الدفاع الروسية: قواتنا تسيطر على بلدتي بانتيليمونوفكا في مقاطعة دونيتسك وشيرباكي في مقاطعة زابوروجيا
تتخوف الولايات المتحدة من أن تشهد سوريا تكرارا لما حدث في أفغانستان، التي سيطرت حركة طالبان على الحكم فيها بعد انسحاب القوات الأمريكية.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إنه بالنسبة لبعض خبراء السياسة الخارجية الأمريكية، فإن الدرس المستفاد من طالبان ليس أن الولايات المتحدة يجب أن تبقى على مسافة حذرة، ولكن عليها أن تشارك بصورة أكثر نشاطًا في سوريا.
وبحسب الصحيفة، يشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق وهم يحاولون إقناع فصائل المعارضة المسلحة التي تسيطر الآن على سوريا بالحكم بـ"يد شاملة ومعتدلة".
وبينما ينخرط المسؤولون الأمريكيون مع "هيئة تحرير الشام"، التي تسيطر الآن على سوريا، فإنهم يدركون حلقة مؤلمة في السياسة الخارجية الأمريكية الأخيرة لا تزال عواقبها تتكشف، وتتمثل في استيلاء طالبان على أفغانستان.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن إقناع الجماعة المسلحة، التي خلفت إحدى الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة، بحكم البلاد باعتدال وشمولية، هو أفضل أمل لمنع سوريا من الانزلاق إلى أعمال عنف وفوضى جديدة يمكن أن تزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وتمكين الجماعات الإرهابية المناهضة لأمريكا.
ولا يزال المسؤولون الأمريكيون حذرين من رئيس الهيئة، أحمد الشرع، وهم يخشون أنه قد يكون لطيف الحديث لكسب الدعم الدولي وهو يخطط لتعزيز سلطته وربما فرض "حكم إسلامي صارم"، مثلما فعل قادة طالبان في العام 2021 في أفغانستان.
وأشارت الصحيفة إلى أن أمريكا أخطأت في العام 2021 باعتقادها أن طالبان أصبحت أقل تزمتًا وأكثر استعدادًا لتقديم تنازلات لكسب الاعتراف الدولي والمساعدة في إعادة بناء أمتهم الممزقة.
لكن ما حدث، بعد رحيل آخر القوات الأمريكية وفرار الرئيس الأفغاني، كان العكس، إذ اجتاحت حركة طالبان كابول واستولت على السلطة. ولم يضيعوا كثيرًا من الوقت في فرض قيود قاسية على الحياة اليومية، مثل حظر الموسيقى، وإغلاق مدارس البنات، واضطهاد الأقليات والمنافسين السياسيين، ومنع النساء من دخول معظم الأماكن العامة.
وكما تبين فيما بعد، فإن قادة طالبان كانوا يهتمون بأيديولوجيتهم الدينية وممارسة السلطة الكاملة أكثر من اهتمامهم بما قد توفره لهم الولايات المتحدة وحلفاؤها.
وذهبت الصحيفة إلى أن السيناريو ذاته قد يتكرر في سوريا إن لم تتأكد أمريكا يقينًا أن هيئة تحرير الشام صادقة فعلًا ولا تهدف فقط إلى ذر الرماد في العيون لتهدئة الرأي العالمي لحين تمكنها من مفاصل السلطة.
ويُعد منع الإرهابيين من استخدام سوريا قاعدة لهم أحد الاختبارات الحاسمة لهيئة تحرير الشام وحكومة الشرع الجديدة.
ودعت الصحيفة إلى ضرورة أن تشارك الولايات المتحدة بكل نشاط في سوريا وألا تكرر أخطاء أفغانستان.
وقال زلماي خليل زاد، الذي شغل منصب المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان في ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى وحتى أواخر العام 2021 في عهد الرئيس جو بايدن، إن "إدارة بايدن ارتكبت خطأ بعدم إجراء المزيد من الاتصال المباشر مع طالبان بعد استيلائهم على السلطة في كابول".
وأكد أن سوريا "أكثر أهمية من الناحية الإستراتيجية للولايات المتحدة من أفغانستان، ما يجعل المهمة أكثر إلحاحًا".