مما أثار القلق بشأن التزام أمريكا بحماية مصالحهم الأمنية.

وكان الغضب الدولي من السياسة الأمريكية قد وصل إلى ذروته عندما طرح ترامب فكرة ضم غرينلاند أو كندا، فضلاً عن تصاعد التوتر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وهذا التغير في الموقف الأمريكي دفع بعض الحلفاء إلى التساؤل عما إذا كانت طائرات F-35، التي كانت تعد رمزًا للتفوق العسكري الأمريكي، ستتحول إلى "تسلا جديدة"، في إشارة إلى السيارة التي كانت محط إعجاب عالمي ثم واجهت مشاكل في السوق.

دول الحلفاء تبدأ بالتراجع

في الوقت الذي يستمر فيه إنتاج الطائرات الأمريكية من طراز F-35، بدأ بعض الحلفاء الرئيسيين في إظهار شكوكهم بشأن الطلبات المستقبلية. ففي خطوة مفاجئة، أعلنت فرنسا الأسبوع الماضي عن خطة لتوسيع إنتاجها المحلي من الطائرات المقاتلة، في حين تسعى بعض الدول الأوروبية إلى دخول السوق المحلي الصناعي الدفاعي.

وقد زاد الموقف الأمريكي الغامض من تصاعد التوترات، حيث بدأت بعض الدول مثل كندا والبرتغال في التفكير في بدائل لطائرات F-35.

وأشار وزير الدفاع البرتغالي نونو ميلو إلى ضرورة مراجعة الخيارات الدفاعية في ضوء "التقلبات الأخيرة في السياسة الأمريكية"، لافتًا إلى أن "القدرة على التنبؤ بتصرفات الحلفاء تُعدّ ميزة أساسية".

تصريحات ترامب تثير القلق

في سياق متصل، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحات قد تساهم في زعزعة الثقة في البرنامج، حيث اقترح بيع طائرات "مخففة" لحلفاء الولايات المتحدة قائلاً: "لن يكونوا حلفاءنا يومًا ما، أليس كذلك؟"، في إشارة إلى جيل جديد من طائرات F-47 التي لم تُصنع بعد.

هذه التصريحات فاقمت القلق بين الدول الحليفة، وجعلت البعض يتساءل عن مدى جدوى الاعتماد على الطائرات الأكثر تطورًا في العالم إذا كانت قد تصبح عرضة لمزاج الرئيس الأمريكي.

أخبار ذات علاقة

ترامب يكشف مزايا مقاتلة "إف-47" من الجيل الجديد

 القلق من توقف الدعم الأمريكي

أصبح لدى الحلفاء الآن مخاوف جادة من أن الولايات المتحدة قد توقف إمدادات قطع الغيار الضرورية لطائرات F-35، مما قد يعطل قدرتهم على تشغيل هذه الطائرات في المستقبل.

ويقول بعض الخبراء إن هناك "مفتاح إيقاف" سريًا قد يمكن للرئيس الأمريكي تفعيله بسهولة لتعطيل هذه الطائرات، وهو ما ترفضه شركة "لوكهيد مارتن" المنتجة للطائرة، مؤكدة أنه لا يوجد أي مفتاح من هذا النوع.

لكن خبراء آخرين يصرون على أن البرمجيات والأنظمة المتقدمة للطائرات، بما في ذلك اتصالها بالإنترنت، قد تتيح للولايات المتحدة تحكمًا مباشرًا في استخدامها.

وأشار ريتشارد أبو العافية، الخبير في صناعة الطيران، إلى أن أي طائرة مزودة بتكنولوجيا متقدمة قد تحتوي على "مفتاح إيقاف" قد يُستخدم في حالات الطوارئ.

أخبار ذات علاقة

أعلن عنها ترامب.. ما مقاتلة "إف-47" الخارقة؟ (إنفوغراف)

 خيارات الدفاع الأوروبي تتوسع

أدى هذا القلق إلى تعزيز خطط بعض الدول الأوروبية لتنويع مصادرها الدفاعية. فقد أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن دعم بلاده للطائرات المقاتلة "داسو رافال" التي تُنتج محليًا، مما يعكس تزايد اهتمام أوروبا بتوسيع قدراتها العسكرية بعيدًا عن الاعتماد على الولايات المتحدة. كما بدأت بعض الدول الأوروبية في البحث عن بدائل لطائرات F-35.

مستقبل البرنامج الأمريكي وحلفاؤه

وفي ظل هذه التحولات، يبقى السؤال المحوري: هل سيواصل الحلفاء شراء طائرات F-35؟ بينما لا تزال بعض الدول، مثل هولندا وبلجيكا، مصممة على الاستمرار في شراء هذه الطائرات، فإن دولًا أخرى قد تكون في طور إعادة تقييم خياراتها الدفاعية.

وفي خضم هذه التحولات، تستمر الأوساط السياسية والعسكرية في مناقشة أهمية استمرار الاعتماد على الطائرات الأمريكية في ظل المخاوف المتزايدة بشأن الاستقرار السياسي في الولايات المتحدة.

ويعتقد البعض أن خفض مشتريات الطائرات من قبل واشنطن قد يرفع الأسعار على الحلفاء ويزيد من تعقيد الأمور بالنسبة لهم.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات