قائد الجيش التونسي تعليقا على التسريبات: بن علي هاتفني متسائلا عن إمكانية عودته

اعترف الرئيس السابق لأركان الجيش التونسي الجنرال رشيد عمار اليوم السبت باتصال الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي به بعد فراره إلى السعودية عام 2011، رافضا التعليق على التسجيلات الصوتية التي تم تسريبها أمس.

وقال رشيد عمار في تصريح لصحيفة "الصباح" التونسية إنه لم يطّلع على التسجيلات، ولا يريد الخوض فيما وصفه بـ"التسريبات".

وأضاف رشيد عمار أنه قدّم للقضاء التونسي كل ما حصل في تلك الفترة، مضيفا: "ما أعترف به هو أنّ بن علي اتصل بي يوم 14 يناير 2011 على الساعة الثامنة والربع مساء بعد نشرة الأخبار، متسائلا حول الوضع في البلاد وإمكانية عودته إلى تونس، فأجبته أنني لا أستطيع أن أقول له شيئا".

وأكد رشيد عمار أنه لم يتعرف في البداية على صوت بن علي لأنه لم يسبق له أن اتصل به هاتفيا.

وأثارت يوم أمس تسجيلات صوتية مسربة لآخر مكالمات الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي خلال الثورة التونسية في يناير عام 2011 جدلا واسعا في تونس.

وتضمن التسجيل الصوتي الذي بثته هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" مكالمات هاتفية قام بها الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي مع وزير الدفاع وقائد الجيش التونسي وعدد من المقربين منه آنذاك، متسائلا حول الأوضاع في تونس وإمكانية عودته.

وبعض هذه المكالمات كانت يوم 13 يناير 2011، عندما ألقى زين العابدين بن علي خطابا حاول من خلاله تهدئة الأوضاع في تونس بعد سلسلة من الاحتجاجات.

في حين إن المكالمات الأخرى لبن علي كانت لحظة هروبه بالطائرة التي نقلته يوم 14 يناير 2011 إلى السعودية، إذ أجرى اتصالات هاتفية مستفسرا عن إمكانية عودته.

واتصل حينها بن علي بوزير الدفاع الأسبق رضا قريرة، وقائد اركان الجيش الأسبق رشيد عمار، اللذين أخبراه بأن الأوضاع متوترة، وأن الاحتجاجات تفاقمت ولا يمكنه العودة.

وقال السفير السابق المازري الحداد في منشور على صفحته في "فيسبوك": "المهم في المكالمات أنها وقعت بين الرئيس والمنقلبين عليه باستثناء رضا قريرة الذي كان وفيا ووطنيا".

وأضاف المازري الحداد: "كما قلت وكتبت وكررت منذ 2011 المنقلبون هم عملاء المخابرات.. المهم أيضا طريقة كلام بن علي التي تدل بوضوح أنه كان تحت تأثير المواد التي وقع تخديره بها".

وقال الناشط السياسي عصام منصوري في منشور  على "فيسبوك": "تسجيلات بن علي تؤكد لنا أن تونس بها دولة داخل الدولة.. وقياسا على هذا.. حتى في وقتنا هذا مع الرئيس قيس سعيد لم تفكك هذه الدولة الموازية".

وقالت الناشطة بالمجتمع المدني مريم بن عيسى، في منشور على "فيسبوك": "تسجيلات بي بي سي هذا الصباح تثبت أن بن علي لم يهرب، و أن قيادات الجيش خانته.. رحم الله بن علي.. سجل يا تاريخ".