الخارجية الفرنسية: ندعو إلى احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها
تصاعدت في تونس التحذيرات من الأخطار التي تحيط بعودة مقاتلين انضموا إلى الجماعات المسلحة بعد 2011 من سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وإطلاق سراح هؤلاء من السجون.
وقال "المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة" في تونس إن "الوضع في الشرق الأوسط لا يخلو من أخطار على تونس".
وحذر من العودة التي وصفها بـ "الكثيفة" للتونسيين الذين يُعَدّون بالآلاف حيث تمّ تسفيرهم من تونس بطرق مختلفة إلى سوريا، وقد تمّ إطلاق سراحهم من السجون السورية بحسب بيان له.
ودعا البيان السلطة التونسية إلى "تولي الحذر الشديد من عودة هؤلاء إلى البلاد ورسم الخطط الحكيمة للتعاطي معهم، لا فقط لِما يمثلونه من تطرف ديني عنيف يُشكّل خطراً جسيماً على الصبغة المدنية للدولة التونسية'، وإنما أيضاً ''لما يُمكن أن يكونوا مُكلّفين به من قبل أطراف استعمارية مُتسلّطة"، على حد تعبيره.
وتقدر السلطات الأمنية في تونس عدد المقاتلين الذين التحقوا بالجماعات المسلحة والمتشددة في سوريا بألفي شخص من غير الواضح ما إذا سيعودون بعد سقوط نظام الرئيس الأسد.
وقال المحلل السياسي التونسي، نبيل الرابحي، إن "ملف التسفير يعتبر من الملفات الشائكة بالنظر إلى التضارب في عدد الشباب الذين زُج بهم في المحرقة السورية بعد 2011".
وأضاف أن "هذه الملف أصبح محل تجاذبات سياسية وملف إرهاب دولة بامتياز إذ نعلم أنه وقع الاتفاق بعد 2011 على أن يمتد ما يعرف بالربيع العربي من المشرق إلى المغرب، وقد مولت دول بعينها هذا المشروع".
وأوضح الرابحي في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "الشباب التونسي تم إرساله إلى مخيمات التدريب في ليبيا ثم انتقل إلى تركيا ومنها إلى سوريا للقتال مع الجيش الحر ثم جبهة النصرة وهناك من انتمى إلى تنظيم داعش الإرهابي".
وأكد أن "تسفير الشباب التونسي جاء كنتيجة لمؤتمر أصدقاء سوريا الذي استضافته تونس ومنح الضوء الأخضر لهذه العملية، وقبل سنوات تم الإعلان عن وصول نحو 2300 تونسي للقتال في سوريا لكن هناك تضارباً في الأرقام لأن هناك حديثاً عن 5 أو 6 آلاف".
وأنهى الرابحي حديثه بالقول "اليوم لا يوجد الكثير من التونسيين في سوريا الذين سيعودون إلى البلاد، هناك بضعة عشرات كانت في السجون السورية وهؤلاء تم القبض عليهم فور وصولهم إلى سوريا".
من جهته، قال المحلل السياسي التونسي، محمد صالح العبيدي، إن "المخاوف التي عبر عنها المرصد مشروعة بعد أن فتحت السجون في سوريا، لكن على السلطات أن تفتح خطوط تواصل مباشرة مع السلطات الجديدة في دمشق من أجل التنسيق في هذا الملف أو غيره".
وبين العبيدي في حديثه لـ "إرم نيوز" أن "الخطر الذي يمثله هؤلاء المقاتلين لا يقتصر على تونس فحسب في الواقع بل على شمال إفريقيا ككل، وأعتقد أن وجهتهم المفضلة قد تكون ليبيا بالنظر إلى الوضع المضطرب هناك أصلاً"، وفق قوله.