مصلحة الضرائب الداخلية الأمريكية تخطط لإلغاء الإعفاء الضريبي لجامعة هارفارد

logo
العالم العربي

بعد خروجه من الباب.. حزب الله يحاول فتح نافذة مع الإدارة السورية الجديدة

بعد خروجه من الباب.. حزب الله يحاول فتح نافذة مع الإدارة السورية الجديدة
عناصر من "حزب الله" في سوريا
06 مارس 2025، 8:18 ص

أرسل حزب الله ما يبدو أنها إشارة إلى القيادة السورية الجديدة، تكشف عن استعداد الحزب لطي الخلافات بين "الضاحية الجنوبية" ودمشق، في أول إشارة إيجابية من حزب الله نحو السلطات السورية الجديدة.

وقال مسؤول ملف الموارد والحدود في "حزب الله" نواف الموسوي، إن الحزب يؤيد وحدة الأراضي السورية، وإن اللبنانيين معنيون بالحفاظ عليها.

وذكر الموسوي في مقابلة مع قناة الميادين المقربة من الحزب: "نحن اللبنانيون معنيون بالحفاظ على وحدة سوريا وأنا أوافق (الرئيس السابق للحزب الاشتراكي التقدمي) وليد جنبلاط، أن وحدة سوريا في خطر".

وأضاف: "نحن مع وحدة الأراضي السورية، ويجب العمل مع دمشق والتعالي عن الخلافات لمنع أي تقسيم للبلاد".

وأوضح أنه "كان في سوريا نظام (بشار الأسد) قدمها على أنها عمق استراتيجي للمقاومة، وهذا لم يعد موجودا" على حد تعبيره.

ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي "توغل ووصل إلى مدينة درعا (جنوب سوريا)، ومن ثم لا بد أن نتساعد مع الإخوة السوريين ونتجاوز كل شيء للمحافظة على وحدتهم".

أخبار ذات علاقة

تغليب السياسة على السلاح.. حزب الله "يغير جلده" للمرحلة الجديدة

 

تصريحات مفاجئة

هذه التصريحات جاءت مفاجِئة من مسؤول رفيع في حزب الله، الذي لم تلتئم جراحه بعد هزيمة كبرى أعادته سنوات إلى الوراء، وحجمت دوره في المنطقة ولبنان، والتي كانت سوريا إحدى ساحاتها، كنقطة قوة للحزب بدايةً، ثم نقطة ضعف قاتلة، وفقا لمراقبين .

وكان الحزب المدعوم من إيران، توسع في عهد نظام بشار الأسد نحو سوريا كعمق استراتيجي لـ "المقاومة"، ثم كانت أحد أسباب ضعفه بعد أن انكشف الحزب أمام الإسرائيليين، فتعرض لضربة كبرى جاءت على قادته وعتاده ومواقعه ومعابر التهريب قبل سقوط النظام، ولتكمل الإدارة السورية الجديدة التضييق على الحزب وقطع شرايينه وحصاره داخل حدود لبنان.

من هنا كانت تصريحات المسؤول في حزب الله محل تساؤل عما يفكر فيه حزب الله للمرحلة القادمة، وما هو الهدف وراء طرح موضوع تقسيم سوريا؟ فهل ينبع من خشية حقيقية على البلاد الممزقة؛ ومن ثم مدخل للمصالحة مع دمشق، بعيدا عن كل التناقضات بين القوتين، أم هي محاولة للعودة بدفع إيراني لإيجاد موطئ قدم للحلف المهزوم؟.

إعادة رسم العلاقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي السوري، مازن بلال، في تصريحات نواف الموسوي، محاولة لقراءة المنطقة في مرحلة ما بعد انهيار محور طهران - دمشق. ويوضح في تصريحات لـ "إرم نيوز" أن ما يحدث الآن هو تخفيف التوتر لإعادة رسم العلاقة وخصوصا مع "شيعة" سوريا بعيدا عن التوترات السياسية.

بالنسبة لحزب الله، وفقا لبلال، فإنه يغير العناوين التي تم استخدامها سابقا، فهو يعيد رسم علاقاته مع دمشق وفق أطر رسمية تساعد في تسهيل عودة العلاقات اللبنانية - السورية، إضافة لتحقيق حالة من الاستقرار بين طهران ودمشق.

ويشير إلى أن "هناك خيارات محدودة أمام حزب الله في المسائل الإقليمية، وهو يحتاج إلى نوع من البراغماتية السياسية للتعامل مع مستقبله السياسي"

أما عن طرحه لهاجس تقسيم سوريا كمدخل لرأب الصدع مع دمشق، يقول بلال إن "أي تقسيم سينعكس على لبنان وعلى الشيعة تحديدا، فالتقسيم سيطال لبنان والطائفة الشيعية هي الحلقة الأضعف ضمن الظرف الإقليمي، ومن جانب آخر فإن حزب الله يعتبر أن التقسيم سيخدم المشروع الإسرائيلي.

