إعلام حوثي: الطيران الأمريكي نفذ 18 غارة على عدة محافظات يمنية
تزايدت المخاوف في الأوساط العراقية بعد تقارير أمريكية كشفت عن وجود مراكز لميليشيات الحوثيين في بغداد، وكركوك، ومحافظات جنوبية، وسط تحذيرات من استغلال الأراضي العراقية كمنصة خلفية في صراعها ضد واشنطن وحلفائها.
وكشف تقرير لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية عن امتلاك ميليشيا الحوثي لمقر رئيس في العاصمة العراقية بغداد، إلى جانب مكاتب فرعية في محافظتي كركوك والجنوب، ضمن شبكة سرية تدير من خلالها أنشطة إعلامية ولوجستية وتجارية.
وبحسب التقرير، فإن الميليشيا تستخدم معسكرًا تدريبيًّا في بلدة الخالص بمحافظة ديالى، وهي منطقة تخضع لنفوذ ميليشيات كتائب حزب الله العراقية، حيث يتلقى مقاتلو الحوثي تدريبات على الطائرات المسيرة والعبوات الناسفة، بإشراف مدربين من فصائل الحشد الشعبي.
وفي ظل العملية العسكرية الأمريكية المتواصلة لاستهداف مواقع الحوثيين في صنعاء وصعدة والبيضاء، وتلقي الميليشيا ضربات موجعة خلال الأسابيع الماضية، تُثار مخاوف من أن يدفع ذلك الحوثيين إلى توسيع نطاق نشاطهم في دول أخرى، من بينها العراق، أو استخدام أراضيه كمنصة خلفية للرد على الضربات.
وبدوره، قال الخبير في الشأن الأمني، عبد الغني غضبان أن "هناك بعض المكاتب تم افتتاحها في منطقة الجادرية، فيما يسمى بالمربع الرئاسي، وتشمل مكاتب للحوثيين، وحزب الله، وحماس، لكنها لا تتعدى كونها بيوتًا صغيرة".
وأضاف غضبان لـ"إرم نيوز" أن "رفع راية جماعة الحوثي داخل العاصمة يُعدّ مخالفة صريحة للنصوص والتعليمات، سواء تم إغلاق المكتب أو لم يُغلق، فوجوده بهذا الشكل لا يؤثر على الواقع الأمني ولا يُغيّر من الاستراتيجية الأميركية تجاه الحوثيين".
وأشار إلى أن "التنسيق والتعاون بهذا الشكل يؤكد أن مفهوم وحدة الساحات لا يزال قائمًا، وأن خطوط الإمداد بين إيران والعراق واليمن لم تُقطع، بل ربما تشهد تنظيمًا أكبر من السابق، في ظل تصاعد الضغوط الإقليمية وتراجع الدور العسكري لبعض الفصائل في سوريا ولبنان".
ويتصاعد التوتر العسكري بين واشنطن وميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، إذ صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته ضد الميليشيا، متوعدًا بـ"إبادتها بالكامل".
وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشال" إن "الضربات التي وُجهت للحوثيين ألحقت بهم أضرارًا جسيمة"، مشيرًا إلى أن "الوضع سيواصل التدهور لصالحنا، فهذه ليست معركة متكافئة، ولن تكون كذلك أبداً، وسيتم القضاء على الحوثيين بالكامل".
وبالتزامن، أجري رئيس الوزراء العراقي الأسبق، عادل عبد المهدي، زيارة مفاجئة إلى العاصمة اليمنية صنعاء، حيث التقى بقيادات من ميليشيا الحوثيين، وبرغم أن الزيارة هدفها الظاهر المشاركة في مؤتمر يتعلق بفلسطين، إلا أن الزيارة لم تخل من التفسيرات السياسية.
وأشارت تقارير إلى أن زيارة عبدالمهدي قد تناقش الوجود الحوثي، في بغداد، خاصة بعد الزيارة التي أجراها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قآاني، الذي أوصى بضرورة عدم استفزاز الولايات المتحدة.
ورجّحت المصادر أن تغلق ميليشيا الحوثي، مقرها الرئيسي في العاصمة تحت وطأة الضغوط المتزايدة من قوى الإطار التنسيقي، والتي تسعى إلى إنهاء أي وجود علني للميليشيا داخل البلاد، استجابة لتوجيهات قآاني.
وبدوره، أوضح الباحث في الشأن السياسي محمد التميمي أن "زيارة عبد المهدي إلى صنعاء تحمل أبعادًا رمزية أكثر من كونها سياسية، وتُظهر رغبة بعض الأطراف في الإطار التنسيقي بإعادة ضبط إيقاع العلاقة مع ميليشيا الحوثي بعد ازدياد الضغوط الدولية على طهران وحلفائها".
وأضاف التميمي لـ"إرم نيوز" أن "الملف الحوثي داخل العراق لم يعد مجرد قضية بروتوكولية، بل بات يمثل تحدياً دبلوماسياً وأمنياً في ظل تصاعد التوتر في البحر الأحمر".
ويُعد عبد المهدي من الشخصيات السياسية البارزة في العراق، حيث تولى رئاسة الوزراء في عام 2019، بدعم من قوى مقربة من طهران، قبل أن تُطيح به موجة احتجاجات تشرين التي اجتاحت البلاد آنذاك، ورفعت شعارات مناهضة للنفوذ الإيراني والطبقة السياسية الحاكمة.
وشهدت فترة حكمه اضطرابات واسعة، رافقها عنف مفرط ضد المتظاهرين، وانتهت بتقديم استقالته تحت ضغط الشارع، في واحدة من أبرز محطات الغليان الشعبي التي عرفها العراق بعد 2003.