ترامب: لم يتبقَّ سوى "قليل من الوقت" للتوصل إلى اتفاق مع إيران

logo
العالم العربي

سياسة "النَفَس الطويل".. ما فرص المواجهة المباشرة بين تركيا وإسرائيل في سوريا؟

سياسة "النَفَس الطويل".. ما فرص المواجهة المباشرة بين تركيا وإسرائيل في سوريا؟
موقع غارة إسرائيلية على محافظة حماةالمصدر: أ ف ب
05 أبريل 2025، 6:08 ص

تتباين الآراء حول طبيعة الموقف التركي من التصعيد الإسرائيلي المستمر على الأراضي السورية، في وقت تحرص فيه أنقرة على تفادي الانجرار إلى مواجهة عسكرية مباشرة قد تربك أولوياتها الاستراتيجية في المنطقة.

أخبار ذات علاقة

مسؤول إسرائيلي: تل أبيب لا تسعى لمواجهة مع تركيا

وتعتبر تركيا أي تحول في سوريا جزءا من أمنها القومي، وتميل إلى إدارة التوترات بنَفَس طويل، مع الانفتاح على التنسيق غير المباشر مع الولايات المتحدة كوسيط رئيس بين اللاعبين الإقليميين.

وتستند هذه المقاربة إلى رغبة أنقرة في الحفاظ على توازن دقيق بين علاقتها الدولية، وموقعها كحليف في حلف الناتو وشريك استراتيجي لواشنطن.

في ضوء هذه المعطيات، يُرجّح أن تلجأ تركيا إلى أدوات دبلوماسية وتنسيقية بديلة عن المواجهة، تسعى من خلالها لتثبيت نفوذها في المشهد السوري ومنع إسرائيل من فرض وقائع جديدة على الأرض، مع تجنّب الدخول في صراع مباشر لا يخدم مصالحها.

أولويات

الكاتب والباحث في الشأن التركي، محمود علوش، قال إن "إسرائيل تحاول فرض هذا الاشتباك على تركيا في سوريا، وتركيا تريد تجنب هذا الأمر، خاصةً أنها تنظر إلى التحول في سوريا كنصر جيوسياسي لها، فهي لا تريد إرباك أولوياتها الآن".

وأضاف علوش، لـ"إرم نيوز"، أن "تركيا تريد إدارة هذا الوضع بنَفَس طويل، وهذا جزء من عقيدتها الخارجية، ولولا هذه العقيدة لما استطاعت تهيئة الظروف لولادة سوريا الجديدة.".

وأشار إلى أن "تركيا قد تلجأ إلى الإدارة الأمريكية لإدارة هذا الصراع، فالولايات المتحدة بدورها تحاول بهدوء تطبيع إدارة هذا الملف ومنع تحوله إلى اشتباك متبادل، ومثل هذا التطبيع يعزز مسألة خروجها من سوريا، ويقوي جهودها في جمع تركيا وإسرائيل في نظام جديد يدير الشرق الأوسط بانخراط أمريكي أقل؛ ما يجعل الدور الأمريكي محوريا في هذا الصراع".

وأوضح أن "تركيا أيضا لا تريد أن تجلب مشاكل في علاقتها مع إدارة ترامب؛ لأن التصعيد مع إسرائيل من الممكن أن يزيد الضغط على هذه العلاقة الجديدة".

وذكر أن "هذه العلاقة مهمة جدا ليس فقط بالنسبة لتركيا على صعيد المسألة السورية، بل أيضا في مسألة الانسحاب الأمريكي من سوريا؛ لأنها تكتسب أهمية كبيرة خاصة لجهة ترتيبات ما بعد الانسحاب، بالإضافة إلى العلاقات البينية بين أنقرة وواشنطن، لا سيما العلاقات الدفاعية وغيرها".

وبيّن أن "كل هذه الأمور تدفع تركيا إلى أن تكون حذرة جدا في تجنب الانخراط في تصعيد كبير مع إسرائيل في سوريا، وبشكل عام، تشكل سوريا جانب اختبار في حدودها مع إسرائيل في إعادة تصنيع الشرق الأوسط ودورها فيه كقوة فاعلة في السلطة، وفي جانب آخر، تشكل تحديا عند حدودها مع سوريا".

وضع معقد

ومن جانبه، يرى الباحث السياسي والأكاديمي، الدكتور جمال الشوفي، أن "الوضع في سوريا لم يكن معقدا فقط اليوم، بل كان منذ سنوات يعاني من تداخلات إقليمية ودولية متعددة، وتركيا لطالما فكّرت في أن تكون نقطة توازن ما بين روسيا، وخلفها الحلف الأوراسي، والولايات المتحدة، وخلفها حلف شمال الأطلسي (الناتو)".

وأضاف الشوفي، لـ"إرم نيوز"، أن "تركيا انتهجت في سياستها ألا تكون طرفا ضد طرف آخر في المعادلة؛ إذ كانت مع روسيا وإيران في اتفاقات أستانا، وبالوقت نفسه هي جزء من الناتو وتنسّق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأهم ما لديها كان الحفاظ على حدودها الشمالية، وما تلا ذلك من تطورات".

ولفت إلى أن "هذا المشهد تغير مع غياب النفوذ الإيراني في الداخل السوري، واتضح أن النفوذ الأقوى والداعم الأقوى لنظام الحكم الجديد في سوريا هو تركيا، وبعض الدول العربية، أما إسرائيل، فمعادلتها مختلفة، فقد أوقفت اتفاقية 1974 من جهتها، وحاولت أن تفرض شروطا جديدة على أرض الواقع، وهذا يخلق صراعا تركيا إسرائيليا غير مباشر على مواقع النفوذ الداخلية في سوريا".

أخبار ذات علاقة

إسرائيل ترد على التمدد التركي بـ"خطة أمنية" موسعة في جنوب سوريا

وأوضح الشوفي أن "التنسيق بين إسرائيل وتركيا سيكون بشكل مباشر من خلال أمريكا، وستعود ذات المعادلات"، مشيرا إلى أن "إسرائيل بدورها ليست بصدد حدوث مواجهة مباشرة مع أنقرة، وسيكون هناك شكل من أشكال وقف التدخلات الإسرائيلية التركية بطريقة ما، وتحويلها إلى ملفات سياسية".

وبيّن أن "هذه الملفات تعني إمكانية عقد صفقات بينية مع الحكومة السورية، وجيوبوليتيكياً، لا تركيا ولا إسرائيل تريد الصراع في سوريا؛ ما يعني أنه سيكون هناك اتفاقات سياسية جديدة وبطريقة مختلفة عما كانت تجري سابقا، وهو عنوان الجيوبوليتيك الذي تُرسم من خلاله معالم سوريا الجديدة، والتي وضعت شروطها الأولى روسيا"، بحسب قوله.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC