الأمم المتحدة: 142 ألف نازح في غزة خلال أسبوع
رجح خبراء سياسيون أن تؤثر مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت على جهود وقف الحرب في لبنان وغزة بدرجات متفاوتة.
وأصدرت المحكمة الدولية مذكرات اعتقال دولية ضد نتنياهو وغالانت إضافة إلى القائد العام للجناح المسلح لحركة حماس محمد الضيف، الذي أعلنت إسرائيل مقتله قبل عدة أشهر، وهي الخطوة التي أثارت ضجة واسعة على الساحة الدولية.
وقال المحلل السياسي، عمر جعارة، إن "إسرائيل ستكون مضطرة للعمل على التوصل لصفقة تنهي من خلالها الحرب في لبنان وغزة مقابل سحب المحكمة الدولية مذكرات الاعتقال، خاصة أنها تهدد المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية".
وأوضح جعارة، لـ"إرم نيوز"، أن "مثل هذا القرار يقوض قدرات إسرائيل على الساحة الدولية، وبالتالي فإنها مضطرة لعدم تعزيز الجهود المتعلقة بمحاكمة قادتها أمام المحاكم الدولية"، مشددًا على أن السبيل الوحيد هو صفقة تضمن بندًا غير معلن بشأن القرار الدولي.
وأشار إلى أن "نتنياهو لم يتوقع صدور مثل هذا القرار، خاصة بعد فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية، إلى جانب الضغوط التي مورست على المحكمة والمدعي العام كريم خان من أجل التنازل عن إصدار أمر اعتقال".
وبين أن "مذكرات الاعتقال ستكون دافعًا لتقليص العمليات العسكرية في لبنان، وتجميد بعض الخطط التي يعمل الجيش الإسرائيلي على تنفيذها في غزة"، مرجحًا أن تضطر إسرائيل لتهدئة وتيرة القتال في القطاع لحين تنصيب ترامب.
وشدد على أن "نتنياهو يدرك خطورة مثل هذا القرار على السياسة الخارجية لإسرائيل، وعلى مستقبله السياسي، ما سيدفعه لاتخاذ قرارات غير مسبوقة لتجاوز العقبات التي سيفرضها القرار الدولي، خاصة أنه يمكن أن ينهي مستقبله السياسي".
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، أن "القرار سيحدث تأثيرات على الحرب في لبنان وغزة، إلا أنها ستكون طفيفة للغاية، وهدفها إلهاء الرأي العام الأوروبي والدولي عن المطالبة بتنفيذ القرار واعتقال المطلوبين".
وقال لـ"إرم نيوز"، إن "نتنياهو يعول على الرئيس الأمريكي المنتخب لوضع حد للمحكمة الدولية وقراراتها بحق القيادات الإسرائيلية"، لافتًا إلى أن أي هدوء عسكري إسرائيلي سيكون فقط لتمرير الفترة الانتقالية بالولايات المتحدة.
وأوضح أن "أي تراجع إسرائيلي عن العمليات في لبنان وغزة سيمثل خسارة كبيرة لنتنياهو، كما أن الاستمرار بتلك العمليات بالقوة المفرطة سيكون سببًا لتحرك دولي أكبر ضده"، مبينًا أن إسرائيل ستعمل على إحداث نوع من التوازن حتى موعد تنصيب ترامب.
وأضاف: "سيعجل القرار وقف الحرب في لبنان ويكون سببًا في نجاح الجهود الدولية بهذا الشأن، إلا أنه لن يحدث أي تأثير في ما يتعلق بالحرب على غزة، باستثناء توقف إسرائيل عن تطبيق خططها العسكرية المتعلقة بشمال القطاع".
ولفت إلى أن "إسرائيل ستكون مضطرة لوضع جدول زمني معلن للانسحاب العسكري من قطاع غزة، بما في ذلك المحاور العسكرية التي أنشأتها في شمال ووسط وجنوب القطاع"، مستدركًا "لكن كل ذلك سيكون مع بداية العام الجديد"، وفق تقديره.