مصدر عسكري لبناني: أوامر من قيادة الجيش بالرد بالمثل على مصادر النار من سوريا
تشهد المنطقة الجنوبية من سوريا تطورات متسارعة منذ سقوط النظام السوري في ديسمبر الماضي، حيث بدأت إسرائيل بالتوغل في تلك المناطق بحجة الحفاظ على أمنها.
بالتزامن مع ذلك، أعلنت تل أبيب عن حرصها على حماية الأقليات في سوريا، خصوصًا الطائفة الدرزية، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا حول أهدافها الحقيقية.
في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، تصاعدت الأصوات المطالبة بنظام حكم لا مركزي يمنح الدروز حكمًا ذاتيًا، في ظل رفض أبناء الطائفة تسليم الملف الأمني للمحافظة للإدارة السورية الجديدة.
وازدادت حدة التوترات عقب توقيع الإعلان الدستوري يوم أمس، الذي قوبل بانتقادات واسعة من قبل قيادات درزية، وصفته بأنه متشدد ولا يحترم حقوق الأقليات.
وفي موقف لافت، وصف شيخ عقل الطائفة الدرزية، حكمت الهجري، الحكومة السورية الجديدة بأنها "إرهابية" وتتألف من جماعات جهادية، ومن غير الممكن التوافق معها.
الدولة الدرزية
تزامنت هذه التطورات مع تقارب بين إسرائيل والطائفة الدرزية في الجنوب السوري، حيث يجهز وفد درزي كبير لزيارة إسرائيل، التي أعلنت تقديم مساعدات إنسانية إلى المناطق الدرزية.
وتحدثت تقارير إعلامية عن خطة إسرائيلية تتضمن دعماً مالياً يصل إلى مليار دولار للدروز في إطار مشروع يهدف إلى تقسيم سوريا.
وتعيد هذه التطورات إلى الأذهان خطة إسرائيلية قديمة تُعرف باسم "خطة يغال ألون".
وتعود هذه الخطة إلى فترة ما بعد حرب الأيام الستة عام 1967، حين فكرت إسرائيل في دعم الدروز لإقامة دولة مستقلة تفصل بينها وبين سوريا.
جاءت هذه الفكرة عقب توتر العلاقات بين الطائفة الدرزية والجيش السوري، خاصة بعد إعدام الضابط الدرزي سليم حاطوم وقيام النظام السوري آنذاك بإقصاء عدد من الضباط الدروز واستبدالهم بعناصر من الطائفة العلوية.
في تلك الفترة، طرح وزير العمل الإسرائيلي، يغال ألون، خطة تتضمن دعم الدروز عسكريًا وسياسيًا لتحفيزهم على التمرد على دمشق، مقابل الاعتراف بسيطرة إسرائيل على مرتفعات الجولان.
ورأى ألون أن الدعم الإسرائيلي قد يُمكّن الدروز من إقامة دولة مستقلة تكون بمثابة منطقة عازلة تحمي إسرائيل من أي تهديد سوري مستقبلي.
وفي مراسلاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي إشكول آنذاك، كتب ألون: "وجودنا في مرتفعات الجولان يمنحنا فرصة كبيرة لمساعدة الدروز على تحقيق طموحاتهم بإقامة دولتهم المستقلة".
وأعرب إشكول عن دعمه للخطة مؤكدًا أنها تخضع للدراسة.
خطة إسرائيلية مكررة
يرى مراقبون أن إحياء إسرائيل لفكرة دعم الدروز في الجنوب السوري يأتي في إطار استراتيجية تسعى إلى تعزيز نفوذها في سوريا وتأمين حدودها الشمالية.
في المقابل، يواجه هذا السيناريو رفضًا داخل الأوساط الدرزية، إذ لا تزال بعض القيادات الدرزية التقليدية ملتزمة بموقفها الداعي إلى التمسك بالوحدة الوطنية السورية ورفض المشاريع الانفصالية.