وزير الدفاع الأمريكي سيقوم بأول زيارة رسمية إلى آسيا الأسبوع المقبل

logo
العالم العربي

"ريفييرا الشرق الأوسط".. هل استبدل ترامب "أمريكا أولا" بـ "غزة أولا"؟

"ريفييرا الشرق الأوسط".. هل استبدل ترامب "أمريكا أولا" بـ "غزة أولا"؟
دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو
11 فبراير 2025، 9:57 ص

بينما كان العالم يقف "على رجل واحدة" بانتظار تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئاسة القوة الأعظم عالميًا، بعد وعوده الكثيرة بوقف الحروب في العالم، صدم الساكن الجديد للبيت الأبيض العالم، في 25 كانون الثاني/ يناير، بتبنيه خطة تقوم على تهجير أكثر من مليوني فلسطيني من قطاع غزة، ودفعهم قسرًا إلى الدول المجاورة، وإقامة "ريفييرا الشرق الأوسط" في وطنهم المدمر.

أخبار ذات علاقة

عشية لقائه مع عبدالله الثاني.. ترامب يهدد بقطع المساعدات عن الأردن ومصر

 منذ 25 يناير، لم يمل ترامب من تكرار الحديث عن مقترحه المثير للجدل بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، إذ لا يكاد يمر يوم دون أن يصرح الرئيس الأمريكي بضرورة ترحيل سكان القطاع إلى بلدان أخرى.

وفي تصعيد للهجته، لوّح ترامب أمس الاثنين بقطع المساعدات عن مصر والأردن إذا أصر البلدان على رفض مقترح التهجير واستقبال الفلسطينيين على أراضيهما، مشيرًا بالمقابل إلى أن "هناك دولًا يمكنها توفير ذلك" في حال استمر الرفض المصري والأردني.

يأتي هذا في ظل رفض عربي وإسلامي وأوروبي واسع لخطة ترامب الذي قال، الأحد، إنه يسعى "لشراء غزة وامتلاكها" من أجل إعادة بنائها، كما شدد على إخراج الفلسطينيين من القطاع من دون أن يكون لهم حق العودة.

ويرى مراقبون أن هذا الطرح الصادم يعكس عقلية رجل الأعمال التي يتبناها ترامب حتى في القضايا السياسية والإنسانية، وهو ما يثير تساؤلات حقيقية حول مصير أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع.

كما يتساءل مراقبون عن الدافع وراء تحويل ترامب أنظاره إلى غزة، التي تحولت إلى مادة يومية في أحاديثه وأحاديث فريقه الدبلوماسي، ما بعد 25 يناير، فيما كان برنامجه الانتخابي قائمًا طيلة حملته الانتخابية، على شعار "أمريكا أولًا" الذي تضمن سعيه لوقف الحروب في العالم، وخاصة في أوكرانيا وغزة.

فهل باتت "غزة أولًا" في خطط ترامب الجديدة، أم أن هذا التوجه الجديد لا يتناقض مع برنامجه السابق ولبنة أولى في المشروع الأكبر الذي يسعى إليه ترامب "أمريكا أولًا"؟

غزة أولا.. في خدمة "أمريكا أولا"

الدكتور عامر السبايلة، مدير مركز لغات الأمن في الأردن، أجاب عن سؤال "إرم نيوز" بالقول: "السؤال هو صحيح بلا شك، ذلك أن حديث ترامب المتكرر عن غزة يمكن أن ينظر إليه من هذا الزاوية، لكن يجب أن نتذكر أيضًا أن ترامب تحدث عن أمريكا أولًا، إلا أنه قام في نفس الوقت بالحديث عن مصالح أمريكا في المنطقة أو في العالم.

ويوضح السبايلة أن ترامب تحدث عن بنما وعن المكسيك وكندا وغرينلاند وغيرها.. إلا أن الصيغة التي يتحدث عنها في غزة هي أقرب إلى فكرة وضع غزة تحت الوصاية الأمريكية، عبر استثمارات أمريكية لتحويلها إلى نقطة على البحر الأبيض المتوسط. وبالتالي؛ بغض النظر إن كان يمكن تحقيق خطة ترامب أم لا، فإن نقطة الانطلاق هي دائمًا الولايات المتحدة.

 ويرى الخبير السبايلة أن خطة ترامب قد تكون في إطار تقديم حل للصراع وفقًا للرؤية الإسرائيلية، لكن ما يجري اليوم هو تغليف كل الحلول بالاستثمار الاقتصادي وعوائده بالنسبة للولايات المتحدة.

