logo
العالم العربي

"كفركلا".. كيف أصبحت "جبهة ساخنة" في لبنان؟

"كفركلا".. كيف أصبحت "جبهة ساخنة" في لبنان؟
24 يونيو 2024، 9:18 ص

يبدو أن بلدة "كفركلا" في جنوب لبنان، أضحت الهدف الأول "والنقطة الساخنة" للصواريخ الإسرائيلية، في ظل مخاوف من شنّ "حرب شاملة" بين الجيش الإسرائيلي وميليشيا "حزب الله" تبدأ من كفركلا.

وتُثار تساؤلات بشأن الأهمية الإستراتيجية والعسكرية للبلدة، ولماذا تُستهدَف بشكل متكرر، وما الذي يميز هذه النقطة عن غيرها، وهل هناك احتمالية نشوب حرب شاملة في لبنان في نهاية المطاف؟

تقع كفركلا في أقصى جنوب لبنان، وتبعد عن العاصمة بيروت نحو 96 كيلومترًا، ويبلغ عدد سكانها نحو 15 ألف نسمة، وشهدت تطورات عسكرية وأمنية كثيرة، جعلتها مثار أحاديث السياسيين والعسكريين في لبنان الذي بات على شفير حرب مرتقبة، بعد أن امتدت إليها تداعيات حرب غزة في السابع من أكتوبر الفائت.

إسرائيل تستهدف كفركلا بطابع استخباري يعزز فكرة تجريف القرى الحدودية اللبنانية ووجود خيار الغزو البري لمناطق معينة.
الخبير الاستراتيجي عامر السبايلة

جبهة جديدة بعد غزة

ويقول الخبير الإستراتيجي عامر السبايلة إنه "من الطبيعي الانتقال إلى جبهة جديدة وهي جبهة لبنان، لأن حرب غزة قامت أساسًا على فكرة تأمين إسرائيل؛ هذه الفكرة التي بدأت في القطاع الفلسطيني، ولكن لا يمكن أن تنتهي إلا بالانتقال إلى الجبهات كلها ذات الحدود الجغرافية مع إسرائيل، وبالتالي التدريج مع نقطة المواجهة كان واضحًا منذ البداية".

ويؤكد السبايلة، لـ"إرم نيوز"، أنه "لا يمكن لإسرائيل أن تعود إلى ما قبل السابع من أكتوبر بالشكل القديم، لأن حرب غزة أثبتت أن هناك رغبة في نقل الأزمة إلى الداخل الإسرائيلي، وأن استباقها الآن بالنسبة لتل أبيب يعني سيناريوهات مستقبلية. وبالتالي، فإن الحرب وتوسعها أمرٌ حتمي في حال عدم تطبيق الحل الدبلوماسي بالقوة على الجميع؛ أي القرار 1701".



وينص قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1701، والمتخذ العام 2006، على وقف الأعمال القتالية وانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان ونشر قوة إضافية للأمم المتحدة مهمتها مراقبة وقف الأعمال الحربية بالتنسيق مع الجيش اللبناني.

ويوضح السبايلة أن "إسرائيل تستهدف كفركلا بطابع استخباري، يعزز فكرة تجريف القرى الحدودية اللبنانية، ووجود خيار الغزو البري لمناطق معينة، وبالتالي فرض منطقة عازلة، في مسعى لإضعاف حزب الله باستهداف قادته العملياتيين البارزين، والتحكم في موضوع السلاح القادم من الحدود العراقية السورية إلى كل من سوريا والعراق".

التداخل الحدودي يجعل كفركلا نقطة مرور محتملة لأي عمليات تسلل أو تهريب بين لبنان وإسرائيل.
الخبيرة السياسية سوسن مهنا

ويكشف الخبير الإستراتيجي عامر السبايلة، أن "عمليات تل أبيب ليست عبثية، وإنما مرتبطة بالسلاح وبتقارير كشفت أمس عن وجود أسلحة لحزب الله في مطار بيروت الدولي، أي أن إسرائيل جهزت الأمور كلها لشن الحرب، من خلال فرض الضغط الأكبر على حزب الله، وبالتالي فإن احتمالات الحرب في جبهة لبنان تزيد بشكل كبير في المرحلة القادمة".

ما الأهمية العسكرية لـ"كفركلا"؟

فيما تقول الخبيرة السياسية سوسن مهنا، إن "استهداف كفركلا يعود لعدة أسباب، منها الموقع الجغرافي للبلدة التي تقع على الحدود مع إسرائيل، ما يجعلها منطقة إستراتيجية وحساسة من الناحية العسكرية، وسط تقارير تشير إلى أن حزب الله قد يكون يستخدم أنفاقًا تحت الأرض في منطقة كفركلا لنقل الأسلحة والمعدات وللتسلل إلى الأراضي الإسرائيلية".



وتوضح مهنا أن "كفركلا تضم منشآت وبنية تحتية عسكرية تابعة لحزب الله، بما في ذلك مستودعات أسلحة ومراكز قيادة، واستهداف البلدة قد يكون جزءًا من إستراتيجية إسرائيل للردع ومنع حزب الله من توسيع نفوذه العسكري في المنطقة، وتقليص قدراته العملياتية في جنوب لبنان، وفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية".

وتؤكد أن "التداخل الحدودي يجعلها نقطة مرور محتملة لأي عمليات تسلل أو تهريب بين لبنان وإسرائيل، فضلاً عن اعتقادات بتمركز (فرقة الرضوان) فيها، وهي فرقة النخبة التي توجد في تلك النقطة".



وشهدت بلدة كفركلا العديد من الحوادث والتوترات العسكرية بين "حزب الله" وإسرائيل، الأمر الذي جعلها نقطة اشتعال مستمرة في الصراع الحالي.

أخبار ذات صلة

إسرائيل تستهدف كفركلا اللبنانية بصواريخ "شارون الزلزالية"

           
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC