تاس: السفير الروسي الجديد لدى أمريكا سيغادر اليوم إلى واشنطن
ألقت العملية التي نفذتها مجموعة بوكو حرام، في منطقة بحيرة تشاد، قرب الحدود مع نيجيريا، وأسفرت عن مقتل نحو 40 جندياً تشادياً مساء الاثنين، الضوء على تهديدات سابقة وجهها ياسر العطا، مساعد قائد الجيش السوداني، إلى تشاد، إذ أشار خبراء إلى أن العملية "فضحت علاقة الجيش السوداني بالمتطرفين.
يأتي ذلك في ظل تزايد المخاوف من ارتباط وثيق بين كتائب "إخوانية" تقاتل مع الجيش السوداني وجماعات متطرفة عبر الحدود.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وجه العطا تهديدات مباشرة إلى تشاد، متهماً إياها بدعم قوات "الدعم السريع" في الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023.
وصرح العطا أمام جنود في منطقة أم درمان العسكرية قائلاً: "أيادي الاستخبارات السودانية طويلة ويمكن أن تصل إلى أي مكان".
وأوضح مصدر أمني لـ"إرم نيوز"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن "هناك علاقات وثيقة بين كتائب إخوانية تقاتل إلى جانب الجيش السوداني وجماعات متطرفة ناشطة في غرب إفريقيا"، مشيراً إلى أن "هذه الروابط تعود إلى تسعينيات القرن الماضي".
وفي هذا السياق، صرح الأكاديمي المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، عبد المنعم همت، أن "تهديدات العطا يمكن أن تدعم اتهامات بتورط السودان في تأجيج التوترات في تشاد".
ارتباطات خارجية
ومع اندلاع الحرب في السودان، تلعب الكتائب والميليشيات التي أسسها تنظيم الإخوان في التسعينيات دوراً بارزاً في دعم الجيش السوداني؛ وبالرغم من الجدل حول علاقة هذه الكتائب بجماعات إرهابية عبر الحدود، إلا أن دورها تصاعد بشكل ملحوظ مؤخراً.
وأُدرج السودان سابقاً ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب لأكثر من 24 عاماً بسبب ارتباطات النظام السابق بجماعات متطرفة، متورطة في أعمال إرهابية منها تفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998 والهجوم على البارجة الأمريكية "يو إس كول" عام 2000.
وفي الأشهر الأخيرة، تزايدت المخاوف من أن يعيد تنامي دور هذه الجماعات المتطرفة التي تقاتل إلى جانب الجيش السودان إلى علاقاته السابقة مع التنظيمات العابرة للحدود، وسط تعقيدات أمنية أفرزتها الحرب السودانية.
ويعتقد الكثيرون أن تصاعد نشاط بوكو حرام في منطقة بحيرة تشاد يعكس تزايد التعقيدات الأمنية في البلدان المجاورة.
وأشار الصحفي المتخصص في الشأن الإفريقي، عبد الله الجابر، إلى أن "المنطقة التي شهدت الهجوم في تشاد كانت تاريخياً معقلاً لأنشطة بوكو حرام".
مخاوف متزايدة
وتزايدت المخاوف من أن يوفر الوضع الحالي الهش في السودان وارتباط بعض الجماعات المقاتلة مع الجيش بيئة خصبة لنشاط الجماعات الإرهابية في المنطقة.
وظهرت هذه الجماعات، مثل "كتائب البراء"، بالتزامن مع انفتاح نظام الإخوان في السودان في التسعينيات على الجماعات المتطرفة، التي استضافت زعيم القاعدة، أسامة بن لادن.
نشطت منظمات تابعة للإخوان في عدد من البلدان الإفريقية، خصوصاً نيجيريا وتشاد والنيجر ومالي، تحت غطاء العمل التطوعي، وأسهمت هذه الأنشطة في انتشار المدارس الدينية التي يعتقد أنها كانت مصدراً لتفريخ عناصر متطرفة، من بينها جماعة بوكو حرام.
عودة إلى الوراء
وبعد أشهر من الهدوء، أعادت العملية الأخيرة في بحيرة تشاد المخاوف من عودة الجماعات المتطرفة إلى نشاطها في غرب إفريقيا كما كانت عليه في الماضي.
ومع تعدد الجماعات المتطرفة في المنطقة، برزت بوكو حرام بشكل خاص خلال العقد الأول من القرن الحالي، ما أدى إلى ارتفاع الهجمات الإرهابية بنسبة 55% بين عامي 2010 و2023، وفقاً لمؤشر الإرهاب العالمي.
ويُقدر أن متوسط ضحايا الهجمات الإرهابية في غرب إفريقيا بلغ حوالي ألفي قتيل سنوياً بين عامي 2020 و2023، مع انخفاض وتيرة الهجمات منذ بداية العام الحالي.
ما هي "بوكو حرام"؟
تأسست جماعة بوكو حرام في شمال نيجيريا عام 2003، واسمها مشتق من عبارة تعني "التعاليم الغربية حرام" بلغة الهوسا.
وتحولت منطقة بحيرة تشاد، منذ 2010، إلى مركز للإرهاب بقيادة بوكو حرام، التي توسعت من جماعة محلية إلى تنظيم عابر للحدود، ونسجت مؤخراً روابط مع "القاعدة" و"داعش".