إعلام لبناني: 3 قتلى جراء استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة جنوبي لبنان
تُلقي أحداث مليلية، التي قُتل فيها عشرات المهاجرين، بظلالها على العلاقات الإسبانية المغربية، وتسبب مزيدًا من الانقسامات داخل الطبقة السياسية الإسبانية حول المسار الذي يجب أن تتبعه مدريد في علاقتها بالرباط.
وقالت مجلة "جون أفريك" الفرنسية في تقرير، إنّه "منذ انقلاب حكومة بيدرو سانشيز على مسألة الصحراء الغربية، انقسمت الطبقة السياسية الإسبانية إزاء الخط الذي يجب أن تتبناه البلاد تجاه الرباط، وأدت الأحداث الأخيرة في مليلية إلى تفاقم هذا الانقسام."
ووفق التقرير لا يزال التوتر ملموسًا بعد نحو أسبوعين من الأحداث التي وقعت في مليلية، التي حاول خلالها عدة آلاف من المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى، اختراق السياج من أجل دخول الجيب الإسباني وخلّفت الاشتباكات 37 قتيلًا (وفق منظمات غير حكومية).
وتأتي الأحداث المأساوية في مليلية في وقت تنقسم فيه الطبقة السياسية الإسبانية بشدة على النهج الذي يجب أن تتبناه مدريد فيما يتعلق بالرباط، لا سيما بعد التحول الجذري للموقف الإسباني من ملف الصحراء الغربية، في نهاية مارس/ آذار الماضي، حيث اعترفت مدريد بأن خطة الحكم الذاتي المغربية تشكل "الأساس الأكثر جدية، والأكثر واقعية، والأكثر مصداقية، لحل النزاع".
وبحسب التقرير، فإنّ "حكومة بيدرو سانشيز تواجه منذ ذلك الحين أزمة ثقة من جانب الطبقة السياسية في إدارتها لعلاقتها بالمملكة المغربية، لكن الجبهة المشتركة لأحزاب المعارضة في الظاهر تخفي تباينًا وخلافات كبيرة"، معتبرًا أن "أصل هذا الخلاف هو غموض الإطار الذي تفاوضت فيه مدريد والرباط وأدى إلى المصالحة بينهما".
وأشار تقرير "جون أفريك" إلى أنّ بداية تغير الموقف الإسباني من ملف الصحراء كانت عندما أبلغت وكالة الأنباء المغربية عن رسالة شخصية أرسلها بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس، في 14 مارس/ آذار، ما أثار حفيظة الطبقة السياسية الإسبانية بأكملها.
وأضاف أن "هذه الرسالة تسببت في إسالة الكثير من الحبر، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن تنسيقها اعتُبر غير مناسب للتعامل مع نزاع دبلوماسي، خاصة أن المفاوضات الداخلية التي أدت إلى هذا الموقف الجديد للجانب الإسباني لم يشارك فيها سوى عدد قليل من ممثلي الطبقة السياسية، وظلت سرية حتى النهاية".
ووفق التقرير، فقد زادت أحداث مليلية من حالة السخط على سياسات سانشيز وخطابه الذي لم يُبد فيه تعاطفًا مع الضحايا، وبعد دعوة الاتحاد الأوروبي إلى فتح تحقيق "مستقل على الفور" وهو ما ضاعف من "الحرب الكلامية" من جانب معارضي الحكومة.
وعلّق مسؤول سابق في حزب الشعب الإسباني المعارض أنه "من خلال تنفيذ سياسة الأمر الواقع، اعتقد سانشيز أن الخلاف من شأنه أن يغرق ويتم تعويمه في سياق الحرب في أوكرانيا والمشاكل المتعلقة باستيراد الغاز، والتي تبين أنها كانت حسابات خاطئة للغاية".
وتابع المصدر ذاته: "ما زلنا نعاني من عواقب هذا القرار (بشأن الصحراء)، والتنازلات التي يجب تقديمها لتطبيع علاقاتنا مع الجزائر ستكون هائلة"، مشيرًا إلى أنه "كان من الضروري إبلاغ جبهة البوليساريو والجزائر، لإجراء تحركات دبلوماسية مكثفة بين مدريد والجزائر، وكان رد الفعل الجزائري سيكون مختلفًا".