غارة أمريكية على مخازن أسلحة للحوثيين في مديرية سحار بصعدة
وثّقت هيئات متخصصة بشؤون الأسرى واللاجئين الفلسطينيين أن عدد الذين اعتقلتهم إسرائيل في الضفة الغربية خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار في قطاع غزة، تجاوز عدد الذين أفرجت عنهم بنفس الفترة.
وأظهرت البيانات الموثّقة لهيئات رعاية الأسرى والمحررين الفلسطينية، أن عدد الذين أفرجت عنهم إسرائيل بموجب اتفاق غزة مع حركة حماس، وصل إلى 1777 أسيرا منذ بدء وقف إطلاق النار منذُ 42 يومًا، في حين قامت باعتقال أكثر من 2000 فلسطيني في الضفة الغربية في ذات الفترة، بمعدل 70 حالة اعتقال يوميًا.
واعتبر معنيون أن تلك "المفارقة الرقمية"، مستجدات لافتة في "ديناميكيات سلاح الأسرى والرهائن"، وهو الذي وظفته إسرائيل في أعقاب حرب حزيران 1967، ووصل ذروته في سياقات حربها على غزة، ليصبح الأداة التنفيذية لضمان وقف النار، وأيضًا للتهديد باستئنافها.
ووصف الباحث الناشط في شؤون الأسرى لطفي الزغيّر، عمليات مبادلة الأسرى بأنه نهج تقليدي في الحروب الباردة والساخنة جرى استخدامه مكررا في ملف العلاقات الإيرانية الأمريكية، وكذلك في حرب أوكرانيا.
وبيّن في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل أوغلت في توظيفه، بحيث ارتدّ عليها سلبا وأصبح إفراطها في الاعتقالات وأحكام السجن المؤبد، وكأنه ضمانة لتجديد المواجهات والحروب، التي يكون وقفها مشروطا بتبادل الرهائن".
وأشار الناشط الزغيّر أن زعيم حماس السابق يحيى السنوار في بيانه الأول عن موجبات عملية طوفان الأقصى في الـ7 من شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023، كان قد أدرج تحرير السجناء الفلسطينيين وتبييض السجون الإسرائيلية، ضمن الأهداف الأساسية للعملية، والأمر له سوابق مماثلة عديدة بينها عملية جلعاد شاليط، وصفقة تبادل الأسرى، التي رافقت الإفراج عنه.
ولفت إلى أن إسرائيل لم تعمل بالدروس المستخلصة من عمليات الاحتراب المتتالية المدفوعة بالتزامات تحرير السجناء، موضحًا أنه قبل السابع من أكتوبر كانت إسرائيل تحتجز ما لا يقل عن 7000 أسير فلسطيني في سجونها، أمضى بعضهم قرابة 4 عقود خلف القضبان، وهم جزء من أكثر من مليون فلسطيني وفلسطينية اعتقلتهم إسرائيل منذ 1967.
وشهدت عمليات الاعتقال في الضفة الغربية ارتفاعًا ملحوظًا بعد هجوم أكتوبر، إذ اعتقلت إسرائيل منذ الـ7 من شهر تشرين الأول/أكتوبر من عام 2023، حتى نهاية اليوم الجمعة، أكثر من 2000 فلسطيني.
ومع نهاية العام الأول للحرب في غزة ارتفع عدد المعتقلين في الضفة إلى حدود 13 ألفا، وهو رقم وصفه الزغيّر بأنه متلازمة كفيلة بأن تستولد حربا أخرى في المدى المنظور.
