مقتل فلسطينية في قصف إسرائيلي على شارع السكة في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة
دعا فلسطينيون حركة حماس إلى تقديم تنازلات تحول دون تنفيذ إسرائيل مخطط تهجير سكان قطاع غزة.
وخرجت مظاهرات نادرة في قطاع غزة تطالب حماس بتسليم إدارة القطاع للسلطة الفلسطينية، أملا بإنهاء الحرب والحصار المفروض على منذ سنوات.
من جهته، دعا المتحدث باسم حركة فتح في قطاع غزة، منذر الحايك، حركة حماس إلى الإصغاء لصوت الشارع والتنحي عن إدارة القطاع، بما يفسح المجال أمام السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير لتولي مسؤولياتهما كاملة هناك.
وأكد الحايك أن استمرار سيطرة حماس على غزة يشكل خطرًا متزايدًا على القضية الفلسطينية، مشددًا على ضرورة أن تُجري الحركة مراجعة شاملة لمواقفها وتستجيب لصوت الجماهير التي خرجت من قلب القطاع المنكوب مطالبة بإنقاذ ما تبقى من حياة لأبناء شعب أنهكته الكارثة.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع قرار إسرائيلي بإنشاء وحدة تتولى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة "بشكل طوعي"، بناءً على مقترح قدمه وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ستعمل على التحضير لتمكين المرور الآمن والمنظم لسكان غزة إلى دولة ثالثة.
وتكلف الوحدة بتأمين نقل السكان إلى خارج القطاع، وتحديد مسارات حركتهم، وإجراء الفحوصات عند المعابر المحددة داخل غزة، وتوفير البنية التحتية اللازمة التي تضمن انتقالهم براً وبحراً وجواً إلى الدول المستقبلة، وفق صحيفة "يسرائيل هيوم".
ووفق كاتس، فإن "الجهود المبذولة لتمكين مغادرة سكان غزة الراغبين في الهجرة من القطاع تتم بموجب القانون الإسرائيلي والدولي، ووفقًا لرؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، لافتًا إلى أنه سيتم السماح لكل من يرغب بالانتقال من غزة إلى دولة ثالثة بذلك.
يرى الخبير في الشأن السياسي، رامي محسن، أن "الإدارة الجديدة للتهجير تأتي في إطار خطط الحكومة اليمينية"، مشددًا على أن ذلك يمثل جريمة ضد الإنسانية وجرائم تمييز عنصري محظورة بموجب قوانين حقوق الإنسان والقوانين الدولية الإنسانية.
وقال محسن، لـ"إرم نيوز"، إنه "يتوجب على حركة حماس النظر بعين من الجدية للأمر، خاصة أن الهدف الرئيس هو التخلص من الفلسطينيين، كما أن الرد العملي يجب أن يكون بخطوات تحول دون تنفيذ المخطط الإسرائيلي".
وأوضح أن "إسرائيل تستخدم وجود حماس كذريعة من أجل تنفيذ المخطط، الأمر الذي يجب أن يدفع الحركة لتوفيت الفرصة على حكومة بنيامين نتنياهو، وتقديم تنازلات فيما يتعلق بحكم قطاع غزة"، متابعًا "هذا هو القرار الأنسب لوقف التحركات الإسرائيلية".
وأشار إلى أنه "لمواجهة المخطط الإسرائيلي يجب على الجهات التي تدير غزة القيام بعدد من الإجراءات تبدأ بتعزيز صمود الغزيين بما يمنع التماهي مع مخطط التهجير.
وتابع "على حماس العمل من أجل ضمان وصول المساعدات لكل مستحقيها من خلال لجان تطوعية وبعيدة عن الانتماءات الحزبية، خاصة أن هذا الملف من شأنه تعزيز صمود الغزيين"، مؤكدًا ضرورة وقف أي عمليات عسكرية للحركة في المناطق المأهولة بالسكان.
قال المختص في الشؤون السياسية، محمد حجازي، إن "هناك جدية إسرائيلية وأمريكية لتهجير الفلسطينيين لخارج القطاع"، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعمل على جعل غزة منطقة غير صالحة للسكن وتمنع إعادة إعماره أو إدخال المساعدات له.
وقال حجازي، لـ"إرم نيوز"، إن "ذلك يمثل مدخلًا لهجرة الفلسطينيين إلى خارج القطاع، خاصة مع إنشاء مطار قريب من غزة"، متابعًا "إسرائيل ليس لديها القدرة على تهجير الفلسطينيين، وهناك رفض منهم خاصة بعد التجارب المتعددة في الهجرة وحياة البؤس لجميع المهجرين".
ولفت إلى أن "الموقف العربي القوي من التهجير يحول دون تنفيذه، والمطلوب من حماس القبول بالخطة العربية وتسليم جميع الملفات المتعلقة بغزة"، متابعًا "على الحركة أن تكون أكثر موضوعية وعقلانية، وبتقديري أن خطاباتها الأخيرة بشأن غزة أعطت نتائج سلبية".
وختم بالقول: "لا خيار أمام حماس سوى التسليم بالمقترح المصري المدعوم عربيًا، وذلك من أجل الحفاظ على الشعب الفلسطيني"، مبينًا أنه من دون ذلك فإن الوضع في غزة سيكون صعبا للغاية وستواصل إسرائيل عملياتها العسكرية وتدمير القطاع.