كبير المفاوضين: أوكرانيا تحتاج إلى قوات أوروبية "جاهزة للقتال" لا لقوات حفظ سلام
أعلن تنظيم "حراس الدين"؛ وهو فرع "القاعدة" في سوريا، عن حلّ نفسه، داعيا "أهل السنّة" في الشام إلى التمسك بسلاحهم "والاستعداد للفترة المقبلة"، موضحاً، في بيان، أن "التطورات الأخيرة في سوريا دفعت التنظيم لاتخاذ مثل هذا القرار"، فيما تعددت التحليلات المتعلقة بالسبب الذي دفع التنظيم "القاعدي" لحل نفسه، والثمار التي يمكن أن يجنيها.
وأوضح البيان: "نظرا للتطورات على الساحة الشامية، وبقرار أميري من القيادة العامة لتنظيم قاعدة الجهاد، نعلن لأمتنا المسلمة ولأهل السنة في الشام حل تنظيم حراس الدين فرع تنظيم قاعدة الجهاد في سوريا".
وأردف: "في هذه المرحلة ننصح أهل السنّة في الشام بعدم ترك سلاحهم وليجهزوا أنفسهم للمراحل القادمة التي أخبرنا بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فأرض الشام أرض الملاحم الكبرى ومقبرة للطغاة والمستعمرين".
من هم "حراس الدين"؟
يُصنّف تنظيم "حرّاس الدين" باعتباره نموذجا مصغّرا لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش"، خاصّة بعد احتضان حراس الدين لعناصر "داعش" الفارين إلى إدلب، أو التابعين سابقا لفصائل محسوبة عليه كـ "جند الأقصى".
لكن التنظيم طالما عدّ نفسه فرعا لتنظيم "القاعدة" وليس "تنظيم الدولة" المنهار، وميّز مشروعه بتبعيّة أيديولوجية وتنظيمية لإمارة زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري، وغالبا ما تمسك بتجنب الاحتكاك المباشر بالمجتمعات المحليّة في إدلب إلّا في الإطار الدعوي استنادا إلى المدرسة التقليدية للقاعدة.
وحتى أمس، يمكن اعتبار تنظيم "حراس الدين" هو الممثل الشرعي لقيادة القاعدة في بلاد الشام، وهو يقع تحت قيادة القائد العسكري السابق لجبهة النصرة "سمير عبد اللطيف حجازي" والمكنّى باسم "أبو همام الشامي" الذي بدأ مسيرته الجهادية بعد وصوله إلى أفغانستان عام 1999 قادما من ريف دمشق..
ومثّلت اللحظة التي صافح فيها الشامي زعيم تنظيم القاعدة التاريخي وقتها "أسامة بن لادن" معلنا بيعته؛ نقطة تحوّل مفصلية في سيرة القائد الصلب والعسكري المتمرّس، خاصّة بعدما عيّنه "ابن لادن" مسؤولا على السوريين في أفغانستان، ليشارك في الكثير من عمليات القاعدة هناك، قبل إرساله إلى العراق عام 2003، حيث التقى بـ "أبي حمزة المهاجر" و"أبي مصعب الزرقاوي" الأب الروحي ومؤسس تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، والأب الروحي لـ "تنظيم الدولة" أيضا.
تنظيم "هش وضعيف"
الباحث في الجماعات الإسلامية والجهادية، عبدالله علي، قال في تصريحات لـ"إرم نيوز "، إن تنظيم "حراس الدين" هو التنظيم شبه الوحيد المعلن المبايع لتنظيم القاعدة العالمي، وهذا التنظيم طرح نفسه بعدما أعلن "أبو محمد الجولاني" أو "هيئة تحرير الشام" نكس البيعة للقاعدة.
وأضاف أنه واحد من الفرق التي شكلت "جبهة النصرة" في ذلك الحين، التي لم توافق على قرار الجولاني بالافتراق عن تنظيم "القاعدة"، وهؤلاء هم من أسسوا "حراس الدين".
وعن الوضع الحالي للتنظيم، يقول عبدالله علي، إن "حراس الدين" حاليا هو تنظيم هش وضعيف ومفكك، وذلك بعد أن تعرض على مدى السنوات الماضية، خاصة 2020-2021 لحملتين؛ الأولى نفذتها "هيئة تحرير الشام" داخل إدلب، والثانية نفذها التحالف الدولي.
ويوضح الخبير علي بأن الشخصيتين اللتين دعمتا قرار "الجولاني" أو استخدمهما الأخير لتغطية قراره بترك تنظيم القاعدة، وهما (أبو الخير المصري وأبو الفرج المصري)، قد تم اغتيالهما من قبل التحالف الدولي بعد أسابيع أو أشهر قليلة من نأي الجولاني بنفسه عن القاعدة. ومن بعدها تركز قصف التحالف الدولي أو غاراته بالطائرات المسيرة (الخنجر) على اغتيال القيادات. فيما كانت هيئة تحرير الشام تنفذ في إدلب حملات اعتقال ومضايقات.
ويخلص الخبير علي إلى أن "التنظيم عملياً غير مؤثر وغير فعال وليس له أي دور"، ما يعني أن قراره بحل نفسه هو "نعي لوفاته بعد حدوث الوفاة منذ سنوات" .
تحقيق الهدف
عن خلفية القرار، يقول الباحث السوري، إن هذه التنظيمات مهما كانت مختلفة بين بعضها البعض، تبقى العديد من الأهداف التي تجمعها، فهي تفرح لتحقق أي هدف من أهدافها حتى لو كان من قبل طرف خصم أو منافس لها، طالما كان من "أخوة المنهج". وبالتالي فإن أحد مبررات قرار حل "حراس الدين"هو شعورهم بأنهم سيطروا أو امتلكوا السلطة في سوريا. وأردف "بما أنهم ينادون بتطبيق الشريعة الإسلامية فهم يعتبرون أنه عمليا تحقق الهدف. وإذا عدنا إلى عام 2012 فسنرى أن (ابن لادن) عندما وجه رسالة في عام 2011 إلى سوريا كانت تتضمن الحض على توحيد الكلمة وتطبيق الشريعة".
ويلفت الخبير المختص بالجماعات الإسلامية، إلى نقطة "في غاية الأهمية"، وهي أن القائد العام لحراس الدين "أبو همام الشامي" هو سوري الجنسية واسمه الحقيقي سمير عبداللطيف حجازي، وبالتالي فإنه رغم حل نفسه "كتنظيم"فإنه لن يفقد العلاقة مع تنظيم القاعدة "كأفراد"وسيبقون محسوبين على القاعدة.
لا اندماج في وزارة الدفاع
يستبعد الباحث عبدالله علي أن يندمج عناصر تنظيم "حراس الدين" ضمن وزارة الدفاع الجديدة؛ لأن الفصائل التي تشكل إدارة العمليات العسكرية مراقبة دوليا اليوم، ولديهم تعليمات بمنع تمدد وانتشار الإرهاب، وهؤلاء (حراس الدين) أول المعنيين بالموضوع.
ووفقا للخبير، هناك عامل يعزز هذه الفكرة، وهو الغارة التي نفذتها الولايات المتحدة قبل نحو أسبوع قرب سراقب في إدلب، وهذه الغارة كانت رسالة للجولاني أولاً ومفادها "سنتابع تصيد هذه القيادات ومنع نشر الإرهاب".
ويقول الخبير علي، إن "حراس الدين" أنفسهم فهموا الرسالة. معربا عن اعتقاده أن خطوة حل التنظيم جاءت من باب تحصيل الحاصل، ولكنهم بالوقت نفسه يحاولون "كسب نقطة" لدى القائد الجديد للإدارة السورية أحمد الشرع بهذه الخطوة، على اعتبار أنه لم يعد في سوريا فروع وتنظيمات تابعة للقاعدة، وهو ما يمكن أن يساعد الشرع في مسيرة بحثه عن الشرعية وإزالة اسمه واسم "هيئة تحرير الشام" عن قائمة الإرهاب، وفقا للباحث المتخصص بالجماعات الإسلامية.
