الجيش اللبناني: مستمرون باتخاذ التدابير اللازمة ومواكبة التطورات عند الحدود الجنوبية لضبط الوضع
يرجح خبراء تأثير عودة الرئيس الأمريكي الأسبق، دونالد ترامب، إلى الرئاسة على السياسة الأمريكية تجاه العراق، خاصة التي تتعلق بدعم خفض التدخلات الخارجية في الملف العراقي والحد من النفوذ الإيراني في العراق.
وتصاعد النفوذ الإيراني في العراق بشكل متواتر ما بعد تغيير النظام السابق عام 2003، وصولاً إلى العام الجاري، حيث تغلغل النفوذ الإيراني في كل مفاصل الحكومات المتعاقبة، بحسب الخبراء.
يقول، أستاذ العلوم السياسية والخبير الإستراتيجي، رزكار خوشناو، إن "عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة، سينعكس على السياسة الأمريكية تجاه العراق بعدة طرق، ففي فترة حكمه الأولى، اتسمت سياسات ترامب في الشرق الأوسط بتوجهات تدعم خفض التدخلات بشؤون العراق، والتركيز على تعزيز العلاقات مع الحلفاء الإقليميين للحد من النفوذ الإيراني".
وأضاف، لـ "إرم نيوز"، أن "فوز ترامب قد يدفع الحكومة العراقية لمحاولة تحقيق توازن صعب بين القوى الإقليمية والدولية لحماية استقرارها الداخلي، مع سعيها للحفاظ على الدعم الأمني والاقتصادي الأمريكي في ظل أي انسحابات أو تغييرات في الدعم المباشر".
واتخذ، ترامب، سابقًا خطوات عديدة تجاه طهران بشكل مباشر والفصائل العراقية الموالية لها، وتحقق ذلك عبر فرض عقوبات اقتصادية على إيران وملاحقة مصادر التمويل للفصائل المسلحة.
وتجسدت قرارات ترامب المباشرة بالصراع مع إيران عبر تنفيذ عملية اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني برفقة رئيس أركان الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، عام 2020 بعد استهداف سيارة كانت تقلهما عند بوابات مطار بغداد.
ويرى المحلل السياسي، محمود المفرجي، أن "القراءات لتصريحات، ترامب، حول سياسة الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، ومن قبله أوباما، تفضي إلى أنه دائمًا ما ينتقد تهاون تلك السياسات مع النفوذ الإيراني في العراق، خصوصًا ما يتعلق بعملية استهداف تلك الجماعات المسلحة الموالية لها للمصالح الأمريكية".
وأكد لـ "إرم نيوز"، أن "ترامب سيعزز الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية على إيران؛ ما قد يؤثر على الجماعات المسلحة المدعومة من طهران في العراق، وهذا ما قد يؤثر على الساحة الداخلية العراقية، حيث تتصارع قوى محلية مختلفة بين دعم النفوذ الإيراني أو الأمريكي".
ومن المحتمل، بحسب الخبراء، أن يتخذ ترامب نهجًا صارمًا تجاه الفصائل الموالية لإيران، إذا عاد إلى الرئاسة، خاصة إذا اعتبر أن هذه الجماعات تهدد المصالح الأمريكية أو تستهدف القوات الأمريكية في المنطقة.
فالعراق لن يكون بمعزل عن تأثير وصول ترامب لرئاسة أمريكا، لا سيما ما يخص الجماعات المسلحة التي تتحرش دومًا بالولايات المتحدة الأمريكية.
وتشن الفصائل والميليشيات المسلحة العراقية، منذ الـ17 من تشرين الأول عام 2023 هجمات مسلحة تستهدف القوات الامريكية في القواعد العسكرية في كل من العراق وسوريا، واستخدمت فيها الصواريخ نوع "كاتيوشا" و "كراد" وعشرات الطائرات المسيرة (الانقضاضية)، واحدة منها أدت إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود الأمريكيين.
يقول، الخبير السياسي، هارون محمد، لـ "إرم نيوز"، إن "ترامب لم يتردد في استخدام القوة ضد قادة وشخصيات بارزة مرتبطة بإيران، كما حدث مع عملية اغتيال الجنرال قاسم سليماني، ما يدل على استعداده لاتخاذ خطوات حازمة عند الضرورة، ويتبع ذلك حسابات متعددة، بما في ذلك الوضع الأمني في العراق، واستعداد الإدارة الأمريكية لتحمل تداعيات أي تصعيد، والوضع السياسي الإقليمي والدولي".
ولا يستبعد محمد أن يلجأ ترامب إلى "الخيار العسكري لكبح جماح الجماعات المسلحة العراقية الموالية لإيران، فيما رأى في ذلك ضرورة لحماية المصالح الأمريكية سواء في العراق او المنطقة بشكل عام".
وكان، الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترامب، عبرَّ عن رغبته في "إحلال السلام بالشرق الأوسط"، فيما حذّر من "حرب عالمية ثالثة" إذا لم يفز في الانتخابات الرئاسية.
وتوترت العلاقات بين بغداد وواشنطن إبان حكم ترامب، بعد إقدامه على اغتيال سليماني والمهندس، في العاصمة بغداد، ووصلت حينها العلاقات حد القطيعة، واستهداف الجماعات المسلحة للقواعد الامريكية والهجوم على السفارة الامريكية واقتحام أسوارها الخارجية.
وأصدر البرلمان العراقي، عام 2020، قرارًا يلزم الحكومة العراقية بإخراج القوات الأمريكية والتحالف الدولي من العراق، إلا أن العلاقات عادت إلى سابق عهدها، نوعًا ما، حين تولى الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، الرئاسة.
ويرى الخبير محمد أن على الحكومة العراقية "اتخاذ إجراءات صارمة مع الجماعات المسلحة قبيل وصول ترامب إلى الرئاسة الأمريكية؛ لأن سياسته لن تتعامل بتهاون مع الجماعات المسلحة والحكومة العراقية بشكل عام، فهو يفتقد إلى الدبلوماسية المنضبطة إلى الحد الذي يؤهله إلى اتخاذ قرارات عسكرية حاسمة عاجلة؛ ما قد يؤثر على العراق بشكل كبير".