جهاز الإطفاء يعلن "السيطرة" على حريق تسبب بإغلاق مطار هيثرو في لندن

logo
العالم العربي

منطقة عازلة أم تقسيم.. ما أهداف التوغل الإسرائيلي في سوريا؟

منطقة عازلة أم تقسيم.. ما أهداف التوغل الإسرائيلي في سوريا؟
قوات إسرائيلية داخل المنطقة العازلةالمصدر: رويترز
08 يناير 2025، 2:00 م

يتوغل الجيش الإسرائيلي بشكل شبه يومي في جنوب سوريا، فارضًا أمرًا واقعًا جديدًا، يتأرجح بين إقامة منطقة عازلة جديدة، وتقسيم البلاد.

ويوم أمس الثلاثاء، واصل الجيش الإسرائيلي تجريف الأراضي في بلدة أبو غارة وعمد في القنيطرة، كما توغلت قوات إسرائيلية باتجاه بلدة طرنجة بريف القنيطرة الشمالي، وقامت بتفتيش وتمشيط الأراضي الزراعية على جانب طريق طرنجة-حضر.

أخبار ذات علاقة

الجيش الإسرائيلي يسيطر على تلال إستراتيجية بريف القنيطرة

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد، سيطر الجيش الإسرائيلي على مئات الكيلومترات في جنوب سوريا، أهمها جبل الشيخ ونقاط إستراتيجية أخرى، ومنابع مياه، بما في ذلك أكبر سد مائي في جنوب سوريا.

منطقة عازلة؟

ويرجح مراقبون ومتابعون للتحركات الإسرائيلية في سوريا بعد سقوط النظام، أن إسرائيل تعمل على كسب الوقت لإنشاء منطقة عازلة تمتد من بلدة  الناقورة الساحلية في لبنان إلى منطقة القنيطرة وجبل الشيخ في سوريا، حيث ستؤمن هذه المنطقة الممتدة داخل الأراضي اللبنانية والسورية المناطق المقابلة لها داخل الأراضي الإسرائيلية، وتؤمن للجيش الإسرائيلي قدرات جديدة على المراقبة الدقيقة لأي تحركات معادية له.

فيما يرى آخرون أن إسرائيل تسير في خط موازٍ مع هذا المسعى، وقد تكون نتيجته تقسيم سوريا في مرحلة تبدو دمشق في أضعف حالاتها، لا سيما بعد استهداف معظم القدرات العسكرية السورية، وانشغال الإدارة الجديدة في تثبيت الوضع الداخلي، وكسب الرضا الدولي.

 

تغيير شروط التفاوض

وبهذا الصدد، يقول الكاتب السياسي السوري، مازن بلال، إن السلطة الحالية في سوريا لا تستطيع خوض أي مواجهة، لافتًا إلى أنها أعلنت بأكثر من مناسبة عدم نيتها خوض أي معركة.

وأضاف بلال، لـ"إرم نيوز"، أنه بالنسبة لإسرائيل فهي تسعى لفرض أمر واقع تستفيد منه بأمرين، الأول تغيير شروط أي تفاوض قادم، بحيث تنتهي معادلة الأرض مقابل السلام، لتصبح اتفاقيات تعاون في مجال المياه والغذاء.

والأمر الثاني، وفق بلال، مرتبط بإنهاء خطورة أي احتمال لظهور مقاومة في ظل غياب الجيش.

وقال إن مصير الجنوب السوري حاليًّا مرهون بمرحلة تثبيت الشرعية، وبعدها تأتي مرحلة التفاوض وفق المؤشرات الحالية.

وبحسب الكاتب السياسي، تستطيع إسرائيل عسكريًّا الوصول إلى دمشق، لكن لا تملك حاليًّا أي مصلحة، فهي تهيئ الجبهة لاحتمالات معقدة، منها إمكانية حصار دمشق، لكن هذا الأمر لا يزال غير وارد في هذه اللحظة.

ويرى أن الجنوب منطقة نفوذ إسرائيلية حاليًّا، وبالتالي فإنه في حال حدوث تقسيم أو صراع مع تركيا، من الصعب تحقيق حكم قوي على المناطق السورية ما يجعلها جغرافيًّا خطرة على الجميع.

وحول نيات إسرائيل الحقيقية في سوريا، وما إذا كانت تسعى لإقامة منطقة عازلة في الجنوب، يرى بلال أن المنطقة العازلة موجودة حاليًّا بشكل غير معلن.

وقال: "لا أعتقد حاليًّا أنه سيتم التطرق لها، لكن ستصبح على الطاولة فور الانتهاء من غزة"؛ لأن رسم الإقليم يحتاج لتجمع اقتصادي كبير تستطيع فيه واشنطن تسيير مشروعها من الهند نحو أوروبا، وهذا أمر يحتاج لاستمرار وربما عدم تقسيم سوريا.

أخبار ذات علاقة

"قنابل موقوتة".. داعش يستفيق في سوريا

 

تنافس محموم

بدوره، يرى الخبير العسكري السوري، كمال الجفا، أن إسرائيل تقوم بفرض "أمر واقع" جديد في الجنوب السوري، في ظل التنافس المحموم بينها وبين تركيا على سوريا.

ورجح الجفا، لـ"إرم نيوز"، أن "نصل إلى مرحلة من التنافس والصراع الخفي بين البلدين، حول الأوراق التي يمتلكها كل طرف في سوريا".

وحول أهداف إسرائيل في سوريا، ما إذا كانت تتمثل في إنشاء منطقة عازلة أم دعم التقسيم، يعتقد الجفا أن فرض المنطقة العازلة سيدفع بالنتيجة نحو التقسيم، وبالتالي ستدفع سوريا أثمانًا باهظة وكبيرة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات