ترامب: أعتقد أن بوتين وزيلنسكي سيفيان بتعهداتهما بشأن التوصل إلى اتفاق
أكد خبراء أن حكومة الجيش السوداني في بورتسودان، تخطط لتنفيذ إجراءات قانونية وسياسية تُمهد الطريق لقيام انتخابات تشرعن الوضع القائم، وتعتمد قائد الجيش الجنرال عبدالفتاح البرهان، رئيسًا للبلاد.
وكان نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، قد أعلن أن الحكومة تعمل على إعادة النظر في قانون الأحزاب استعدادًا لبدء مرحلة سياسية جديدة تهدف إلى إجراء انتخابات، مشيرًا إلى أن هناك 102حزب سياسي مسجل، و122 حزبًا ومنظمة مدنية، وحركات مسلحة، غير مسجلة في السودان.
وقال الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن ما تخطط له حكومة الأمر الواقع في بورتسودان، سيقود إلى تقسيم السودان، لأن إجراء الانتخابات في ظل الأوضاع القائمة سيجعل أكثر من نصف مساحة البلاد خارج العملية الانتخابية.
ورأى المحلل السياسي، عمار الباقر، أن الإجراءات التي تعتزم حكومة الأمر الواقع في بورتسودان القيام بها تأتي في إطار "هندسة المشهد السياسي" ليكون مسانداً للبرهان في حربه، وكل ما يقوم به، وفق قوله.
وأشار في تصريح لـ"إرم نيوز" إلى أن تعديل قانون الأحزاب قد يتزامن مع إجراءات تعديل الوثيقة الدستورية، التي سبق وتحدث عنها البرهان ومساعده ياسر العطا، مبينًا أنها كلها إجراءات تأتي لتفصيل ما تطلبه المرحلة من إيجاد شرعية لحكم البرهان.
وأضاف الباقر أن "تلك الإجراءات رغم عدم قانونيتها أو صحتها، إلا أنها سيتم فرضها بالقوة على الجميع لتصبح أمراً واقعاً، لأن البرهان منذ الانقلاب على حمدوك يسعى إلى فرض شرعية لحكمه وتمثيله للسودان".
ورجح أن تعتمد الوثيقة الدستورية التي يجري العمل، حاليًا، على تعديلها، تشكيل حكومة انتقالية لمدة عامين، تحت إشراف الجيش، على أن تكون مهامها ترتيب المشهد لإجراء انتخابات في نهاية فترتها، مؤكداً أن تلك الإجراءات ستسفر عن انتخاب البرهان رئيسًا للسودان في نهاية المطاف.
وذكر الباقر أن "مراجعة قانون الأحزاب ستكون من ضمن إجراءات المرحلة الجديدة والتي قد تضمن حظر جميع القوى السياسية الرافضة للحرب، من ممارسة النشاط السياسي، على أن تتم صناعة أحزاب جديدة تدور في فلك البرهان".
وأوضح أن هذه الترتيبات حال بروزها كواقع لن تزيد الأوضاع في السودان إلا تعقيدًا، لجهة أن الانتخابات التي يُجرى التخطيط لها لتنصيب البرهان رئيساً لن تجري في كل السودان، وستنعقد في أقل من نصف مساحة البلاد.
من جهته قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أبوعبيدة برغوث، إن حكومة البرهان في بورتسودان، تسعى إلى فرض أمر واقع وتشرعن له، من خلال انتخابات وتحالفات سياسية مع قوى مصنوعة.
وبيّن في تصريح لـ"إرم نيوز" أن ذلك يأتي ضمن سياسية وخطة حكومة الأمر التي لا تمانع من وجود حكومتين في البلاد أو حتى تقسيم السودان، منوهًا إلى أن حكومة البرهان لا تكترث لبقية المناطق الأخرى في السودان وإنما يهمها تؤسس سلطتها على ما يعرف بـ"مثلث حمدي".
و"مثلث حمدي"، هو مصطلح قديم يعود لعهد نظام الرئيس السابق عمر البشير، ويعني نظرية كان قد طرحها أحد قياداته "عبدالرحيم حمدي" اقترح فيها فصل عدد من أقاليم السودان على أن تبقى الدولة في مساحة الولايات المحاذية لمجرى النيل إضافة إلى كردفان وشرق السودان.
وأضاف برغوث أن "مجموعة بورتسودان تسعى لإقامة انتخابات وتشكيل حكومة في حدود مناطق سيطرتها وتترك بقية أجزاء السودان وكأنها تقول لأهلها افعلوا ما تشاءون، فقط عليكم أن تتركونا".
ومضى قائلًا: "هم في طريقهم لفرض هذه السيناريو، وتقسيم السودان، لأنهم قد اُنهكوا من استمرار الحرب وليس لهم القدرة على الاستمرار، ولا الشجاعة لوقفها، لذلك سيهربون إلى الأمام، وسيجعلون تقسيم البلاد أمراً واقعاً".
