وارسو توقع عقد دفاع جوي مع واشنطن بقيمة ملياري دولار
ظهر أحمد الشرع في آخر مقابلة له أكثر دبلوماسية تجاه ملف قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، عندما تحدث عن الاتصالات وإمكانية الاستيعاب لحل ملف شمال شرق سوريا.
وشكّل هذا الموقف تباينًا مع الموقف التركي من الأكراد، الذي لخّصه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقوله: "إما أن يسلموا السلاح أو يُدفنوا معه".
ويأتي ذلك في وقت تستمر فيه المعارك في ريف منبج الشرقي والجنوبي، بين قوات قسد والجيش الوطني المدعوم من تركيا، بغية السيطرة على مناطق جديدة أهمها سد تشرين، تمهيدًا لمعركة متوقعة في مدينة عين العرب (كوباني).
الدبلوماسية والمعارك
السباق بين الدبلوماسية والمعارك يبدو على أشده في شمال شرق سوريا، ويتجلى ذلك في الزيارات المكثفة للمسؤولين العرب إلى دمشق، التي بدت مرتاحة للتنسيق مع الأشقاء في دول الخليج، حيث أبدى القائم بأعمال وزارة الخارجية، أسعد الشيباني، استعداده لزيارة الرياض تلبية للدعوة التي تلقاها.
ويتوقع الباحث السياسي عصام عزوز أن "تُحدث العلاقات العربية توازنًا مع النفوذ التركي في سوريا، بشكل ينعكس على الملف الكردي، حيث ستصبح القيادة السورية الجديدة أكثر تحررًا من الضغط التركي الذي يطالبها بحسم الموضوع عسكريًا".
ويرى الخبير بالشأن السوري سركيس أبو زيد أنه "من الصعب توقع كيفية حسم ملف قوات سوريا الديمقراطية، في شمال شرق سوريا"، ويضيف: "جميع الاحتمالات واردة ومرتبطة بقدرة الجيش الوطني على التقدم عسكريًا، لكن ذلك قد يتطلب تدخلًا مباشرًا من الجيش التركي".
وأكد أبو زيد، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الموقف الأمريكي هو القادر على حسم تلك القضية باعتباره الداعم لقسد عسكريًا، رغم التناقضات الكثيرة بين جميع الأطراف في هذا الملف.
وأضاف أنه "يمكن أن تترك قسد لمصيرها أمام تدخل تركي مباشر من خلف الجيش الوطني، لكن ذلك يتطلب تنسيقًا واتفاقًا مع دمشق التي تفضل المفاوضات للحل".
الدبلوماسية والحوار
وشهدت الأيام السابقة معارك شرسة خاضها الجيش الوطني بهدف السيطرة على مناطق جديدة بعد سيطرته على مدينة منبج، لكن التقدم لا يبدو سهلًا أمامه، وأعلنت قسد النفير العام، وحشدت قوات كبيرة صدّت الهجوم المتكرر على سد تشرين، حيث لم يستطع الجيش الوطني التقدم.
وقال عضو الهيئة الرئاسية في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، صالح مسلم، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إنه لم يظهر أي خلاف علني واضح بين موقف دمشق وتركيا من الإدارة الذاتية وقوات "قسد"، مُضيفاً، "يمكن القول إن موقف دمشق يميل إلى الاستيعاب والتوافق".
وفيما يخص قيام الجيش التركي بعملية عسكرية ضد قوات "قسد"، أو تقديم دعم عسكري كبير ومباشر للقوات التي يقف وراءها، لم يستبعد مسلم ذلك، وقال: "من غير الممكن التكهن بمدى التهور التركي في المرحلة القادمة".
ويتأرجح ملف قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بين الدبلوماسية والحوار من جهة، والتصعيد العسكري من جهة أخرى، لكن حتى الآن، لا تظهر نقاط التقاء إيجابية تؤكد أن الأطراف المتنازعة ستتمكن من التوصل إلى اتفاقات تُبعد شبح الحرب الذي يهدد المنطقة.