إسرائيل: استهدفنا عنصرا من "حزب الله" كان يساعد حماس في تنفيذ هجوم ضد الإسرائيليين
قال خبراء سياسيون فرنسيون إن التوتر بين باريس والجزائر، المستمر منذ عدة أسابيع، تفاقم بسبب التصريحات الاستفزازية الصادرة عن رموز اليمين المتطرف في فرنسا، رغم محاولات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تهدئة الأوضاع.
وأكدوا أن الموقف الفرنسي الحالي يعكس تصعيدًا سياسيًا يخدم أجندات داخلية أكثر مما يسعى لحل الخلافات مع الجزائر.
وفي هذا السياق، يرى الباحث في مركز العلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS)، بيير لوران دومينيك، أن تصريحات اليمين المتطرف الفرنسي، وعلى رأسهم نائب رئيس التجمع الوطني سيباستيان شونو، تعكس رغبة في استغلال ملف العلاقات مع الجزائر لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، خصوصًا في ظل تنامي الخطاب الشعبوي في فرنسا.
وأوضح دومينيك، لـ"إرم نيوز"، أن "تصريحات سيباستيان شونو، التي وصف فيها محاولات تبون للتهدئة بأنها مجرد تناقض، تحمل دلالات واضحة على نهج اليمين المتطرف في تأجيج الخلافات الدبلوماسية بدلًا من تهدئتها".
وقال إن "التجمع الوطني يسعى دائمًا إلى تأليب الرأي العام ضد الجزائر، مستغلًا قضايا مثل الهجرة واتفاقيات عام 1968 بين البلدين".
وأضاف أن رفض الجزائر لقائمة المرحلين التي قدمتها فرنسا، ورد فعل وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو، يعكسان مدى تعقيد العلاقات الثنائية، إذ تحاول باريس فرض أجندتها، بينما تسعى الجزائر للحفاظ على سيادتها وقراراتها الداخلية.
من جانبه، يرى الخبير في معهد مونتين للدراسات السياسية، جان مارك بواسييه، أن العلاقة بين باريس والجزائر تخضع لمعادلة سياسية دقيقة، حيث تحاول الجزائر ضبط التوترات، فيما يسعى اليمين المتطرف في فرنسا إلى استثمار هذه التوترات سياسيًا.
وأضاف بواسييه، لـ"إرم نيوز"، أن:"الجزائر تدرك أن لديها ورقة ضغط اقتصادية وسياسية على فرنسا، خصوصًا في ظل المصالح الاقتصادية المشتركة".
وأوضح أنه في الوقت نفسه، يروج اليمين المتطرف لفكرة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتهاون أمام الجزائر، وهو خطاب موجه بالأساس للناخب الفرنسي الذي يبحث عن مواقف صارمة تجاه ملفات الهجرة والعلاقات الثنائية.
وفيما يتعلق بالمقترحات التي طرحها شونو، مثل تقليص عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين، أو حتى وقف إصدارها تمامًا، أكد بواسييه أن مثل هذه الأفكار تصعّد الأزمة بدلًا من حلها.
وقال إن "هذه المقترحات ليست عملية، بل تهدف فقط لكسب النقاط سياسيًا. فرنسا بحاجة إلى تعاون الجزائر في قضايا أمنية واقتصادية، وبالتالي لا يمكنها تبني نهج تصعيدي بالكامل".
ويبدو أن التوتر بين باريس والجزائر سيظل قائمًا طالما استمر الخطاب المتشدد لليمين المتطرف في فرنسا.
وبينما يحاول الرئيس الجزائري إيجاد قنوات لحل الخلافات عبر الدبلوماسية، فإن التصعيد الفرنسي، المدفوع بحسابات سياسية داخلية، قد يجعل التوصل إلى تهدئة حقيقية أكثر تعقيدًا في المستقبل القريب.
وبهذا الصدد، قال سيباستيان شونو، في مقابلة على إذاعة "إر.تي.إل" الفرنسية ، إن الحزب لا يلعب "لعبة سياسية" في هذا الملف، بل "يدافع عن مصلحة فرنسا" وفق تعبيره.
ويوم السبت الماضي، قال الرئيس الجزائري إن "المرجع الوحيد" لحل الخلافات هو إيمانويل ماكرون، في ظل استمرار التوترات بين باريس والجزائر منذ عدة أسابيع.
لكن شونو، قال خلال استضافته أمس الأحد في برنامج Le Grand Jury الذي تبثه الإذاعة الفرنسية: "تبون والتهدئة.. هذا تعبير متناقض".
وأضاف شونو: "لا أرى كيف يسعى الرئيس الجزائري إلى التهدئة، بينما يهين بلدنا ويسمح بإهانة فرنسا" بحسب قوله.
كما وجه انتقادات إلى الرئيس الفرنسي، مشيرًا إلى أن تبون اختار هذا الخطاب لأنه "يدرك أنه مع إيمانويل ماكرون، لن يكون هناك مراجعة أو إلغاء لاتفاقيات عام 1968".
وفي 17 مارس/ آذار الجاري، رفضت الجزائر قائمة تضم أسماء حوالي 60 جزائريًا كانت فرنسا تسعى إلى ترحيلهم.
ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية، فقد تم رفض هذه الخطوة "شكلًا ومضمونًا".