هيئة البريد في هونغ كونغ تعلّق خدمة إرسال الطرود إلى الولايات المتحدة
قال خبراء في الشأن الإسرائيلي والعلاقات الدولية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يدفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لممارسة ضغوط لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار "صفقة الرهائن"، للحصول على أكبر عدد من الأسرى الإسرائيليين والأمريكيين لدى حماس في غزة.
وأوضحوا، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن نتنياهو يستهدف من خلال ذلك فصل عملية حصوله على الأسرى الأحياء ثم الأموات عن المراحل المتبقية التي لا تعنيه من الاتفاق، والتي ستكون مرتبطة بـانسحابه الكامل من قطاع غزة وإعادة الإعمار، في ظل رغبته في استمرار الحرب على القطاع، لعدم سقوط ائتلافه الحكومي.
وكانت مواقع أمريكية نقلت عن مسؤولين في واشنطن أن نتنياهو يريد تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، الذي يستمر 42 يوما؛ بهدف إطلاق سراح أكبر عدد من الرهائن بالإضافة إلى الـ33 الذين تشملهم المرحلة الأولى.
ويقول الخبير المتخصص في الشأن الإسرائيلي، الدكتور نزار نزال، إن "نتنياهو" يجهز إلى تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار "صفقة الرهائن"، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي معني بملف الأسرى الإسرائيليين والأمريكيين الموجودين في غزة، وغير معني بالمرحلة الثانية من الاتفاق.
وأوضح "نزار"، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن المرحلة الأولى من الاتفاق "إنسانية"، أما الثانية متعلقة بوقف الحرب وانسحاب إسرائيل من غزة، في حين أن الثالثة مرحلة الإعمار، لافتا إلى أنه بعد أن زار "نتنياهو" واشنطن وتم التوافق مع "ترامب" الذي يقدم دعما لا متناهي له، سيكون العمل على إطلاق سراح الأسرى في القطاع عبر ممارسة الضغوط لتمديد المرحلة الأولى، لأنه خلال المدة الموضوعة في هذه المرحلة لن يستطيع استعادة جميع الأسرى.
وشدد "نزار" على أن هناك 3 موضوعات لن يقبل بها "نتنياهو" مطلقا: الأول وقف الحرب، والثاني الانسحاب الكامل من القطاع، والثالث بقاء حماس في السلطة، وسيذهب باتجاه تمرير صفقة الأسرى بالتدريج، بالعمل على إطلاق سراح أكبر قدر ممكن منهم "الأحياء" داخل القطاع وبعد ذلك "الموتى".
وبيّن "نزار" أن حماس سترفض التعاطي مع تمديد المرحلة الأولى "الإنسانية"، الأمر الذي سيرافقه ألغام وفخاخ ستكون حاضرة في المفاوضات في مارس القادم، مما سيعرقل الاستمرار في التهدئة.
واستكمل بالقول إن الفترة القادمة ستحمل جانبا من التهديدات الكبيرة والمتلاحقة من "ترامب" مع ممارسة المزيد من الضغوط على "حماس"، مرجحا تعثر الأمور في الشهر المقبل مع انفجار الأوضاع في غزة، ليس بالشكل المدمر الذي جرى في الحرب، ولكن سيقوم "نتنياهو" بنسخ تجربة لبنان في القطاع.
وبدوره، يؤكد الخبير في العلاقات الدولية، أحمد سعيد، أن "نتنياهو" خلال وجوده في البيت الأبيض ولقائه ترامب كان هذا الأمر المتعلق بتمديد مرحلة "الرهائن" من أهم الأمور الحيوية، لا سيما في ظل تسويق رئيس الوزراء الإسرائيلي فكرة معينة للرئيس الأمريكي مفادها أن جهد الأخير في اتفاق وقف إطلاق النار لن يكون كاملا إلا بخروج جميع الأسرى الإسرائيليين والأمريكيين، قبل السير في أي مراحل أخرى.
ويرى سعيد، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن مصر وقطر لن توافقا على هذا الأمر الذي يعد "لعبة" مكشوفة، وتعملان حساب ذلك جيدا، لا سيما أن "نتنياهو" خلال المفاوضات التي كانت متعلقة باتفاق وقف إطلاق النار، في الأيام الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق جو بايدن"، ومع تدخل مبعوثين ومستشارين لـ"ترامب" لإنجاح الاتفاق، كان يرفض سير المراحل بهذا الشكل، ولكن "ترامب" ضغط بوعود له تذهب إلى خروج جميع الأسرى الإسرائيليين والأجانب، وفي الوقت نفسه استكمال أهدافه في القطاع باستمرار الحرب.
واستكمل "سعيد" أن نتنياهو كان يرى في المراحل التي تم التوافق عليها والتمسك بها من جانب الوسطاء "القاهرة" و"الدوحة" بأنها غير مناسبة له في وقت تضمن فيه هذه المراحل خروج المحتجزين الإسرائيليين والأمريكيين تدريجيا مع مراحل متكاملة تحتم خروج الأسرى الفلسطينيين أيضا وضمان آلية إدخال المساعدات لسكان القطاع والذهاب إلى خطط إعادة الإعمار، وقطع الطريق على "نتنياهو" في إشعال الحرب مجددا، وهي أمور غير مناسبة لإبقاء ائتلافه الحاكم في السلطة.