قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة يحمر شقيف بعد إطلاق 5 صواريخ من جنوب لبنان

logo
العالم العربي

مليار دولار كلفة أنفاق غزة.. فكيف واجهها الجيش الإسرائيلي؟

مليار دولار كلفة أنفاق غزة.. فكيف واجهها الجيش الإسرائيلي؟
جندي إسرائيلي في أحد أنفاق حماسالمصدر: رويترز
05 ديسمبر 2024، 3:13 م

كشف تحليل دولي متخصص في حروب المدن، أن الأنفاق  التي بنتها حماس في قطاع غزة على مدى 15 عامًا، لم تشهدها أي حروب سابقة.

ووفق صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أوضح صاحب التحليل الباحث الدولي، جون سبنسر، أن أكثر من 20 مدينة رئيسة في القطاع لديها شبكة تعرف باسم "مترو غزة"، بأبعاد تتراوح من نصف كيلو متر إلى كيلو متر واحد من الأنفاق والمخابئ، على أعماق تتراوح من بضعة أمتار تحت المباني العامة إلى 60 مترًا تحت الأرض، مع أكثر من 5000 فتحة دخول.

أخبار ذات علاقة

لماذا فشل مشروع "أتلانتس" الإسرائيلي لإغراق أنفاق حماس؟

 ولفت التحليل إلى أن الوثائق التى صادرها الجيش الإسرائيلي تبين كلفة تلك الأنفاق، إذ إن حفر كيلو متر واحد من الأنفاق يستغرق عامًا، ويكلف 275 ألف دولار.

وفي العام 2014 وحده، استثمرت حركة حماس نحو 90 مليون دولار في 36 نفقًا فقط، وفق التحليل. 

وقدرت "معاريف" الكلفة الإجمالية للأنفاق في  غزة بأكثر من مليار دولار.

وتزعم الصحيفة بأنه قبل حرب غزة، كان الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر استعدادًا في العالم للحرب تحت الأرض، وكانت لديه فرقة كاملة مختصصة في التدريب والبحث وتطوير تقنيات حرب الأنفاق.

الحرب السرية الحديثة

وأضافت أن هذا شكل تغييرًا جذريًا في مفهوم الحرب السرية الحديثة، لافتة إلى أنه في مواجهة هذا التحدي، قام الجيش الإسرائيلي بتنشيط وحدة "يالام"، التي طورت على مدى 10 أعوام تقنيات خاصة بالتعاون مع الولايات المتحدة.

وقالت إن وحدة ستينج دربت الكلاب باستخدام الكاميرات، وطورت معدات خاصة للتنفس والرؤية والاتصالات تحت الأرض، خاصة أن نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لا يعمل تحت الأرض، والرؤية الليلية غير مجدية في الظلام الدامس، كما أن التعامل في مكان مغلق أمر خطير بسبب الارتداد.

 ووفق الباحث الدولي، سبنسر، فإن الاضطرابات في حرب الأنفاق تتطلب تغييرًا عميقًا في مفاهيم الجيش الإسرائيلي.

 وبين أنه قبل حرب غزة، كانت الثقافة العسكرية الدولية ترى في الأنفاق عائقًا يجب تجنبه، وكان مطلوبًا من القوات النظامية الابتعاد عن الأنفاق، ولم يُسمح إلا للقوات الخاصة بالدخول في حالات الطوارئ، على سبيل المثال، إذا تم اختطاف جندي في الداخل.

وكشف التحليل الدولي أن المحاولات الأولى لم تنجح في إغراق أنفاق حماس بالمياه باستخدام 5 مضخات صناعية، حيث تسربت المياه عبر الخرسانة، مما تطلب حقن مادة "تي إن تي" بحوالي 12 طنًا لكل كيلو متر، ووضع 15 طنًا من المتفجرات لكل كيلو متر، وهو ما يتجاوز القدرة اللوجستية الإسرائيلية.

نقطة تحول

وجاءت نقطة التحول عندما دخلت الفرقة 98، بقيادة العميد دان غولدفوس، إلى خان يونس.

