ديوان نتنياهو: رئيس الحكومة سيعين نائب رئيس الشاباك الحالي بمهمة القائم بأعمال الرئيس
كشفت مصادر مطلعة عن حصول العراق، عبر قنوات خاصة، على تطمينات من قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع " أبو محمد الجولاني"، تعهد فيها بمحاربة تنظيم "داعش" داخل سوريا ومنع تمدده باتجاه العراق.
بالتزامن مع ذلك، غيرت الأحزاب السياسية العراقية، التي تمتلك أجنحة عسكرية (فصائل وميليشيات) خطابها الإعلامي عبر القنوات الفضائية التي تملكها بحذف مصطلح "الجماعات الإرهابية" واستعمال "المعارضة السورية"، في إشارة إلى الفصائل التي سيطرت على دمشق.
وقال مصدر سياسي مطلع، لـ "إرم نيوز"، إن "الحكومة العراقية تعاملت مع التحول في سوريا عبر قناتين اثنتين، الأولى القناة الدبلوماسية المتمثلة في جهود وزارة الخارجية العراقية والسفارة العراقية في دمشق، والثانية متمثلة في قنوات خاصة، مهدت لها دولتان إحداهما عربية والأخرى إقليمية" وفق تعبيره.
وأضاف أن "مخاوف العراق وهواجسه كانت تتجسد في تمدد تنظيم داعش، أو فصائل متطرفة أخرى نحو الحدود العراقية-السورية والاشتباك مع القوات الأمنية على حدود العراق، الأمر الذي يدخل البلاد في معترك أمني خطير ويعيدها إلى حالة عام 2014".
وأكد المصدر، الذي اشترط حجب اسمه، أن "العراق حصل على ضمانات، عبر القنوات الخاصة، من الإدارة السورية الجديدة وقائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) تحديدًا، بعدم السماح لأي جهة بالتعرض للعراق أو حدوده".
وأشار إلى أن "الشرع وإدارته يدركان جيدًا خطورة تنظيم داعش، ليس على استقرار المنطقة ودول الجوار فحسب، بل حتى على الإدارة الجديدة لسوريا".
ومنذ انطلاق ما أسمتها فصائل المعارضة السورية عملية "ردع العدوان" بدأ العراق بتعزيز قدراته العسكرية عند الحدود العراقية-السورية، وعمل على الدفع بالمزيد من القطعات، ومنها ألوية خاصة بالدروع والدبابات.
وحتى اليوم لم تتعرض القوات العراقية لأي حوادث أمنية عند الحدود السورية، لا مع سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" على منفذ البوكمال الحدودي، ولا حتى بعد تسلم الإدارة الجديدة للمنفذ، والانتشار عند الحدود.
وكان العراق قد رفض أن يتدخل عسكريًّا في سوريا رغم كل الضغوطات الإيرانية خلال الأيام الأولى من هجوم فصائل المعارضة، وعدَّ ما يجري هناك شأنًا داخليًّا.
وأكدت حكومة محمد شياع السوداني، على لسان المتحدث باسمها، باسم العوادي، أن بلاده لا تتدخل بالشأن السوري، لكنها "ترفض أي محاولات للمساس بوحدة الأراضي السورية وتقسيمها، لما يشكله ذلك من خطر على مجمل المنطقة العربية".
وكان القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أبو محمد الجولاني قد أعلن عن انتهاء ما أسماها "الثورة السورية" مع سقوط النظام، مؤكدًا عدم السماح "بتصديرها إلى أي مكان آخر، وقال "لن تكون سوريا منصة لإثارة القلق أو استهداف أي دولة عربية".
وعلى صعيد التحولات في الأحزاب العراقية، قال مصدر مقرب مما يسمى "اتحاد الإذاعات والقنوات الإسلامية العراقية" الذي يضم قنوات "البيت الشيعي" الممولة مباشرة من إيران، إن "هناك تحولات في الخطاب الإعلامي للقنوات التابعة للأحزاب السياسية والفصائل المسلحة، ومنها: آفاق والاتجاه والنجباء والعهد وآي نيوز والأولى والرابعة والمسار وغيرها".
وأضاف، لـ "إرم نيوز"، أن "التوجيهات جاءت لتلك القنوات بتخفيف حدة الخطاب تجاه الإدارة الجديدة في سوريا والأحداث السورية، حيث كانت في بداية الأزمة تطلق على تلك الفصائل المجاميع الإرهابية، وبعد انهيار نظام بشار الأسد جاء التوجيه بتسمية الفصائل المسلحة، واليوم تعتمد غالبية القنوات لفظ (فصائل المعارضة السورية)، دون وصمها بأي عبارات أخرى".
وبين أن "هناك بعض القنوات الإعلامية "الشيعية" التي أرادت تجنب الحرج عنها أمام جماهيرها، وباتت لا تتطرق في الأصل إلى التغييرات في سوريا".
ويأتي هذا التحول تبعًا لسياسية الحكومة العراقية بالتعامل بدبلوماسية مع الواقع الجديد في سوريا، فضلًا عن محاولة عدم استفزاز القوة الدولية التي تضغط باتجاه حل الفصائل المسلحة العراقية ونزع أسلحتها، وعدم الانصياع للإرادة الإيرانية الرامية لتأجيج الصراع في المنطقة.
ويقول أستاذ العلوم السياسية، إياد العنبر، لـ "إرم نيوز"، إن "خطوات الحكومة العراقية تجاه الأزمة السورية وتعاملها بالدبلوماسية البحتة ستعود بالإيجاب على البلاد والمشهد السياسي برمته".
وأضاف أن "سوريا تمر بمرحلة انتقالية تشابه إلى حد ما التجربة العراقية عام 2003، ومن البديهي والمتوقع أن تعترف حكومة محمد شياع السوداني بالسلطة الجديدة في سوريا، فالعراق لا يمكنه أن يغرد خارج سرب المجتمع الدولي الذي يبدو أنه سيمنح الشرعية للإدارة الجديدة".
وكان السوداني قد أكد، في تصريحات صحفية أمس الجمعة، حرص بلاده على "وحدة الأراضي السورية"، وقال: "نحن مستعدون لدعم عملية سياسية شاملة في سوريا دون التدخل في شؤونها".
وأبدى السوداني قلقه من "تطورات الأوضاع في سوريا لوجود تنظيمات مسلّحة وعناصر داعش الإرهابية"، وقال "بدأنا عمليات مشتركة مع الأردن والتحالف الدولي"، داعيًا "الإدارة الجديدة لسوريا لإعطاء ضمانات باحترام تنوع المكوّنات وعدم إقصاء أحد".