ثنائية أمريكا - العالم

من جهته، يرى الخبير وأستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الأردنية، الدكتور محمد خير الجروان، أن ثمة اتفاقًا على استمرارية سياسات ترامب ومشاريعه ورؤيته لثنائية أمريكا العالم- العالم أمريكا من خلال حملته الانتخابية الثانية والقرارات والأحداث الجارية في الأيام القليلة الماضية من رئاسته الحالية.

 ويضيف الجروان في تصريحات لـ "إرم نيوز" أنه عند النظر إلى الشرق الأوسط نجده إحدى الحلقات الرئيسة التي استندت إليها حركة الماجا (Make America Great Agine) التي تشكلت خلال حملة ترامب الانتخابية الأولى، وهي ليست حركة بقدر ما هي تعبير عن أيديولوجيا سياسية ذات نزعة قومية تبلور في إطارها شعار "أمريكا أولًا".

على هذا الأساس، وفقًا للخبير الأردني، حاولت إدارة ترامب إعادة تشكيل العالم والمنطقة لاستعادة عظمة الولايات المتحدة بأقل تكاليف ممكنة، وقادت إدارة ترامب وفقًا لها الحرب التجارية ضد الصين، والضغط الأقصى على إيران، وقوضت المصالح الأمنية والاقتصادية مع الحلفاء والشركاء في أوروبا وآسيا، وكذلك قوضت دور المؤسسات الدولية التي خدمت صعود الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب الباردة كحلف الناتو والبنك والصندوق الدوليين.

ويبيّن الجروان أن شعار "أمريكا أولًا" دفع إدارة ترامب لانخراط أكبر في مختلف مناطق العالم وقضاياها، وكذلك وضع سياسة الولايات المتحدة في تناقض صارخ مع مقومات القوى العظمى التي استفادت منها في التسعينيات كعولمة التجارة.

ويلفت المحلل السياسي الأردني إلى أنه "حتى بايدن خلال إدارته لم يستطع التخلص من هذه التناقضات، فاستمرت الحرب التجارية مع الصين خلال إدارته، وتضاءل دور كافة المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن في التعامل مع انتهاكات وجرائم إسرائيل في غزة، بشكل فاق كل التوقعات، ولم يتناسب مع عملية حماس". 

تغير دراماتيكي

يرى الخبير محمد خير الجروان أن ترامب يعود اليوم وهو مدرك جيدًا أن العالم قد تغيّر بشكل دراماتيكي، وتغيّر الشرق الأوسط على إيقاعه، فالاستقرار الذي سعى إليه خلال فترته الأولى عبر اتفاقيات الشراكة، ومواجهة تقويض إيران لأمن المنطقة، وأذرعها في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة، لم يعد موجودًا بعد سقوط إيران وأذرعها، وهذا السقوط قدم فرصة كبيرة قد لا تتكرر لإعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مصالح أمريكا وعظمتها.

ويشير الجروان إلى أن هذه الفرصة تكاد تكون أكثر أهمية من عملية "بيرل هاربر" أو تحرير الكويت، وهي الأحداث التي شكلت علامة فارقة في صعود الولايات المتحدة لتصل إلى قمة عظمتها، التي يحلم ترامب باستعادتها اليوم.

"أعرف من أين تؤكل الكتف".. مجازًا قالها ترامب، وكانت بلا شك طريق نتنياهو إلى الاتفاق مع حركة حماس رغم ضغوط حلفائه من اليمين المتطرف وانسحابهم من حكومته، وتذكرة سفر لقمة "الريفيرا"، وفي نفس الوقت إعلان موت حل الدولتين كنتيجة مباشرة لغطرسة وغباء قادة إيران وأذرعهم التي قوضت على الدوام الأمن في المنطقة، ومنحت إسرائيل الفرصة تلو الأخرى لتقويض عملية السلام.

أخبار ذات علاقة

هل تشعل قمة ترامب نتنياهو الشرق الأوسط؟

ويخلص المحلل السياسي الأردني إلى أن المنطقة تقف في النهاية على رؤية ترامب الحالية التي تتوافق مع مشروع المتطرفين داخل إسرائيل بالتطهير العرقي وعدم السماح بوجود دولة فلسطينية وحلها على حساب الشعب الفلسطيني ودول المنطقة من ناحية، وبما يخدم مصالح الولايات المتحدة بتحويل غزة إلى مركز اقتصادي وربما مركزًا لإعادة انتشارها العسكري في المنطقة ضمن استراتيجية المواجهة مع الصين التي شكلت أحد المحاور الرئيسة لحركة الماجا وشعار "أمريكا أولًا".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC