وزير الخارجية الأمريكي: لم تكن هناك خطط حربية خلال دردشة سيغنال
تترقب وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل، تداعيات التطورات التي يشهدها السودان، منذ فجر الإثنين، التي وصفها مكتب رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، بأنها "انقلاب مكتمل على مكتسبات الثورة".
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن "حدوث انقلاب في السودان من شأنه أن يلقي بظلاله على علاقاته مع إسرائيل، وعللت ذلك بأنه بعد سنوات شكل فيه السودان عونًا لـ(الإرهاب) إلى جانب إيران، بدلت الخرطوم مسارها ووقعت على اتفاق تطبيع مع تل أبيب، ضمن مساعيها للتقارب مع الولايات المتحدة الأمريكية بغية رفع العقوبات".
وقالت إنه "لو استكمل الانقلاب العسكري الذي بدأ صباح اليوم، سوف تعيد واشنطن العقوبات على السودان، وسوف تتضرر العلاقات الناشئة مع إسرائيل، التي كانت تسير بوتيرة بطيئة"، مضيفة أن "الزلزال الذي ضرب السودان، سيترك تأثيرًا على اتفاق التطبيع، وسيحول دون إرساء علاقات كاملة بينها وبين إسرائيل".
وتابعت أن "المسيرة السلمية مع السودان كانت تسير ببطء مقارنة بدول أخرى وقعت على اتفاقات إبراهيم مثل البحرين والمغرب، وسوف تؤدي زعزعة الاستقرار هناك إلى ضرر كبير يطال مسيرة السلام".
وسردت تفاصيل التطورات في السودان منذ الإطاحة بحكم عمر البشير في 2019، وتشكيل مجلس السيادة السوداني، الذي ضم مدنيين وعسكريين، برئاسة الجنرال عبد الفتاح البرهان، وصولا إلى توقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، الذي تحول إلى قضية خلافية في السودان.
تداعيات الأحداث
لفتت الصحيفة إلى أن "القيادات العسكرية السودانية أيدت التطبيع في ظل وعود واشنطن برفع العقوبات الحادة التي فرضتها على السودان إبان حقبة البشير، إذ كانت الخطوة تعني تحسين الوضع الاقتصادي للبلاد، بينما كانت القيادات المدنية السودانية أقل حماسة للتطبيع، لكنها اقتنعت في النهاية بأهمية الخطوة، وأن مسيرة التطبيع مع السودان سارت ببطء شديد في ظل عدم الاستقرار المزمن هناك، فضلا عن التردد في استكمال المسيرة من قبل القيادات السوادنية".
وأفادت بأن "محاولات لجس النبض، بشأن استكمال مسيرة التطبيع حدثت بين الطرفين، وبلغت ذروتها بالزيارة التي أجراها وزير الاستخبارات الإسرائيلي السابق ايلي كوهين، في كانون الثاني/ يناير الماضي إلى الخرطوم"، وتطرقت إلى الأنباء عن زيارة وفد سوداني عسكري إلى تل أبيب مؤخرا، وإجراء مباحثات حول العلاقات بين البلدين.
وأوضحت أن "أحد أعضاء الوفد السوداني كان مدير إدارة الصناعات الدفاعية وقائد قوات التدخل السريع في الجيش السوداني، لكن هذه الأنباء لم تجد من يؤكدها في إسرائيل".
وذكر مراسل الشؤون العربية بالصحيفة، ليعاد أوسمو، أنه من المبكر الحكم على تداعيات التطورات التي يشهدها السودان، على مسيرة التطبيع، لكن يمكن الافتراض أنها ستؤدي إلى المزيد من التأجيل، بعد أن عادت الأزمات الداخلية لتضرب البلاد.
وقال إن "القيادة العسكرية السودانية التي نفذت ما وصفه بالانقلاب صباح الإثنين، تمتلك مصلحة واضحة في رفع العقوبات الأمريكية عن السودان، وتطوير العلاقات مع واشنطن، عبر بوابة إسرائيل، ويبدو أن الانقلاب سيعني إقصاء معارضي القيادة العسكرية، ومن شأنه أن يمس بمسيرة التطبيع"، مبينا أن "الولايات المتحدة تعارض السيطرة العسكرية من هذا النوع، وأن تضرر العلاقات بين واشنطن والخرطوم سيلقي بظلاله على العلاقات بين الطرفين".
وأشار أوسمو إلى أنه "قبيل اعتراف السودان بإسرائيل والإعلان عن اتفاق التطبيع، بدأت واشنطن برفع العقوبات عن السودان، لكن من شأن الانقلاب أن يعيد فرض هذه العقوبات، وأن واشنطن والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة أعلنوا صباح الإثنين، إدانتهم للانقلاب معربين عن قلقهم البالغ".
وحسب الصحيفة، فإن "السودان ظل في عهد البشير منطلقًا أساسيًا للعمليات الإرهابية التي تستهدف إسرائيل، إذ شكل ممرا ومركزا لتهريب الأسلحة للمنظمات الفلسطينية، واحتفظ البشير بعلاقات وثيقة مع النظام الإيراني، فيما عمل الحرس الثوري الإيراني على الأراضي السودانية، وأن العقد الأخير شهد أنباء متواترة عن هجمات إسرائيلية ضد أهداف عسكرية بالسودان، لكن في السنوات القليلة الأخيرة، حدث تحول جذري هناك، وبدأت الخرطوم في إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل الذي تم سنه عام 1958، وبعدها بدأت مسيرة التطبيع".
مصلحة إسرائيلية
تفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل مع التطورات في السودان، وكتب المحلل السياسي الإسرائيلي يوني بن مناحم، عبر حسابه على تويتر، إنه "بعد عام من انضمامه لاتفاقات إبراهيم" لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، قامت قوة من الجيش السوداني بمحاصرة منزل رئيس الحكومة عبد الله حمدوك، واعتقلت غالبية الوزراء بعد أن رفض حمدوك تأييد محاولة الانقلاب ودعا المواطنين للنزول إلى الشوارع".
وغرد الناشط آساف جيبور، معتبرا أن "اعتقال رئيس الوزراء يشكل خبرا جيدا لإسرائيل، لأن حمدوك كان يعارض تطبيع العلاقات مع إسرائيل، على خلاف البرهان الذي كان التقى نتنياهو ووزير الاستخبارات إيلي كوهين".
وعلقت ناشطة تدعى ايريس بوكر، على التطورات، وكتبت عبر حسابها على تويتر أنه "حين اشترط ترامب إخراج السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب مقابل الأموال والاعتراف بإسرائيل، زعم بعض وزراء الحكومة الإسرائيلية المؤقتة حينذاك، أن هذا القرار مهم جدا وينبغي أن توافق عليه الحكومة المقبلة، وكان هؤلاء على حق".
وتهكمت ناشطة إسرائيلية تدعى معيان افرات، وتساءلت عبر حسابها على تويتر: "كيف حال التطبيع مع السودان"، رد عليها مغرد يدعى جوناثان روزين، متهكما بدوره: "كنت قد حجزت بطاقة لقضاء عطلة الفصح في الخرطوم".
وتساءل مغرد إسرائيلي آخر يدعى يوسي شافيط: "السؤال هو هل يعلم بايدن عموما أين يقع السودان؟"، وغرد آخر يدعى رونين وينستوك: "من الجيد أن تصنع إسرائيل سلاما مع السودان، ولو حتى من أجل تمكين الرحلات الجوية من استخدام مجالها الجوي لتقليص المسافة إلى جنوب أفريقيا".
وكتب محامي إسرائيلي يدعى روني ايتمان، عبر حسابه على تويتر: "القصة بالنسبة للسودان كانت دائما قصة هامشية في اتفاقات السلام الموقعة، وأشك أن الغالبية العظمى في إسرائيل لا تذكر حتى أن هذا الأمر اتفاق التطبيع قد حدث".