6 غارات أمريكية على مواقع حوثية غربي تعز
لم يعد سرًا في العاصمة واشنطن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وفريقه الأمني يدرسون بعناية المنافع الأمريكية المحتملة في قرارهم المقبل بشأن الاعتراف بالوضع الجديد في سوريا، قبل مغادرته البيت الأبيض في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل.
ووفقًا لمصادر مقربة من الفريق الأمني لبايدن، فإن هذه الخطوة بدأت تتبلور بشكل جاد بعد الزيارة الدبلوماسية الرفيعة التي قام بها وفد أمريكي إلى دمشق، حيث التقى مع القادة الجدد في العاصمة السورية.
تلك الزيارة أسفرت عن انطباعات إيجابية من الجانب الأمريكي، بفضل الوعود والالتزامات التي قدمتها الحكومة السورية الجديدة، وهي تلك التي تأمل الإدارة الأمريكية في سماعها من المسؤولين السوريين، بحسب المصادر ذاتها.
وتوضح المصادر أن هذه الانطباعات دفعت الفريق الأمني للرئيس إلى تكثيف الاتصالات مع الحلفاء الإقليميين والأوروبيين، لدفع المزيد من الخطوات، مثل إعادة فتح السفارات المغلقة منذ أكثر من عقد في دمشق، وكذلك وصول المزيد من الوفود السياسية إلى سوريا لإجراء مزيد من المشاورات مع القيادة السورية الجديدة.
إدارة بايدن ترى في الخطوات التي أعلنتها الحكومة السورية الجديدة مؤشرات على جدية في الالتزام بالمطالب الأمريكية والدولية، مثل محاربة الإرهاب، وعدم السماح باستغلال الفراغ الأمني الذي نشأ بعد سقوط النظام السابق، فضلاً عن الالتزام بخطاب سياسي منفتح على الأقليات ويحترم حقوق النساء ويقبل بالتعددية السياسية والاختلاف في الرأي.
ويؤكد مسؤولون في إدارة بايدن لـ"إرم نيوز" أن "التفكير في هذه الخطوة يعكس رغبة الإدارة في تعزيز الدور الأمريكي في التغيرات التي تشهدها سوريا، فهم يرون أن الولايات المتحدة قد لعبت دورًا مهمًا في إضعاف حلفاء النظام السوري السابق، عبر العقوبات والإجراءات ضد النظام وحلفائه في إيران، وهو ما أدى إلى عزله إقليميًا وسقوطه".
وفيما يتعلق بموقف الإدارة من الوضع الجديد في سوريا، يشدد المسؤولون على أن سوريا تعتبر دولة محورية في الشرق الأوسط بالنسبة لإدارة بايدن.
وفي هذا السياق، يسعى المسؤولون الأمريكيون إلى إظهار التزام الولايات المتحدة تجاه التحول الجديد في دمشق، مع الحفاظ على موقفها الصارم في محاربة تنظيم داعش والجماعات الأخرى التي قد تسعى للاستفادة من الوضع الجديد.
كما أشار مسؤولو إدارة بايدن إلى أن هناك الكثير من العمل أمام الأطراف الإقليمية والدولية لمساعدة القادة الجدد في دمشق، وأن التحديات كبيرة في مجالات الأمن، الاقتصاد، والعملية السياسية المعقدة.
لكنهم يؤكدون أن خطوة الاعتراف الأمريكي بالحكومة الجديدة ستكون نقطة تحول هامة في دعم القادة الجدد في سوريا، وستشجع الكونغرس على إعادة النظر في سلسلة العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا بموجب "قانون قيصر" الذي أقره الكونغرس قبل أربع سنوات ونصف، بموافقة واسعة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
المسؤولون في إدارة بايدن أشاروا أيضًا إلى أن الرئيس بايدن لن يتخذ هذه الخطوة دون التشاور مع الإدارة الانتقالية للرئيس المنتخب دونالد ترامب، حيث ستتولى هذه الأخيرة التعامل مع الوضع في سوريا خلال السنوات الأربع المقبلة.
كما أكدوا أن المشاورات بين فريقي بايدن ودونالد ترامب بشأن سوريا لم تنقطع منذ سقوط النظام السوري، وأن هناك تطابقًا في العديد من الخطوات التي تم اتخاذها، أو التي تعتزم إدارة بايدن اتخاذها في الأسابيع المتبقية لها في البيت الأبيض.