ترامب: سنتوصل قريبا لوقف إطلاق نار شامل بين روسيا وأوكرانيا
تساءل تقرير لصحيفة المونيتور عمَّ ينتظر "هيئة تحرير الشام" في حال رد سوريا وروسيا على تقدمها في الشمال السوري، وما تخطط له تركيا في "الخطوة التالية".
وترى الصحيفة أن دور الفصيل المسلح في إدلب قد يقيد الدعم التركي الذي أكدت أنه المفتاح لقدرة هيئة تحرير الشام على السيطرة على حلب، خاصة في مواجهة هجوم كبير من قبل روسيا والجيش السوري، يعتقد الكثيرون أنه لا مفر منه.
وبحسب الصحيفة، لم تظهر أي علامات على تراجع المواجهات مع قيام الجيش السوري والقوات الروسية بشن هجوم مضاد على الفصائل، وتكثيف الضربات الجوية يوم الاثنين على معقل هيئة تحرير الشام في إدلب والمواقع المحيطة بحلب، بهدف منع الفصائل المدعومة من تركيا من التقدم جنوبًا نحو حماة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك تقارير متضاربة حول كيفية تقدم كلا الجانبين، حيث تقول الحكومة السورية إنها صدت تقدم هيئة تحرير الشام نحو حماة، بينما تدعي المصادر الموالية للفصائل عكس ذلك.
ورغم أنه من المبكر للغاية تحديد النتيجة، فإن هناك تقارير غير مؤكدة تفيد بأن هجوم الفصائل على حماة قد يتباطأ.
وتساءلت الصحيفة ما إذا كانت هيئة تحرير الشام قادرة على الاحتفاظ بالسيطرة على حلب، مشيرة إلى أن ذلك يتوقف على عدة عوامل، بما في ذلك المدى الذي يمكن أن تذهب إليه روسيا وإيران لاستعادة السيطرة على المدينة، وما إذا كانت تركيا ستستمر في دعم حملة الفصائل ضد الحكومة السورية.
ونقلت الصحيفة عن "مصادر مطلعة" أن عناصر هيئة تحرير الشام وزعيمها أبو محمد الجولاني، كانوا "مندهشين" من نجاحهم في الاستيلاء على مناطق سورية شاسعة في يوم واحد تقريبًا.
وأشارت إلى أن الجولاني مقاتل سابق في تنظيم القاعدة قضى سنوات في السجون العسكرية التي تديرها الولايات المتحدة في العراق.
وقالت المصادر ذاتها إن هيئة تحرير الشام كانت مستعدة لشن الهجوم منذ بعض الوقت، لكن تركيا التي تسيطر على مساحات واسعة من شمال سوريا وتنتشر قواتها داخل إدلب، تصدت لها.
وبحسب الصحيفة، من الواضح أن خروج القوات الإيرانية من حلب قبل عدة أشهر، وسط الضربات الإسرائيلية المكثفة عليها وعلى حلفائها من "الميليشيات الشيعية" في سوريا، والصراع الروسي مع أوكرانيا، جعل الأمور أسهل.
ويُعتقد أن الجولاني أصبح "متوترًا" بشكل متزايد بسبب التقارب المستمر بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس السوري بشار الأسد، وفقًا للصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن إحدى العقبات الكبيرة التي تواجه هيئة تحرير الشام هي كونها مصنفة منظمة إرهابية من قبل وزارة الخارجية الأمريكية والأمم المتحدة وروسيا وتركيا.
وذكرت أن الهيئة تُعد الأكثر تماسكًا وانضباطًا بين الفصائل المسلحة الستة، وقد أنشأت دويلة صغيرة في إدلب، المحافظة الشمالية المتاخمة لتركيا والتي تضم ما يقدر بنحو 3 ملايين شخص.
ورغم أن تركيا تنفي أي تورط لها في الهجوم الحالي، فإنها اعترفت بأنها أعطتها الضوء الأخضر لشن "هجوم محدود"، بحسب التقرير.
وأكدت المصادر للصحيفة أن أنقرة كانت في حالة "صدمة" من السقوط السريع في حلب، ومن المرجح ألا تكون مرتاحة للقوة المتزايدة لهيئة تحرير الشام، التي من الصعب لأنقرة السيطرة عليها، بعكس الفصائل الأخرى "المنقسمة".
وخلُصت الصحيفة إلى أن قيام أنقرة بالضغط على هيئة تحرير الشام للانسحاب من حلب مقابل التوصل إلى اتفاق بوساطة روسية وإيرانية مع دمشق لا يزال قائمًا، خاصة أن أي هجوم من هذا القبيل من شأنه أن يؤدي أيضًا إلى هروب جماعي للسكان نحو تركيا.
وقالت إن البعض يعتقد أن الترتيب بين الجانبين ربما تم تسريعه بعد انتصار هيئة تحرير الشام في حلب.
ومن المرجح أن يتم عمل مشترك ضد الإدارة الذاتية الكردية السورية المعلنة في شمال وشرق سوريا، والتي تتهمها أنقرة بالارتباط بحزب العمال الكردستاني المحظور من قبلها.