logo
العالم العربي

من الحذر إلى المواجهة.. هل تغيرت سياسة إسرائيل تجاه إيران؟

من الحذر إلى المواجهة.. هل تغيرت سياسة إسرائيل تجاه إيران؟
من مسيرة منددة باغتيال هنية وشكرالمصدر: (أ ف ب)
05 أغسطس 2024، 3:27 ص

أثارت الاغتيالات الإسرائيلية الأخيرة، تساؤلات حول تخلي إسرائيل عن سياسة الحذر في حربها ضد إيران.

ونهاية الشهر الماضي، اغتالت إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والقيادي في ميليشيا حزب الله فؤاد شكر، في بيروت.

أخبار ذات علاقة

قائد إسرائيلي سابق يحذر من رد "مختلف" لحزب الله

 

تحرر عسكري

ورأى المحلل السياسي الإسرائيلي ديفيد واينبرغ، أن "الضربات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة تشير إلى تحرر إسرائيل عسكريًّا، وأنها أدركت أن الخيار الوحيد يتمثل في المواجهة الشاملة مع إيران، التي تستغل حلفاءها لضرب أهداف إسرائيلية".

وقال واينبرغ، في مقال تحليلي نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، إن "القدرات الاستخباراتية والعملياتية المذهلة التي أدت إلى اغتيال هنية وشكر، تشكل علامة مهمة في الجهود الرامية لاستعادة قوة الردع الإسرائيلية التي انهارت بعد هجوم أكتوبر".

وبين أن "إسرائيل محاصرة دبلوماسيًّا وعسكريًّا من حلفائها الذين يعطون الأولوية للهدوء المؤقت على النصر المستدام، لكن هذا الموقف غير مقبول وخطير من وجهة نظر إسرائيل، خاصة وأنه جعل أهدافها الإستراتيجية محدودة للغاية في العقود الأخيرة".

وتابع: "إسرائيل تتعرض من قبل حلفائها للتخلي عن هدفها المتمثل في القضاء على حماس، وامتصاص ضربات حزب الله، والاكتفاء بتسوية دبلوماسية عديمة القيمة، ولن تؤدي إلا لإدامة التهديد الإيراني، وهو الأمر الذي يشكل هزيمة إستراتيجية لها".

واستكمل: "لو تبنَّت إسرائيل هذه السياسات، فإنها سوف تؤدي حتمًا لتحطيم نفسها، كما إن حملة الإدارة الأمريكية لتأخير أي ردود عسكرية ومنع المزيد من المواجهة مع إيران، والتي تأتي مصحوبة بتهديدات مستمرة بمنع الدعم الدبلوماسي والعسكري، تشكل وصفة للهزيمة الساحقة".

قواعد جديدة

بدوره، رأى الخبير في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة، أن "إسرائيل لا يمكن أن تتخلى عن سياساتها الأمنية والعسكرية المتعلقة بإيران، وذلك يظهر في كسر إسرائيل للعديد من الخطوط الحمر في المواجهة غير المباشرة مع طهران".

وقال أبو زايدة لـ"إرم نيوز"، إن "اغتيال شخصية مثل هنية بقلب إيران يشير إلى أن إسرائيل قررت تجاوز أي محاذير أمنية أو عسكرية في الصراع مع الإيرانيين، وأنها تستعد لتوجيه ضربات عسكرية غير مسبوقة لهم".

وأشار إلى أن "إسرائيل بخطواتها الأخيرة تتجاوز الولايات المتحدة، وتفرض قواعد جديدة للصراع في الشرق الأوسط، بما يشمل حلفاءها الغربيين".

وأضاف أبو زايدة: "إسرائيل تحاول إيصال رسالة مهمة لإيران وحلفائها، تتمثل في قدرتها على اتخاذ قرار الحرب الشاملة دون الرجوع للولايات المتحدة، وأنها صاحبة الحق في تقرير الطريقة المناسبة للدفاع عن نفسها من أي مخاطر أمنية وعسكرية".

وبين أن "كسر إسرائيل للمحاذير المفروضة عليها منذ سنوات من قبل المسؤولين الأمريكيين يؤكد استعدادها بمختلف مؤسساتها السياسية والأمنية والعسكرية للحرب الشاملة، وثقتها بقدرتها على إجبار حلفائها على الدخول في هذه الحرب".

أخبار ذات علاقة

التوتر مع إيران و"حزب الله" يدفع نتنياهو لتوسيع الائتلاف الحاكم

 

إستراتيجية جديدة

واعتبر الخبير في الشأن الإقليمي باسم الزبيدي، أن "إسرائيل ردت على التهديدات التي أطلقتها إيران وحلفاؤها بإمكانية الدخول في حرب واسعة النطاق، بعمليات الاغتيال التي أربكتهم، ودفعتهم لإعادة حساباتهم".

وقال الزبيدي لـ"إرم نيوز"، إن"الجيش الإسرائيلي أظهر قدرة على توجيه ضربات استباقية وغير متوقعة على مختلف الجبهات المتوترة؛ ما سيدفع إيران وحلفاءها للتفكير في التوصل لهدنة سياسية مع إسرائيل".

وأضاف: "مثل هذه العمليات تمكن إسرائيل من محو العار الذي تعرضت له مؤسساتها الأمنية والسياسية على إثر هجوم أكتوبر، ويعيد للجيش الإسرائيلي قوة الردع التي روّج لها على مدار عقود من الزمن".

ورأى الزبيدي، أن "إيران تدرك عقب العمليات الإسرائيلية الأخيرة خطورة الدخول في مواجهة مباشرة أو بالوكالة مع إسرائيل، وأن الرد على أي تصعيد سيكون بضرب أهداف إيرانية دون إذن الولايات المتحدة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC