الفاتيكان يعلن الحداد تسعة أيام على البابا فرنسيس اعتبارا من السبت
اعتبر خبراء، أن انهيار المحور الإيراني كان بمثابة إطلاق "رصاصة الرحمة" على الميليشيات المسلحة العراقية التي تأثرت بشكل ملحوظ جراء المستجدات.
وكشفت مصادر عراقية متطابقة، عن "صراع داخلي بين الميليشيات العراقية على الموارد المتبقية أو السيطرة على مناطق نفوذ محددة، بالتزامن مع شح الموارد المالية القادمة من طهران من جهة، أو التي كانت تحصل عليها جراء عمليات التهريب بين سوريا والعراق".
وقال مصدر سياسي مطلع لـ "إرم نيوز"، إن "الميليشيات العراقية تمر بفترة عصيبة لم تشهدها منذ 20 عاما".
وأضاف أن "كل المؤشرات تؤكد تراجع نشاط الميليشيات على الأرض بشكل ملحوظ، حيث لم يعد أحد يلحظ تلك الميليشيات داخل المدن والقصبات، بعدما كان عناصرها يجوبون الشوارع بعجلاتهم العسكرية ويفعلون ما يرغبون فعله".
وأشار المصدر، إلى أن "قرار تلك الميليشيات داخل أروقة السياسة تراجع وهي باتت تبحث مع الحكومة عن ضمانات بعدم استهداف قياداتها وعناصرها سواء من جهات خارجية أم من الداخل العراقي".
ومع انهيار ما يسمى "محور المقاومة" الذي تقوده إيران، تواجه الميليشيات العراقية المرتبطة بها أزمة في التمويل والدعم اللوجستي، ما أدى إلى تراجع قدرتها على التنظيم والعمليات، بحسب الأكاديمي والمتخصص بالشأن الإيراني، أيمن الدوسكي.
وقال الدوسكي لـ "إرم نيوز"، إن "الميليشيات العراقية شهدت ضغوطات كبيرة من قبل الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل، ضمن مشروع كبير لتفكيك كل أذرع إيران في المنطقة، والتي بدأت من الجنوب اللبناني مروراً بسوريا".
وأضاف أن "طهران لم تعد قادرة على حماية الميليشيات العراقية مع تراجع الاقتصاد الذي لا يخولها منح المزيد من الأموال لتلك المليشيات، إضافة إلى كسر شوكة الخطوط الأمامية لأذرع المحور في المنطقة".
وأشار الدوسكي، إلى أن "الجميع يعلم جيداً أن مصير تلك الميليشيات الحل والتفكيك إن لم يكن اليوم فبالمستقبل القريب خصوصاً مع قدوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لم يتوانَ سابقاً عن قتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني والذي كان يشرف على كل تلك الميليشيات".
وكان السياسي والنائب السابق مشعان الجبوري، أكد في تصريحات سابقة تفكك ما أسماه "الهلال الشيعي"، بالإشارة إلى طموح إيران بنفوذ على الأرض في كل من العراق وسوريا ولبنان.
ورغم تراجع قوة الميليشيات العراقية إلى حد ما بسبب الأزمات التي يواجهها حلفاؤها الإقليميون (إيران وحزب الله)، فإن هذا التراجع ليس نهائيًا أو كافيًا لإضعافها تمامًا، فقوة هذه الميليشيات تعتمد أيضًا على الظروف الداخلية للعراق، وقدرتها على إعادة التموضع.
وفي وقت تسعى فيه حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إلى حل الفصائل والميليشيات المسلحة ونزع أسلحتها، وحصر القرار الأمني بيد الدولة، بهدف تجنيب العراق الدخول بحروب جانبية أخرى.
بدوره، قال المحلل السياسي راغب الشمري، إن "تراجع الميليشيات العراقية إقليميًا ستستفيد منه الحكومة العراقية والمجتمع الدولي لتعزيز دور الدولة ومؤسساتها الأمنية".
وأضاف الشمري لـ "إرم نيوز"، أن "مستقبل الميليشيات العراقية سيعتمد على مدى قدرتها على التكيف مع الواقع الجديد، والردود الإقليمية والدولية، وقدرة الدولة العراقية على إدارة المرحلة الانتقالية، ولكن الواقع اليوم يؤكد انهيار تلك الميليشيات".
ورأى أن "حزب الله هو أحد أعمدة محور إيران، وله دور بارز في دعم الميليشيات العراقية بالخبرة والتدريب، وتراجع قوة حزب الله بسبب الضربات الأخير أضعف منظومة التنسيق الإقليمي، ما ترك الميليشيات العراقية في عزلة نسبية".
وأشار إلى أن "بعض الميليشيات بدأت بالسعي لتحويل نفسها إلى قوى سياسية بحتة، على غرار ما فعلته بعض الحركات المسلحة في الماضي، إلا أن هناك اعتراضات كبيرة من بعض القوى السياسية لدمج هؤلاء سياسياً، لأنها تعتبر ذلك مجرد التفاف على الواقع المسلح لتلك الجماعات".