محاولة للخروج من العزلة

من جهته، يرى مدير مركز لغات الأمن في عمان، الدكتور عامر السبايلة، أن كل ما يجري الآن في سوريا يراه حزب الله وإيران  علامةً من باب فرصة البقاء في المشهد واستغلال الأوضاع الحالية لأن يعودوا إلى فكرة الوجود في سوريا، عبر استثمار فكرة التهويل، معربا عن اعتقاده بأن هذه المحاولات ليس لها أفق، وتبقى مناورات سياسية ومحاولات للخروج من العزلة التي فرضت على الحزب، عبر تحويله إلى حزب محلي لبناني.

ويقول السبايلة في تعليق لـ "إرم نيوز" إن الحزب يعتقد أن هذا التدخل الإسرائيلي في سوريا يقدم له فرصة، لأنه اعتاش على أدبيات مواجهة إسرائيل، ومن ثم أي خلاف مع إسرائيل في مكان ما يرى فيه فرصة لإعادة الظهور .

ويعتقد السبايلة أن الأمور أكثر تعقيدا مما يعتقد حزب الله وإيران، ومن الصعب أن تكون هذه المناورات السياسية قادرة على تطوير إنجازات أو تقدم للحزب أو إيران نحو ما يريدون.

أخبار ذات علاقة

حملة عسكرية "مرتقبة" ضد مجموعات مرتبطة بـ"حزب الله" جنوبي سوريا

 

مراجعة ما بعد الهزيمة

الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، علي حمادة، يقرأ الموقف الذي طرحه الموسوي، إلى النقاشات والأسئلة الدائرة في أوساط حزب الله بعد الهزيمة التي مني بها الحزب مؤخرا. ويرى أن المواقف التي أطلقها النائب السابق عن حزب الله في البرلمان اللبناني، نواف الموسوي، مثيرة للاهتمام في لبنان وعلى الصعيد الخارجي. وخاصة أن من ينطق بها هو مسؤول من حزب الله وإحدى الشخصيات البارزة برلمانيا وإعلاميا. 

لكن حمادة يلفت من جهة أخرى، خلال تصريحات لـ "إرم نيوز" أن الموسوي ليس لديه أي صلاحيات أمنية أو عسكرية، وهذا بحد ذاته أمر مهم، لأن حزب الله هو "ماكينة" أمنية وعسكرية بالدرجة الأولى، ثم تأتي بقية المسؤوليات لتكون في خدمة المشروع الأمني والعسكري في لبنان وخارج لبنان.

ويرى حمادة أن هذه التصريحات "النقاشات" هي انعكاس لأمرين: الأول هو شخصية الرجل، وهي شخصية تفتح نقاشات وتطرح مواضيع مثيرة قابلة للأخذ والرد . والثاني هو الوضع داخل حزب الله والحلقة الضيقة والنواة الصلبة لحزب الله ، حيث "هناك المئات من الأسئلة التي ليس هناك من إجابات عنها حول ما حصل وكيف حصل؟ كيف هُزم حزب الله وكيف قُتل من قُتل من القادة".

ويضيف: "هناك تساؤل كبير حول الضخ في عقول أنصار حزب الله وبيئته مستمر منذ أكثر من عقدين؛ ضخ إعلامي وضخ بروباغندا دعائية بأن حزب الله لا يُقهر وأنه قادر على تحرير فلسطين وقادر على إخراج أمريكا من الشرق الأوسط وو.."

وفقا لحمادة، فإن كل هذه الشعارات مع الضربة القاصمة التي تلقاها حزب الله، أدى إلى انهيار سردية دامت عقود من الزمن، وانهيار هذه السردية أدى إلى انهيار معنويات أنصار الحزب، وطرح أسئلة ومراجعة لما حصل" وهذا ما يحاول نواف الموسوي أن يطرحه بما في ذلك الموقف من سوريا.

ويوضح الكاتب والمحلل السياسي اللبناني أن الموسوي لم يغادر أيديولوجيا حزب الله ولا فكره ، هو طرح أسئلة. وهناك الآلاف من الناس يطرحون أسئلة أقسى، من النخب التي تتحلق حول حزب الله ولذلك هذا انعكاس لهذه الضربة الكبيرة.

لكن اللافت بحسب حمادة، هو أن الموسوي هو الشخص الوحيد بين قيادات حزب الله، الذي طرح هذا النوع من الأسئلة وذهب إلى هذا الحد في طرح الفرضيات والنقاشات، أما من بقوا أحياء من قيادات ومسؤولي حزب الله فيرفضون هذا النقاش ويرفضون التخلي عن السلاح. 

ويختم: ما من شك أن مقاربة نواف الموسوي فيها طرح أسئلة من شأنها أن تفتح نقاشا داخليا في أوساط البيئة الحاضنة لحزب الله، وحول العلاقة مع سوريا في العهد الجديد.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC