وول ستريت جورنال: نشر نظام صواريخ أمريكي جديد في الفلبين يضع مواقع استراتيجية صينية في مدى الضربات
في الوقت الذي تشهد فيه القارة العجوز حراكًا دبلوماسيًا لوقف الحرب الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، اتجهت الأنظار إلى منطقة الشرق الأوسط تزامنًا مع التصعيد الجاري داخل سوريا جراء الأحداث بين الحكومة والمعارضة، والتي وصفها المراقبون بـ"الأجندة الغربية".
وعلى وقع هذا الوصف، اتهمت روسيا ، خلال الأيام الماضية، أوكرانيا بالمسؤولية عن التصعيد الأخير في سوريا.
وأكدت على لسان المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن "كييف تقدم دعمًا لوجستيًا إلى الفصائل المسلحة في هجومها"، وتحدثت عن "وجود أثر أوكراني واضح في صفوف المقاتلين الأجانب، من بينهم قادمون من دول ما بعد الاتحاد السوفيتي"، بحسب ما نقلت وكالة "تاس" الروسية.
وفي أعقاب هذه الاتهامات، خرجت أوكرانيا عن صمتها، ونفت الأنباء المتداولة بتقديم الدعم العسكري لفصائل المعارضة السورية المسلحة التي تشن هجومًا ضد القوات الحكومية في شمالي غرب سوريا، كما اتهمتها موسكو.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية، في بيان، إن كييف ترفض بشكل قاطع الاتهامات الروسية "التي لا أساس لها ضد أوكرانيا، حول ضلوعها المزعوم في تفاقم الوضع الأمني في سوريا".
ومع هذه الاتهامات الروسية والنفي الأوكراني، يبقى التساؤل، هل أوكرانيا متورطة في التصعيد الأخير الجاري في سوريا أم أنها مجرد اتهامات روسية؟، وهو ما كشف عنه خبراء في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز".
بداية، قال د. سعيد سلام، مدير مركز فيجن للدراسات الإستراتيجية، إن سوريا مازالت تتعرض لتصعيد مستمر منذ الدخول الفعال لموسكو لدعم الحكومة السورية بالتقنيات العسكرية والدعم اللوجستي، بالإضافة الى التدخل العسكري المباشر.
وأشار سلام إلى أن هناك تأثيرات مباشرة وغير مباشرة من قبل بعض الدول الغربية، والمنظمات الدولية التي تدعم الفصائل المعارضة للحكومة السورية، ومع ذلك لم تتم ملاحظة تدخل أوكرانيا بشكل مباشر في التصعيد العسكري الأخير في سوريا، ولكن هناك تأثيرات غير مباشرة نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا.
وأكد لـ"إرم نيوز"أن "هذه التأثيرات يمكن أن يكون لها تأثير على الوضع في سوريا، خاصةً أن الحرب الروسية الأوكرانية تعزز، بشكل كبير، التوترات السياسية بين الدول الغربية وموسكو، ويؤثر على السياسات الخارجية والداعمة للفصائل المعارضة في سوريا، بالإضافة إلى تأثير العقوبات الاقتصادية على روسيا التي تؤثر بالتالي في قدرتها على تقديم الدعم للحكومة السورية".
وأضاف أن "النقطة الأهم هي أن الحرب في أوكرانيا تجعل من الصعب على روسيا توفير الدعم العسكري للحكومة السورية بنفس القدر السابق، ما يؤدي إلى تغييرات في الوضع العسكري في سوريا".
وأردف أن "أوكرانيا رفضت بشكل قاطع جميع الاتهامات الروسية بدعم المعارضة السورية المسلحة، بل واعتبرتها محاولة لتشويه صورتها وصرف الانتباه عن غزوها لأوكرانيا وممارساتها في محاولة تدمير البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، وكذلك أكدت كييف التزامها بحل الأزمة السورية عبر الحوار السياسي".
وأرجع سلام عدة أسباب وراء توجيه روسيا هذه الاتهامات لأوكرانيا، أبرزها، السعي إلى صرف الانتباه عن الحرب التي تشنها ضد أوكرانيا، وتوجيه اللوم في انهيار قوات الجيش السوري إلى طرف ثالث، بالإضافة إلى محاولات روسيا المستمرة تضليل الرأي العام الدولي، وتشويه صورة أوكرانيا، وتقويض العلاقات بين أوكرانيا وحلفائها في الدول الغربية، وتبرير التدخل العسكري الروسي المحتمل في سوريا.
من جانبه، أكد بسام البني المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن الدلائل تشير إلى وجود أيادٍ غربية أمريكية لتحريك الفصائل المسلحة للهجوم على حلب في سوريا، وذلك لفتح جبهة قتال جديدة لإشغال روسيا، ووقف تقدمها في أوكرانيا، خاصة أن تهديدات الغرب والولايات المتحدة لروسيا بالسماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي لم يقدم أي شيء جديد للمعركة على أرض الواقع.
وقال البني في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" إن اتهام روسيا لأوكرانيا بدعم الفصائل المسلحة في سوريا لم يأتِ من فراغ، وإن هذا الأمر قد يكون بتدبير من المخابرات الغربية والأمريكية، مشيرًا إلى أن الرد الروسي والموقف الروسي مما يحدث في سوريا سيكون حازمًا خلال الأيام المقبلة للحفاظ على المصالح الروسية في المنطقة.
وأوضح أن تقدم روسيا على كافة جبهات القتال في أوكرانيا مع فشل كييف في التصدي للتقدم الروسي، واتباع روسيا سياسة القضم للأراضي في الشرق والشمال الأوكرني دفع الغرب لجر روسيا إلى جبهة قتال في سوريا، لكن روسيا تدرك جيدًا هذا الفخ، ولن تنجر إلى حرب مفتوحه مع الفصائل المسلحة في سوريا.
وتابع الخبير في الشؤون الروسية، أن روسيا تقوم بالتنسيق مع الجيش السوري وعبر معلومات استخباراتية لتوجيه ضربات محددة للبنى التحتية، والمعدات العسكرية لتلك الفصال، لوقف زحفها تجاه الأراضي السورية.