ترامب: سأتحدث مع نتنياهو عن التجارة والتعريفات الجمركية
أثار مرور عام على اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة وإحياء الذكرى السنوية الأولى لضحايا هجوم حركة "حماس" في 7 أكتوبر، يوم الاثنين، مخاوف من اتجاه الأوضاع في لبنان إلى حرب استنزاف طويلة.
يأتي ذلك في وقت حذرت فيه أوساط إسرائيلية من أن ميليشيا "حزب الله" تجرّ إسرائيل إلى "حرب استنزاف" طويلة، عبر إجبار جيشها إلى الدخول البري بشكل أعمق في لبنان.
وتعتقد إسرائيل أن اغتيال قادة "حزب الله" على المستويين العسكري والسياسي، وعلى رأسهم الأمين العام حسن نصر الله، لا يكفي لردع الحزب عن مواصلة القتال إسناداً لغزة منذ 8 أكتوبر الماضي، إلا بالدخول البري وتدمير قدراته على الأرض، كما فعلت مع "حماس".
لكن خبراء أشاروا إلى أن لبنان كوضع سياسي وجغرافي يختلف عن غزة ودخوله والمكوث فيه لفترة سيشكل استنزافًا كبيرًا لإسرائيل وجيشها المنهك بعد عام من الحرب على القطاع الفلسطيني، بالإضافة إلى الدمار الذي سيلحق بلبنان الذي يعاني أصلاً من أزمات سياسية واقتصادية.
وتوقع أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، محمد مصالحة، أن تستمر الأوضاع في لبنان كنوع من الاستنزاف للتنظيم اللبناني وإسرائيل.
وقال مصالحة لـ"إرم نيوز" إن "الوضع في المنطقة يسر بطريقة غير منضبطة ويصعب التكهن بالنهايات لأن هناك مدخلات على الحرب من جهات مختلفة".
وأضاف أن "أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو متغيرة كما حدث في غزة، لكنه لم يحقق أيا منها بعد عام من الحرب"، لذلك "هرب إلى الأمام وتوجه شمالا".
وأوضح الخبير السياسي الأردني أن "حزب الله" قادر على الصمود كما صمدت حركة "حماس" في غزة كونه يملك ذخيرة وأسلحة أكثر من الحركة الفلسطينية، إلى جانب المنشآت تحت الأرض والأنفاق وغيرها".
وبيّن أن "نتنياهو يحاول تصعيد الأمور إلى أعلى حد، لأن هدفه الوصول إلى إيران لضربها، وإقحام الولايات المتحدة في حرب لا تريدها خصوصًا في زمن الانتخابات الرئاسية إذ أن وضعها السياسي معقد جًدا" وفق وصفه.
وأكد أن "إسرائيل ستبقى مستمرة في الحرب بغض النظر عن مدتها، إلا إذا مُنيت بخسائر كبيرة وتحديدًا في الجانب المدني خصوصا أن "حزب الله" قادر على الوصول إلى عمق المدن كما حدث في حيفا مؤخرا، حينها ستضغط تل أبيب على الولايات المتحدة لإصدار قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار كما حدث في مرات سابقة".
من جهته، قال المحلل السياسي لبيب قمحاوي، إن "الحرب على لبنان تختلف عن ما جرى في غزة، كون لبنان دولة معترف فيها دوليًا، ولها مؤيدون دوليون مثل الفاتيكان وفرنسا".
وأضاف قمحاوي لـ"إرم نيوز" أن "الأطراف الدولية الداعمة للبنان وهي مؤثرة تخوض فعلًا جهودًا لوقف الحرب والحل الدبلوماسي ومنع تدمير لبنان إن استمر الصراع لفترة طويلة".
لكنه أشار إلى أنه "على المدى القصير تبدو الأمورمتجهة إلى التصعيد"، محذراً من "عدم وجود حل سياسي قريب وسيكون هناك مزيد من سفك الدماء" وفق تقديره.
واعتبر أن "إسرائيل لا يهمها الاستنزاف بقدر تحقيق أهدافها، وحتى أن نتنياهو إن وصل إلى نهر الليطاني، وهو الموقع الذي يطلب من "حزب الله" الانسحاب إلى شماله، يمكن أن يزيد من طمعه في المكوث لفترة طويلة" بحسب قوله.
وتابع أنّ "ما يهم نتنياهو هو البقاء في السلطة وتحقيق أهدافه بصرف النظر عن الاستنزاف" وفق تعبيره.