بعد توقف محادثات جدة.. هل تنجح "إيقاد" في إنهاء الصراع السوداني؟

بدأت مجموعة دول منظمة "إيقاد" الأفريقية تحركات لاحتواء الصراع العسكري في السودان، وسط استمرار المعارك العسكرية العنيفة في الخرطوم ومخاوف من انزلاق إقليم دارفور في أتون الحرب الأهلية الشاملة.

وأطلقت "إيقاد"، الاثنين الماضي، مبادرة تتضمن لقاء بين رئيس المجلس الرئاسي عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي"، كما تتضمن لقاء يجمع البرهان مع قادة المنظمة لبحث فتح ممرات إنسانية مع طرفي النزاع في السودان خلال أسبوعين.

تشديد الخناق

ورأى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، ماهر أبو الجوخ، في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن مبادرة "إيقاد" ستصب في اتجاه تشديد الخناق على دعاة الحرب الذين يريدون استمرارها لقطع الطريق على استعادة عملية الانتقال الديمقراطي التي شهدتها البلاد.

وقال أبو الجوخ إن جميع المبادرات التي طرحت لحل الصراع في السودان أو التي طرحتها "إيقاد" باتت تقود إلى النهايات ذاتها، وهي "إنهاء الحرب وتسليم السلطة كاملة للمدنيين، وابتعاد العسكر عن الحياة السياسية بشكل نهائي وعودتهم إلى الثكنات".

وأكد المحلل السوداني أن مبادرة "إيقاد" تعتبر مسارا متكاملا يتطابق مع محتوى أهداف محادثات جدة وتحركات الاتحاد الأفريقي في اتجاه تسليم العسكر وخروجهم من العملية السياسية.

واعتبر أن "إيقاد" أصبحت تشارك التصورات الأساسية لمسار جدة ورؤية الاتحاد الأفريقي، بضرورة وقف إطلاق النار وفتح مسارات المساعدات الإنسانية، والتفاوض بين طرفي الصراع، وتحديد إجراءات تسليم السلطة بشكل كامل للمدنيين.

مبادرة منحازة

من جانبه، قال المحلل السياسي الدكتور محيي الدين محمد محيي الدين لـ"إرم نيوز"، إن مبادرة "إيقاد" لن تفلح في حل الأزمة السودانية لأن منطلقاتها غير واقعية في تحليل ما يحدث في البلاد.

واعتبر محيي الدين أن اعتراض وزارة الخارجية السودانية على توصيات اجتماع دول "إيقاد"، الذي اعتمد المبادرة المطروحة التي ينتظر أن تبدأ بلقاء يجمع بين البرهان وحميدتي، خير دليل على فشلها مسبقا.

ووصف المحلل السوداني مبادرة "إيقاد" بأنها غير محايدة، الأمر الذي سيجعل فرص نجاحها ضعيفة جدا، مشيرا إلى محاولة بعض الأطراف الدفع باتجاه تحقيق مصلحة قوات الدعم السريع بشكل واضح من خلال المبادرة، على حد تعبيره.

وقال محيي الدين إن "إيقاد" لا تمتلك تأثيرا كبيرا على أطراف الصراع لحملهم على توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار ينهي النزاع المسلح في البلاد.

منبر موازٍ

المحلل السياسي وائل محجوب، اعتبر في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن مبادرة "إيقاد" تأتي في سياق التحركات الدبلوماسية لنائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، ومجموعة نظام الرئيس المخلوع عمر البشير.

وقال محجوب إن هذه التحركات تهدف لخلق منبر أفريقي موازٍ لمنبر جدة، الذي يتمتع بقوة أطرافه والجهات الداعمة له، ممثلة في المجموعة الأوروبية والمنظمة الأممية وبعثتها.

وأوضح أن هدف تلك التحركات هو كسب الزمن والمناورة من خلال تعدد المنابر إلى جانب منح الجيش مهلة للقيام بتحركات عسكرية مكثفة لتغيير الموازين على الأرض، وخلق واقع جديد لصالح الجيش.

وأضاف محجوب أن "المجموعات المتنفذة من بقايا حزب المؤتمر الوطني المنحل، التي تدير المشهد الحالي من الباطن، تسعى للتحلل من أي التزام تجاه منبر جدة، وإفشاله، والاتجاه نحو تحريك مبادرة أفريقية موازية، انطلاقا من منصة "إيقاد".