عصام العبيدي
كشف مصدر عسكري عراقي، اليوم الاثنين، أن ما يسمى "تنسيقية المقاومة" اتخذت خلال اجتماعها الأخير قرارات هامة، أبرزها وقف العمليات العسكرية بشكل نهائي في هذه المرحلة.
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ"إرم نيوز"، أن القرار يأتي في إطار محاولة قراءة التطورات الإقليمية والدولية بشكل أكثر دقة، قبل اتخاذ أي خطوات مستقبلية.
وأضاف المصدر أن التنسيقية شددت على ضرورة إبعاد قادتها عن المشهد الإعلامي ومنع ظهورهم في وسائل الإعلام، لتجنب أي استفزاز قد يؤدي إلى تفاقم التوترات، مشيرًا إلى أن هذه الخطوات تهدف إلى تخفيف الضغوط الداخلية والخارجية التي تواجهها الحكومة العراقية، وضمان الحفاظ على التوازن السياسي والأمني في البلاد.
في هذا الإطار، أوضح الخبير الأمني حميد العبيدي أن قرار الفصائل العراقية تعليق عملياتها يعكس تحولًا استراتيجيًّا في طريقة التعامل مع المستجدات الإقليمية، خصوصًا مع تزايد الضغوط الدولية والمحلية لإعادة هيكلة المشهد الأمني.
وأضاف العبيدي: "هذه الخطوة تحمل رسالة بأن الفصائل ما زالت قادرة على التأثير، لكنها تفضل التريث لمراقبة التطورات الإقليمية".
غياب الخزعلي
أثار غياب الأمين العام لحركة "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، عن المشهد السياسي خلال الأسبوعين الماضيين تساؤلات واسعة، خاصة مع تزامنه مع تقارير عن استهداف قيادات فصائل مسلحة موالية لإيران بضربات جوية إسرائيلية على الحدود العراقية-السورية.
فيما نفت الحركة تلك الأنباء، ووصفتها بأنها "حملة دعائية" تهدف إلى تشويه دورها، وسط تصاعد التكهنات حول مصير الخزعلي.
ملف الحشد الشعبي
على صعيد متصل، أعلن تحالف "الفتح"، بقيادة هادي العامري، رفضه حل هيئة الحشد الشعبي، في ظل تصاعد المطالبات الداخلية والخارجية بمعالجة ملف الفصائل المسلحة.
وأكد القيادي في التحالف، علي الفتلاوي، أن "الحشد الشعبي مؤسسة أمنية راسخة تلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، ولا يمكن مقارنتها بأي كيان آخر".
في ظل هذه التطورات، تتجه الحكومة العراقية إلى دراسة إمكانية دمج الفصائل المسلحة ضمن المؤسسة الأمنية الرسمية كجزء من جهود إعادة تنظيم المشهد الأمني وتقليص التوترات الداخلية والإقليمية.
ومع ذلك، تواجه هذه الخطوة معارضة من بعض الأطراف الداخلية التي ترى في هذه الفصائل مكونًا محوريًّا في حفظ الأمن والاستقرار.