الصين وكوريا الجنوبية واليابان تتفق على تعزيز التجارة الحرة
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن هجوم المعارضة السريع يُهدد بإزاحة روسيا عن سوريا التي تعتبرها "محورا إستراتيجيا".
وذهبت الصحيفة إلى أن اللحظة الحالية في سوريا، بالنسبة لموسكو، تُشبه إلى حد كبير تلك التي خرجت فيها أمريكا من سايغون الفيتنامية العام 1975.
وأضافت أن ما يحدث "يتحدى جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتصوير موسكو كحامل راية نظام عالمي بديل لمنافسة الليبرالية الغربية".
ولفتت إلى أن "فشل بوتين في الدفاع عن النظام السوري يُعد أيضًا دليلا واضحا، في ضوء انشغال موسكو بحربها على أوكرانيا، على التراجع ضد الهيمنة الأمريكية في المنطقة".
وفي حين سعت موسكو إلى الاستفادة من علاقاتها مع القوى المتنافسة مثل إيران وإسرائيل، وكذلك تركيا وباقي دول المنطقة، للتوسط في النزاعات والمطالبة بوضعها كوسيط قوة إقليمي، شاركت أيضًا في رعاية محادثات السلام مع طهران وأنقرة لمحاولة إنهاء الحرب السورية.
وبناء على طلب إسرائيل، وافقت على إبعاد القوات الإيرانية والقوات المدعومة من إيران عن الحدود السورية مع إسرائيل.
وأشارت الصحيفة، إلى أن "سوريا مثلت جزئياً مشروعاً أيديولوجياً بالنسبة لبوتين لتوسيع رؤيته لعالم متعدد الأقطاب يعارض النظام الليبرالي الغربي".
واعتبرت أن "سقوط النظام السوري بهذه السرعة أمام قوات المعارضة المتقدمة بسرعة نحو أهم وأكبر مدن سوريا، وقد تصل إلى دمشق في أي وقت، يُشكل انتكاسة كبيرة لموسكو غير القادرة كما يبدو على تقديم دعم عسكري حقيقي للأسد بفعل انشغالها في أوكرانيا".
وقالت نيكول جرايفسكي مؤلفة كتاب قادم عن علاقة روسيا مع إيران، إن "رؤية الطائرات الروسية تغادر سوريا مع تقدم قوات المعارضة نحو قواعدها الجوية وسقوط أصولها في دمشق، سيكون ذلك مدمراً للغاية للصورة الروسية عن نفسها؛ وقد يكون الأمر أقرب إلى لحظة سايغون بالنسبة لهم".
ولفتت الصحيفة، إلى أن "سوريا تحمل قيمة إستراتيجية كبيرة بالنسبة لروسيا أيضًا، إذ تُعد قاعدة حميميم الجوية الواقعة بالقرب من مدينة اللاذقية الساحلية بمثابة مركز لوجستي للرحلات الجوية إلى ليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى والسودان، حيث يعمل المقاولون والجنود الروس من القطاع الخاص منذ سنوات".
وتعد القاعدة البحرية في مدينة طرطوس الساحلية، بمثابة نقطة التجديد والإصلاح الوحيدة للبحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط، إذ جلبت البضائع بكميات كبيرة عبر البحر الأسود.
ومنحت طرطوس لبوتين إمكانية الوصول إلى ميناء بالمياه الدافئة، وهو الأمر الذي سعى إليه الحكام الروس قبل قرون من بوتين في الشرق الأوسط.
واختتمت الصحيفة بالقول، إنه "رغم التدخل الروسي، لم يتمكن بوتين من إجبار بشار الأسد على التوصل إلى تسوية سياسية مع مساحات واسعة من البلاد، ما جعله عرضة لجولة أخرى من العنف".
وفي ضوء استثمار روسيا لقدراتها بالكامل في أوكرانيا، فمن غير الراجح أن تقدم موسكو لنظام الأسد أكثر من مجرد عرض رمزي للدعم.
