محللون: مناظرة بايدن حولت اتفاق التهدئة في غزة لـ"حاجة أمريكية مُلحة"

أكد خبراء ومحللون سياسيون، أن مناظرة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع منافسه بانتخابات الرئاسة دونالد ترامب، والتي أظهرت تراجعًا في أداء وشعبية بايدن، حولت اتفاق التهدئة في غزة بين إسرائيل وحركة حماس لحاجة ملحة.

ويأتي ذلك، عقب الظهور السلبي للرئيس الأمريكي في المناظرة الأولى له مع ترامب، والتي اعتبرت بمثابة انتكاسة لبايدن وحزبه الديمقراطي، فيما تزداد الترجيحات بأن تؤثر المناظرة على نتائج الانتخابات وترجح كفة ترامب.

 

ويرى المحلل السياسي أنطوان شلحت، "أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالية تحتاج بشكل عاجل للتوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل"، مشيرًا إلى أن ذلك من أجل تحقيق هدفين رئيسين ينقذان بايدن من الملفات السياسية العالقة.

وقال شلحت، لـ"إرم نيوز"، إن "الهدف الأول يتمثل في تحقيق الأمن الإقليمي، بما يضمن لبايدن الترويج له على أساس أنه أحد إنجازاته السياسية، كما يدعم الفكرة التي تثير اهتمام المجتمع الأمريكي والمتعلقة بالحفاظ على أمن إسرائيل".

وأوضح أن "الهدف الثاني يتمثل في تركيز بايدن وفريقه على الأوضاع الداخلية وتحسين ظروف الأمريكيين، بما يمكنه من تغليب كفته السياسية على خصمه بالانتخابات دونالد ترامب"، مبينًا أن الملفات الخارجية تعيق أي تقدم لبايدن أمام ترامب.  

وأشار إلى أن "تحقيق هذين الهدفين سيمكنان بايدن من تحسين أوضاعه في استطلاعات الرأي بشأن انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة"، لافتًا إلى أن ذلك دفع الولايات المتحدة لتكثيف جهودها من أجل التوصل لتهدئة بين حماس وإسرائيل.

وتابع: "بتقديري الإدارة الأمريكية ستضغط من أجل التوصل لاتفاق مرحلي على أقل تقدير بين طرفي القتال في غزة، وهو ما سيعطي بايدن فرصة للعمل من أجل ضمان إعادة انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة"، مرجحًا نجاح إدارة بايدن بهذا الأمر.

إنجاز كبير

ويرى الخبير في الشأن الدولي رائد بدوية، "أن الولايات المتحدة معنية بالتوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل عبر الوسطاء الإقليميين خلال الأسابيع المقبلة"، لافتًا إلى أن ذلك يمثل بالنسبة لإدارة بايدن إنجازًا كبيرًا.

وقال بدوية، لـ"إرم نيوز"، "إن المناظرة السيئة للرئيس الأمريكي أمام خصمه ترامب دفعته للعمل من أجل التوصل لاتفاق يمكن أن يحسن وضعه السياسي والميداني بانتخابات الرئاسة المقبلة، مشددًا على أن التوصل لاتفاق يصب في صالح بايدن وإدارته.

وأوضح أن "بايدن يسعى من خلال الاتفاق لتسجيل إنجاز سياسي، وإعادة الرهائن الأمريكيين المحتجزين لدى حماس، بما يمكنه من استخدامهم كإحدى أدوات الدعاية الانتخابية له ولحزبه"، مؤكدًا أنه بدون ذلك فإن بايدن لن يعود للبيت الأبيض.

ووفق المحلل السياسي، فإن "اتفاقًا يعيد الرهائن ممن يحملون الجنسية الأمريكية سيحدث فارقًا كبيرًا لدى الرأي العام الأمريكي، وسيحقق لبايدن نصرًا على غريمه ترامب في أي مناظرة مقبلة"، مبينًا أن حكومة بنيامين نتنياهو تتعارض في مصالحها مع إدارة بايدن.

وزاد: "الأيام المقبلة ستشهد تطورات غير مسبوقة بملف التهدئة يمكن أن تؤدي لنجاح مساعي الولايات المتحدة للتوصل لاتفاق مرحلي بين الجانبين يؤسس لاتفاق تهدئة شامل برعاية إقليمية ودولية"، على حد تقديره.