هل تقدم حماس تنازلات لمواصلة حكم غزة بعد الحرب؟‎

قال محللون سياسيون إن حركة حماس تواجه حالة ضعف غير مسبوق على مستوى قدراتها العسكرية والسياسية، قد تجبرها على تقديم تنازلات في جولات التفاوض مع إسرائيل التي يقودها الوسطاء.

ويرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور تيسير عابد أن "حركة حماس باتت في وضع حرج للغاية، وغير قادرة على مجاراة حجم أوراق القوة التي يمتلكها الوفد الإسرائيلي بفعل الوقائع العسكرية والأمنية على الأرض".

وأضاف عابد في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "سقف المطالب الفلسطينية تدنى بشكل غير مسبوق خلال جلسات المفاوضات، بحيث قدمت الحركة أخيرا تنازلات بالجملة كانت جميعها لبقاء حركة حماس كجزء من المشهد السياسي بعد انتهاء الحرب".

وأوضح أن "جولات التفاوض تعيش الآن ذروة التأزم لا سيما في ظل التعنت الإسرائيلي الكبير حول مغادرة محور  فيلادلفيا أقصى جنوبي القطاع، واعتبار البقاء فيه مصلحة أمنية إسرائيلية".

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن "حركة حماس تبحث عن تضخيم قضية محور فيلادلفيا من خلال الثبات على ضرورة الانسحاب منه، للحصول على ثمن سياسي مقابل التنازل عنه، والسماح إعلاميًا ببقاء القوات الإسرائيلية فيه".

 "رسائل من نار"

من جهته، ذهب الكاتب والمحلل السياسي كمال عليان في قراءته إلى أن حركة حماس "رفعت من حجم ووتيرة العمل العسكري في محوريّ فيلادلفيا ونتساريم، من أجل إيصال رسائل من نار بأن البقاء في المحورين سيكون له ثمن كبير".

وقال عليان في حديث لـ"إرم نيوز": "من جملة الأهداف الإسرائيلية المعلنة للحرب هي القضاء على حكم حركة حماس، وبهذا نزع سيطرتها على محور فيلادلفيا الذي يضم معبري رفح وكرم أبو سالم، الذي تعتبر مسألة السيطرة عليه جزءا من السيادة والبقاء في سدة الحكم".

وأضاف: "لذلك يكرر  نتنياهو متحديًا المؤسسة العسكرية والأمنية بضرورة البقاء في محور فيلادلفيا وعدم الانسحاب منه، لمنع أعمال التهريب وتضييق الخناق على حركة حماس تمهيدًا لإنهاء حكمها".

وأشار المحلل السياسي إلى أن "حركة حماس مستعدة للتنازل عن محور فيلادلفيا في إطار الحديث عن تفاهمات بوجود سلطة فلسطينية وبعثة أوروبية عليه مستقبلًا، في مقابل البقاء كجزء من شكل الحكم المستقبلي لقطاع غزة".

ويعتقد أن "حركة حماس ربما تخسر محور فيلادلفيا والمشاركة في حكم قطاع غزة مستقبلًا، لا سيما أنها لم تعد تملك القدرة على القبول أو الرفض".