مصادر: فقدان الاتصال مع الزعيم المحتمل لحزب الله هاشم صفي الدين منذ أمس

logo
العالم العربي

المذيع محمد قاسي والناطق باسم الجيش الإسرائيلي.. قصة أخرى تفضح ازدواجية الإعلام الفرنسي

المذيع محمد قاسي والناطق باسم الجيش الإسرائيلي.. قصة أخرى تفضح ازدواجية الإعلام الفرنسي
24 نوفمبر 2023، 3:18 م

محمد قاسي، اسم  لصحافي فرنسي يقسّم حاليا فرنسا إلى فريقين، أحدهما داعم له والآخرغاضب ويدعو لمعاقبته، والسبب سؤال طرحه على ناطق باسم الجيش الإسرائيلي.

ورغم أن نقابة الصحافيين الفرنسيين تقول إن السؤال متوازن، إلا أنّ غضب الضيف الإسرائيلي من السؤال كان كافيًا ليعاقب التلفزيون الفرنسي مذيعه.

ونقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن المذيع الشاب معرض للطرد من مؤسسته الفرنسية "تي في 5 موند" العالمية بسبب السؤال الذي لم يعجب أحد المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، حيث نقلت عن مصادرها الخاصة أن المذيع تلقى استدعاءً من مديرية الموارد البشرية بمؤسسته للمثول أمامها، وقد يتم التخلي عن خدماته يوم الـ 28 من نوفمبر/ تشرين ثاني الجاري.

وتعج مواقع التواصل الاجتماعي في فرنسا وخارجها بحملات الدعم والتضامن، فيما أعرب آخرون وأغلبهم داعمون لإسرائيل عن رفضهم لطرح هذا السؤال على الناطق باسم الجيش الاسرائيلي، فما هو هذا السؤال الذي قلب فرنسا وقسمها؟.

بداية القصة.."سؤال محرج"

القصة بدأت، يوم الـ 15 من نوفمبر/ تشرين الثاني، حين استضاف برنامج "64 دقيقة" المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أوليفييه رافوفيتش في حلقة خصص جزء منها للحديث عما يحدث في مستشفى الشفاء بقطاع غزة.


وعندها بدا المتحدث مرتاحًا وأجاب على أسئلة المذيع بهدوء، ودافع عن إسرائيل والعملية العسكرية للجيش، مؤكدا أن بلاده لا تخالف بذلك القانون الدولي وحقوق الإنسان، وهنا سأله المذيع إذا ما كان دخول الجيش للمستشفى ينسجم مع القانون الدولي، خاصة حقوق الإنسان.

وكان رد الضابط بالقول: "بالنسبة لك هل.."، وقبل أن يكمل سؤاله  قاطعه المذيع لينبّهه أنه لا يجوز له كصحافي إبداء موقفه السياسي، لكن العسكري أصرّ ليسأل بعدها: "هل يمكن استخدام المستشفى كقاعدة عسكرية. والإجابة هي : لا طبعًا".

فما كان من المذيع إلا أن سأله عما إذا كان هناك أي إستراتيجية عسكرية أخرى غير اقتحام المستشفى.

رد العقيد الإسرائيلي معدّدًا ما اعتبره جرائم مروعة ارتكبتها حماس، قائلاً:" لقد قتلوا الأطفال، وبقروا بطون النساء، وأحرقوا المنازل والناس، هل تعتقد أنهم بذلك تصرّفوا وفق القانون الدولي والعدل واحترام حقوق الإنسان؟".

وهنا ردّ محمد قاسي على ذلك بالسؤال: "أي أنتم تتصرفون مثل حماس؟ هذا ما تقوله لنا هذا المساء؟ ".

وكان هذا السؤال الذي أثار غضب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي الذي اتهم الصحافي بعدم التزام الحياد والموضوعية، قائلاً: "وأنت هنا لا تتصرف كصحافي وإنما كشخص يطرح موقفه السياسي".

وحاول الصحافي توضيح سؤاله، لكنه قوبل بغضب الضيف الذي طلب، قائلاً: "سيدي أطلب منك القليل من الاحترام من فضلك".

نقابة الصحافيين الفرنسيين تدعم المذيع

خلّفت المقابلة جدلاً كبيرًا في فرنسا وأغرقت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الشجب والتنديد، بعضهم غاضب على المذيع وآخر يمدحه ويؤكد أنه أدى عمله بأمانة.

ومن الداعمين للصحافي محمد قاسي كانت النقابة الوطنية للصحافيين في فرنسا التي أصدرت بيانًا أكدت فيه أن لا حرج على الصحافي وما قام به لم يخرج عن نطاق أخلاقيات المهنة وضوابط العمل الصحفي. وفنّدت بذلك مزاعم القناة الفرنسية التي قالت إن محمد أخلَّ بضوابط العمل الصحفي خاصة خلال إنهائه للمقابلة. 

قناة "فرانس تي في 5 " الشهيرة قامت بتوبيخ مذيعها، لأنه طرح سؤالاً ترى أنه ساوى بين حماس وإسرائيل بشأن استهداف المدنيين. ونشرت بيانًا قالت فيه إن الاسئلة التي طرحها المذيع في آخر اللقاء التلفزيوني لا تنسجم مع ضوابط الحوار الصحفي.

اليوم، يجد المذيع الفرنسي ذو الأصول الجزائرية محمد قاسي نفسه معزولاً في مساحة ضيقة مهددًا بالطرد من مؤسسته الإعلامية الفرنسية العريقة.

"تي في 5" تعرض حياة مذيعها للخطر

نقلت صحيفة لوموند الفرنسية فحوى مراسلة وصلت إلى إدارة القناة الفرنسية من موظفيها، قالت إنهم يعيشون تحت الصدمة بسبب ما تعرض له زميلهم، خاصة أنه تم ذكر اسمه في بيان التوبيخ الذي نشر للعلن.

واعتبرت خطوة القناة "خطيرة وتهدد حياة المذيع"، بسبب العنف المتبادل بين المسلمين واليهود في فرنسا وخارجها، وبالتالي فإن ذكر اسمه بهذه الطريقة كفيل بتعريض حياته للخطر وأيضًا جعله محل تحرش إلكتروني من قبل المعادين لفلسطين. وتساءل زملاء محمد عن الدافع وراء كشف اسمه وتشويه سمعته وتعريض حياته للخطر؟

ونقلت لوموند عن صحافية بالقناة الفرنسية نفسها رفضت الكشف عن اسمها قولها: "الكثير منا يسيطر عليه القلق. نتساءل من سيكون عليه الدور المقبل، وبمجرد أن يقوم بحوار تلفزيوني لا يعجب شخصًا ما".

ونفس الحيرة تسيطر على النقابة الوطنية للصحافيين في فرنسا التي قالت إنها لا تفهم لمن وجّه بيان توبيخ المذيع، ومن الجهة التي يريد طمأنتها؟ ولم ترَ النقابة أي تقصير أو تجاوز من قبل محمد قاسي.

ولا يخفى على أحد أن الإعلام في فرنسا واقع تحت تأثير وضغط اليمين بما فيه المتطرف، الذي لا يفوت فرصة إلا وحارب المهاجرين والمسلمين والعرب وقضاياهم بما فيها قضية فلسطين. وكانت دوائر يمينية وداعمة لإسرائيل طالبت في أعقاب هذا الحوار بين المذيع والضيف الإسرائيلي، بمعاقبة المذيع بالنظر لما طرحه من أسئلة.

ويرى مراقبون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي أنه يكفي أن يحمل المذيع اسم محمد، ليكون في مرمى نيران اليمين المتطرف في فرنسا الذي يفرض إيديولوجيته على قطاع كبير من الإعلام في البلاد.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC