الاتحاد الأوروبي: لدينا أوراق للضغط على أمريكا للرد على رسوم ترامب
فشلت إيطاليا في التوسط بين الجزائر وفرنسا لإطلاق سراح الكاتب الفرانكو-جزائري بوعلام صنصال، الذي صدر بحقه حكم بالسجن خمس سنوات نافذة الأسبوع الماضي.
ووفقًا لما كشفته صحيفة لوبينيون الفرنسية اليوم الأحد، عرضت روما التوسط لتأمين الإفراج عن صنصال، وذلك خلال زيارة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلى الجزائر، إلا أن الأخير تلقى "رفضًا مهذبًا" بعد لقائه بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في 3 مارس/ آذار الجاري.
وكانت محكمة الدار البيضاء في الجزائر العاصمة قد أصدرت حكمًا بالسجن خمس سنوات نافذة بحق الكاتب، إضافة إلى غرامة مالية قدرها 500 ألف دينار جزائري (حوالي 3500 يورو)، وذلك بتهمة "المساس بالوحدة الوطنية" في الجزائر.
منذ إعلان الحكم، تعالت أصوات سياسية فرنسية مطالبة بإصدار عفو رئاسي عن صنصال بمناسبة عيد الفطر.
وفي مؤتمر صحفي عقب قمة أوكرانيا في باريس، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أمله في أن "يتم النظر بإنسانية" في قضية الكاتب، قائلًا:"آمل بصدق أن تتخذ السلطات الجزائرية قرارات واضحة وإنسانية لإعادة حريته، خاصة أنه يعاني أيضًا من المرض".
من جهته، زعم السفير الفرنسي السابق كزافيي دريانكور أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي جون نويل بارو إلى الجزائر تهدف إلى التفاوض بشأن إطلاق سراح صنصال.
وفي السياق ذاته، دعا شمس الدين حفيز، عميد مسجد باريس، إلى إصدار عفو رئاسي، قائلًا:"رمضان شهر التسامح، مهما قال صنصال، فقد أمضى ستة أشهر في السجن، أتمنى من كل قلبي أن يُعفى عنه، وأن يجتمع بزوجته التي تعاني هي الأخرى".
مواقف الأحزاب الفرنسية
أثار الحكم ردود فعل غاضبة من مختلف التيارات السياسية الفرنسية، حيث وصفت مارين لوبان، زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، القرار بأنه "فضيحة"، معتبرة أن الحكم على صنصال "يمثل فعليًا، بالنظر إلى عمره وحالته الصحية، حكمًا بالسجن مدى الحياة".
أما رئيس الوزراء الفرنسي السابق غابرييل أتال، فقد وصف الحكم بأنه "محاكمة صورية"، معتبرًا أنه "لا يستهدف صنصال فقط، بل يمثل رسالة موجهة إلى فرنسا بأسرها".
ومن جهتها، قالت ماتيلد بانو، رئيسة كتلة حزب فرنسا الأبية في الجمعية الوطنية:"جريمة الرأي لا يجب أن تكون موجودة، نطالب بالإفراج الفوري عنه".
كما وصف ألكسيس كوربيير، النائب السابق عن الحزب نفسه، الحكم بأنه "مخزٍ وغير مقبول"، داعيًا الحكومة الفرنسية إلى "بذل كل ما في وسعها للتدخل لدى السلطات الجزائرية لوقف هذه المأساة".