ويعلق سبنسر على ذلك بالقول: "درس غولدفوس بنفسه كل نفق، وطور معلومات استخباراتية شاملة، ثم غير الطريقة التقليدية، بدلًا من تجنب الأنفاق، أصبح مخصصًا للمناورة في الممرات".

ويؤكد الباحث أن هذه كانت المرة الأولى التي تدخل فيها وحدات من الجيش الإسرائيلي أنفاقًا خطيرة ومعقدة، مضيفًا أن ألوية مختلفة هاجمت نفس الهدف في نفس الوقت، فوق وتحت الأرض.

وأوضح أن الفرقة 98، بقدراتها في الحرب تحت الأرض، كانت من أوائل الذين قاموا بتنفيذ هجمات داخل الأنفاق، من أنفاق ميليشيا حزب الله على الحدود الشمالية، في المنطقة المعروفة بأرض الأنفاق، وحتى مترو أنفاق غزة.

وتابع سبنسر: "فاعلية غولدفوس والفرقة 98 كانت مبنية على إدراك أن كل كتيبة وسرية وفرقة تابعة لحماس تعمل ضمن نظام الأنفاق الخاص بها، وكانت بعض الأنظمة متصلة ببعضها البعض، والآخر منفصل، وبمجرد أن تمكنت الاستخبارات من فك رموز بنية نظام الأنفاق في منطقة أو حي معين، زادت قدرة الجيش الإسرائيلي على تحديد موقع الأنفاق ومعالجتها بشكل ملحوظ".

أخبار ذات علاقة

بعد "رسائل" حماس.. الجيش الإسرائيلي يغير أساليبه في أنفاق غزة

 

تصنيف الأنفاق 

وتحت قيادة غولدفوس، طورت الفرقة القدرة على التحكم في القوات التي تتحرك في وقت واحد تحت الأرض وفوقها، وصنفوا الأنفاق بحسب أهميتها: تكتيكية "بين المباني"، تشغيلية "بين القطاعات"، وإستراتيجية "عابرة للحدود".

وتم تجهيز القوات بمعدات خاصة للتنفس والملاحة والاتصالات، وتم تطوير طائرات دون طيار تحت الأرض، وكان التغيير دراماتيكيًا لدرجة أنه غيّر الثقافة العسكرية الإسرائيلية والدولية.

وعلق الباحث سبنسر بالقول: "من جيش كان يرى في الأنفاق عائقًا يجب تجنبه، تحول الجيش الإسرائيلي إلى جيش يستخدم الفضاء تحت الأرض للمناورة الإستراتيجية، وهذا هو التغيير الذي قاده غولدفوس في فرقته".

ووفق "معاريف"، فإن تكتيك غولدفوس انتشر بسرعة إلى بقية مكونات الجيش الإسرائيلي، وأصبح فهم الأنفاق واستخدامها للمناورة جزءًا لا يتجزأ من الحرب الحديثة.

ولا يزال هناك تحدٍ كبير، وهو تدمير الأنفاق الحيوية، وفي هذا السياق، قال سبنسر: "لست بحاجة إلى تدمير كل شيء، فقط الأنفاق الاستراتيجية، مثل مراكز القيادة الموجودة تحت هيكل الأمم المتحدة بغزة، والأنفاق التي تربط الشمال بالجنوب".

وجه حرب المدن

وخلُص سبنسر في تحليله إلى أن الخطة التي يتم تطبيقها على ميليشيا حزب الله وحركة حماس ستغير وجه حرب المدن في العالم، مضيفًا أن دولًا، مثل: الصين، وإيران، وكوريا الشمالية، تستثمر في آلاف الأميال من الأنفاق العسكرية، فكل مدينة كبيرة لديها بنية تحتية تحت الأرض.

وقال سبنسر إن الجيش الإسرائيلي تفوق على نظيره الأمريكي، فالأخير يتهرب من اقتحام الأنفاق، لكن الأول حول الأنفاق من تحدي لفرصة، وفق تقدير الباحث الدولي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC