دعا الناطق باسم حركة "فتح" ماهر النمورة، اليوم الثلاثاء، حركة "حماس" للاستجابة إلى ما أسماه "نداء الشعب الفلسطيني" في قطاع غزة، الذي يتعرّض منذ 7 أكتوبر 2023 إلى حرب إبادة إسرائيلية ممنهجة، نجم عنها مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وتدمير القطاع.
وقال النمورة في تصريح أوردته وكالة "وفا": "شعبنا الذي يجابه بصموده وتشبثه بأرضه وحقوقه الوطنية المشروعة لن يقبل أن يكون مصيره مرهونًا بأجندة إقليمية - فصائلية لا تعبّر عن هويّته الوطنيّة ومصالحه العليا".
وأكد أن الاحتجاجات الشعبية المشروعة التي خرجت اليوم في قطاع غزّة جاءت نتيجةً حتميّةً لأعوام وعقود من تجيير "حماس" للقطاع لصالح مشاريع إقليميّة، ونتاجًا لاضطهاد وقمع وتنكيل لأي حراك شعبيّ ومطلبيّ منذ انقلابها العسكريّ على الشرعيّة الفلسطينيّة عام 2007.
وأوضح أن "التصريحات الصادرة عن حماس وقياداتها حول مستقبل القطاع مقرونة بالتزامها بفك ارتباطاتها الإقليميّة، والكف عن استخدام شعبنا وقضيّتنا وسيلةً لمآرب لا تتصل ومشروعه الوطنيّ".
وطالب "حماس" بالإصغاء إلى صوت الشعب الفلسطينيّ في قطاع غزّة ومعاناته، وإفساح المجال للسلطة الوطنيّة الفلسطينيّة صاحبة الولاية على قطاع غزّة بالاضطلاع بدورها في تضميد جراح شعبنا، وإعادة إعمار القطاع، والتصدّي لمشاريع التهجير والترحيل، على حد قوله.
واعتبر النمورة أن على "حماس" الإقرار والاعتراف بمآلات سياساتها وقرارتها الأحاديّة التي ألقت بقطاع غزّة في غياهب المجهول.
وأردف: "المكابرة والاستعلاء الخطابي وتضارب التصريحات لا تدلّل على استشعار بالمسؤولية الوطنيّة تجاه شعبنا وقضيّتنا في مرحلة تاريخيّة أحوج ما يكون فيها شعبنا إلى التوحد والتعاضد أمام مخططات الاحتلال في قطاع غزّة والضّفة الغربيّة بما فيها القدس".
وتظاهر مئات الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، في احتجاجات علنية نادرة، شهدتها بلدة "بيت لاهيا" شمالي قطاع غزة، للضغط على حركة "حماس" وإجبارها على التخلي عن سيطرتها على القطاع، لإنهاء الحرب المدمرة.
تأتي تلك التظاهرات، التي وثقتها مقاطع فيديو تعالت فيها أصوات المحتجين خلالها على حركة "حماس"، وسط ضغط العمليات العسكرية الإسرائيلية على مناطق عدة من القطاع.
وخرج المتظاهرون أمام المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، ورفعوا لافتات تطالب بوقف القتل، وإنهاء الحرب على قطاع غزة بأي ثمن.
وردّد المتظاهرون هتافات تطالب بإخراج "حماس" من القطاع، في احتجاج نادر على الحركة التي باتت تواجه غضباً متزايداً إثر استمرار الحرب.