القناة 12 الإسرائيلية: الحكومة ستبحث اليوم إقالة رئيس الشاباك
يثير ارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات التونسية من بوابة الاستحقاق الرئاسي إلى 28% من مجموع الناخبين تساؤلات حول دلالات ذلك، وما إذا كان يشكّل قطعا مع العزوف عن التصويت ونسب الإقبال المتدنية.
ولم تتخط نسب إقبال الناخبين في الاستحقاق النيابي في تونس في العام 2022 الـ11%، وهي تقريباً النسبة ذاتها في العام 2023 في الانتخابات المحلية، وهي نسب أثارت جدلا واسعا حول أسبابها والرسائل التي يبعث بها التونسيون من خلالها.
كسر حالة العزوف
وقال المحلل السياسي نزار الجليدي إن "هذه النسب تكسر حالة العزوف الشعبي عن المشاركة في الانتخابات، ويمكن تفسيرها بسبب وحيد هو طبيعة الشعب التونسي الذي يفضل النظام الرئاسي"، وفق تعبيره.
وأضاف الجليدي في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية تكون دائما أعلى من بقية الاستحقاقات، برلمانية أو محلية، وهو ما يعني أن التونسيين في مرحلة جديدة من التأسيس للفعل السياسي، ويفسر أيضا أن التونسيين يرون أن القرار السيادي والسياسي هو بيد مؤسسة الرئاسة".
مشاركة عفوية
وأوضح الجليدي أن "هذا أيضاً من تبعات الحالة السياسية في البلاد، وقد ترجم عند محاولة تونس تكريس النظام البرلماني، ولم تنجح بنفس الطريقة"، وفق تعبيره، لافتا إلى أمر آخر مهم، وهو أن "نسبة الـ 28% شاركت بعفوية، حيث لم تكن هناك تعبئة حزبية ونعلم جميعا ما مرت به تونس في السنوات الماضية حيث كانت البلاد مصدرا للمال الفاسد والهدايا والنقل المجاني من أجل المشاركة وهو أمر غاب في استحقاق السادس من أكتوبر"، بحسب تأكيده.
وتابع الجليدي أنه "في هذه الانتخابات جاء الناس بمحض إرادتهم، ما يعني أن تونس تقدمت كثيرا في الفعل السياسي وننتظر في قادم الاستحقاقات تطورا في الانخراط في الشأن السياسي والانتخابي".
وفاز الرئيس قيس سعيد، الذي وصل إلى الرئاسة كمرشح مستقل في 2019، في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد من الجولة الأولى بنحو 90% من أصوات الناخبين الذين شاركوا في هذا الاستحقاق، متقدما على الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي، والأمين العام لحركة "عازمون" العياشي الزمال المحبوس منذ أسابيع.
"التونسيون سئموا الانتخابات"
وفي المقابل قال المحلل السياسي محمد صالح العبيدي إنه:"لا يمكن الجزم بأن هذه النسبة من المشاركة قطعت مع حالة العزوف على أهميتها، خاصة أنه لا توجد استحقاقات في القريب العاجل يمكن أن تثبت فيها هذه النسبة أو تتطور أو تتراجع، بما يعني أن تقييمها في المدى القريب أمر غير ممكن"، وفق تقديره.
وأكد العبيدي في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن "المشكلة تكمن في أن التونسيين سئموا الانتخابات ولم يعودوا يرون فيها ملاذا للتغيير السياسي والتقدم على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي؛ لذلك من الصعب إقناعهم بضرورة الإقبال، ونتذكر حتى في 2019 شارك في الجولة الأولى أكثر من 48% من الناخبين، وفي جولة الإعادة آنذاك بين قيس سعيد ونبيل القروي كانت النسبة 55%".
