زلزال بقوة 7,1 درجات قبالة جزر تونغا (المعهد الجيولوجي الأمريكي)
تشكّل أوامر الإخلاء الجديدة التي أصدرها الجيش الإسرائيلي لسكان عدد من المناطق في مدينة غزة مصدر قلق للفلسطينيين من إمكانية إقدام إسرائيل على تكرار سيناريو مخيم جباليا الواقع شمالي القطاع في مدينة غزة، ما يعني إفراغ المدينة من جميع السكان.
وطالب الجيش الإسرائيلي السكان المتواجدين شمال مخيم الشاطئ وأحياء النصر والكرامة والعودة بإخلائها إلى جنوب القطاع، زاعمًا أن الفصائل الفلسطينية تستخدم تلك المناطق نقطة انطلاق لعملياتها ضد إسرائيل.
ويزيد الجيش الإسرائيلي إجراءاته لدفع من تبقى من الغزيين في شمال القطاع ومدينة غزة باتجاه مناطق جنوب ووسط القطاع، حيث ينزح غالبية الفلسطينيين على مدار الحرب المستمرة منذ 13 شهرًا.
ويقول الخبير في الشأن الإسرائيلي، فريد أبو ضهير، إن "إسرائيل لا تفكر في الوقت الحالي البدء بعملية عسكرية جديدة في مدينة غزة على غرار تلك العملية التي تجريها شمال القطاع"، مشيرًا إلى أن ذلك لا يعني أن مثل هذه العملية غير مدرجة في مخططاتها.
وأوضح أبو ضهير، لـ"إرم نيوز"، أنه "لا يمكن اتخاذ مثل هذا القرار قبل نجاح إسرائيل في تنفيذ مخطط الجنرالات شمال غزة، وإفراغ الشمال من السكان وفرض السيطرة الأمنية عليه بالكامل".
وأشار إلى أن ذلك سيشجع بنيامين نتنياهو وحكومته على اتخاذ قرار بهذا الشأن.
وأضاف: "مثل هذه الخطوة مؤجلة لحين انتهاء المرحلة الانتقالية للإدارة الأمريكية، وتهيئة ظروف أفضل لتنفيذها، علاوة على ضمان عدم وجود أي انتقادات دولية وإقليمية".
وبيّن أن فرض السيطرة الإسرائيلية على شمال القطاع بالون اختبار لمدى قبول المجتمع الدولي للسيطرة على غزة أيضًا.
وأشار إلى أن "إسرائيل تخطط للتوسع من أجل إفراغ غزة من السكان، على غرار ما يحدث في الشمال؛ إلا أن هذه الخطوة مؤجلة وتحتاج لضوء أخضر من الولايات المتحدة التي ستوفر الغطاء الدولي لذلك، وهو الأمر الذي يمكن أن يتم خلال فترة إدارة دونالد ترامب".
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، باسم الزبيدي، أن "أوامر الإخلاء الجديدة في غزة تأتي لتحقيق هدفين رئيسين: الأول إبقاء سكان المدينة في حالة الحرب، والثاني التمهيد لإمكانية تنفيذ مخطط إخلائهم من غزة إلى وسط القطاع وجنوبه".
وقال الزبيدي، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل تهدف منذ بداية الحرب لإخلاء غزة وشمالها من السكان، وفرض واقع أمني وعسكري جديد في القطاع؛ الأمر الذي نجحت في تحقيقه بشكل كبير منذ هجوم حماس في أكتوبر من العام الماضي".
وأوضح أن "إسرائيل ستعلن سلسلة أوامر إخلاء قبل البدء فعليًا بمخطط لتفريغ غزة من سكانها، وستضغط من أجل تحقيق ذلك من خلال الضربات الجوية"، مرجحًا أن تستمر الحرب في غزة فترةً أطول من المتوقع.
وزاد: "الإنجازات التي حققتها إسرائيل بسبب هجوم حماس فتحت شهية قادتها السياسيين والعسكريين للاستمرار في عملياتهم العسكرية، بما يجعل من الحرب في غزة مدخلًا لإجراء تغييرات جذرية في الشرق الأوسط، ولضرب إيران وحلفائها".
وبيّن أن "الرئيس الأمريكي الجديد سيسمح لإسرائيل بتوسيع عملياتها العسكرية وتطبيق خططها في مختلف مناطق القطاع، خاصة مناطق الشمال ومدينة غزة"، متابعًا: "من الواضح أن الوضع في غزة لن يعود لما كان عليه قبل هجوم حماس".