البيت الأبيض: ترامب سيزور السعودية والإمارات وقطر من 13 إلى 16 مايو المقبل
شهدت الكويت، أمس الجمعة، حدثاً سياسياً بارزاً بإعلان أمير البلاد، الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حلّ مجلس الأمة بأمرٍ أميري، وتعليق العمل مؤقتاً ببعض مواد الدستور لمدة أربع سنوات في أقصى حد، ودراسة الممارسة الديمقراطية في البلاد.
ويسري الأمر الصادر من لحظة إعلانه؛ ما يعني أن الحياة السياسية في الكويت ستقتصر على سلطة تنفيذية فقط، تمثلها الحكومة، ريثما تنتهي السنوات الأربع في أقصى حد لعودة السلطة التشريعية المتمثلة بمجلس الأمة.
إذ نص الأمر الأميري، الذي أذاعه التلفزيون الرسمي بعد خطاب للأمير موجه للشعب الكويتي، على أن يتولى الأمير ومجلس الوزراء اختصاصات مجلس الأمة خلال هذه الفترة، وتصدر القوانين بمراسيم قوانين.
أزمات سياسية متتالية
ويعتقد الأكاديمي والباحث السياسي الكويتي، الدكتور عايد المناع، أن أمير البلاد لجأ لقرار حل مجلس الأمة وما رافقه من إجراءات أخرى؛ نتيجة الأزمات السياسية المتكررة بين الحكومة والمجلس، فكان لا بد من حسم الموقف، حتى لا تتعطل عجلة التنمية أكثر مما تعطلت، بحسب تعبيره.
وأضاف المناع، في حديث لـ "إرم نيوز"، أن الأمير له صلاحية حل مجلس الأمة دستورياً، لكنه هذه المرة لم يحله بمرسوم كما نصت المادة السابعة من الدستور، بل تم الحل بأمر أميري، "والأمر الأميري لا يحاجج أمام المحكمة الدستورية، وهو من صلاحيات الأمير المطلقة، وبالتالي، قطع الطريق على أي اعتراض من الناحية القانونية".
ويعتقد المناع أن الفترة المقبلة ستكون وقفة تأمل لأربع سنوات، وربما أقل، وتبدأ الاتصالات بين القيادة السياسية والشخصيات المهمة والقوى الاجتماعية المؤثرة، وقد تصل الأمور إلى إيجاد صيغة تتضمن تعديلات دستورية يتم التوافق عليها.
كما أشار المناع إلى أن أحد الجوانب التي ستشهدها الفترة المقبلة هي "ملاحقة المخالفين للقوانين، بما في ذلك ملف التجنيس، إذ سيلاحق من حصلوا على الجنسية الكويتية بصورة التفافية".
فرحة خبر الحل كفرحة خبر التحرير
وزير الإعلام الكويتي السابق، سامي النصف، علّق على إجراءات أمير البلاد بالقول: "فرحة خبر الحل كفرحة خبر التحرير: في عام 1991 كادت الكويت أن تضيع علي يد أعدائها، وفرح أبناؤها بخبر التحرير، في عام 2024 كادت الكويت أن تضيع على يد بعض مواطنيها، لذا فرح أبناؤها بخبر الحل".
وأضاف النصف عبر حسابه على منصة "إكس" قائلاً: "القادم.. شفافية وتنمية وازدهار بالداخل وتعاون لصيق مع الأشقاء الخليجيين والحلفاء في الخارج".
وشهدت الكويت تجارب مماثلة في تاريخها الحديث؛ إذ سبق أن تم حل مجلس الأمة عام 1976 لمدة أربع سنوات، لتُجرى انتخابات للمجلس عام 1981، كما تم حل المجلس عام 1986، قبل أن يعود مجلس الأمة مجدداً بعد نهاية الغزو العراقي.
وتولى الشيخ مشعل الأحمد الصباح قيادة الكويت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وأمر بحل مجلس الأمة في 15 شباط / فبراير الماضي، بعد أقل من شهرين على توليه السلطة، لتشهد البلاد انتخابات أخرى في بدايات نيسان/أبريل، لكن جهود تشكيل الحكومة بعد تشكيل المجلس الجديد اصطدمت بعراقيل بين النواب ورئيس الحكومة، قبل أن يقرر الأمير حل المجلس الجديد.